خيبة أمل .. الأمريكيون العرب يُمزّقون الولاء التقليدي للحزب الديمقراطي

خيبة أمل وحسابات سياسية جديدة.. الأمريكيون العرب يُمزّقون الولاء التقليدي للحزب الديمقراطي

خيبة أمل .. الأمريكيون العرب يُمزّقون الولاء التقليدي للحزب الديمقراطي
ترامب

تنتشر علامات الحزن والتأثر في كل زاوية في ولاية ميشيغان الأمريكية قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يظهر ذلك في جنازة لرجل أمريكي من أصول لبنانية قُتل جراء غارة إسرائيلية في جنوب لبنان، وفي وقفات الشموع التي يتجمع فيها الناس للصلاة، وعلى جدران مقهى ومعرض فني محلي يحمل اسم "بلاك بوكس" والمزين بألوان العلمين اللبناني والفلسطيني، داخل المقهى، علقت بطاقات لعب تحمل صور الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن مكتوب عليها "مجرم حرب"، حسبما نقلت شبكة "إن بي آر" الأمريكية.

تحول في الانتخابات


وتقول ليزا ألكودراي، التي تتحدث مع أحد الزبائن في "بلاك بوكس" عن المعرض المقام داخل المقهى، إن العديد من سكان المنطقة لديهم أقارب وأصدقاء فقدوا حياتهم في لبنان وغزة.


يشعر هؤلاء بالخذلان من الحزب الديمقراطي بسبب استمرار الدعم العسكري لإسرائيل رغم القلق العالمي بشأن أعداد القتلى من المدنيين.


وتابعت الشبكة الأمريكية، أن هذه المشاعر تأتي في وقت يستعد فيه الناخبون في ولاية ميشيغان للتعبير عن مواقفهم في الانتخابات المقبلة. قاد ائتلاف أطلق على نفسه "حركة غير ملتزمة" بقيادة أمريكيين من أصول عربية ومسلمة، حملة لحث الناخبين على التصويت برمزية "غير ملتزمين" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.


ونجحت هذه الحملة في جذب أكثر من 100 ألف صوت غير ملتزم كرسالة اعتراض للرئيس الأمريكي جو بايدن تطالب بوقف إطلاق النار ووقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.


ومع وصول نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى قمة بطاقة الحزب الديمقراطي، وجد هؤلاء الناخبون أنفسهم في حالة تردد، خصوصًا في ظل استمرار الدعم العسكري لإسرائيل، وبينما لا يزال عباس علاويه، أحد مؤسسي "حركة غير ملتزمة"، ملتزمًا بدعمه لهاريس، يشعر العديد من أبناء الجالية بالتردد والانقسام حول الخيارات المتاحة أمامهم.

إحباط واسع


ويقول علاويه، الذي يشعر بالألم نتيجة فقدانه لأفراد عائلته في لبنان ونزوح أحبائه، إنه على الرغم من ذلك، يرى في دعم هاريس الخيار الأقل ضررًا، خصوصًا في ظل خطط الرئيس السابق دونالد ترامب المتطرفة حيال الضفة الغربية وتهديده بتجريم تنظيمات المناهضة للحرب داخل الولايات المتحدة.


وعلى الجانب الآخر، يرى بعض الناشطين مثل سمرة لقمان، منظمة مجتمع من أصل يمني، أن دعم ترامب قد يكون خيارًا أفضل، ورغم تعليقات ترامب المثيرة للجدل والتي تنتقد دعوات السلام، يرى لقمان في دعمه فرصة لإيقاف الحرب ولو بفرصة ضئيلة.

تقسيم الأصوات


وتابعت الشبكة الأمريكية، أن العديد من الناخبين من أصول عربية ومسلمة في ميشيغان لديهم خيار آخر في التصويت لصالح مرشحي الأحزاب الصغيرة، حيث بدأ بعضهم بدعم المرشحة من حزب الخضر، جيل ستاين، التي تروج لإنهاء ما يصفونه بالإبادة الجماعية.


ورغم هذه الانقسامات، يقول بعض القادة الدينيين مثل الإمام ميكائيل ستيوارت صديق، الذي أصدر مع 25 إمامًا أمريكيًا رسالة دعم لهاريس، إن هاريس تمثل الخيار الاستراتيجي رغم التحديات.
ويضيف أن سياسة ترامب المعادية للمسلمين تُشكل تهديدًا مباشرًا للأقلية المسلمة، ويحث على تجنب التصويت لصالح جهات قد تُؤدي إلى تعميق الانقسامات.