محلل سياسي فلسطيني: المرحلة الثانية من اتفاق غزة خطوة حاسمة نحو تثبيت السلام وبداية لنظام إدارة جديد للقطاع

محلل سياسي فلسطيني: المرحلة الثانية من اتفاق غزة خطوة حاسمة نحو تثبيت السلام وبداية لنظام إدارة جديد للقطاع

محلل سياسي فلسطيني: المرحلة الثانية من اتفاق غزة خطوة حاسمة نحو تثبيت السلام وبداية لنظام إدارة جديد للقطاع
حرب غزة

بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهي المرحلة التي توصف بالأكثر حساسية في مسار التسوية، إذ تتناول قضايا جوهرية تتعلق بأمن القطاع وإدارته وتثبيت الهدنة بشكل دائم، بجانب ملفات الانسحاب الإسرائيلي، وسلاح حركة حماس، ومصير قادتها، وشكل الحكم في اليوم التالي للحرب، وعمليات إعادة الإعمار.

وتتضمن هذه المرحلة تصورًا لإنشاء هيئة دولية تحمل اسم “مجلس السلام”، لتتولى إدارة غزة بعد الحرب، على أن يرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويضم في عضويته رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وعددًا من الشخصيات الدولية التي شاركت في جهود الوساطة.

وبموجب خطة ترامب، تضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق إعادة تموضع القوات الإسرائيلية، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة الترتيبات السياسية والإدارية.

وجاءت وثيقة اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة التي وُقعت، الإثنين، خلال قمة شرم الشيخ للسلام بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي نحو تثبيت السلام.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري -في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"-: "هذا يوم تاريخي انتظرناه طويلاً، وخاصة خلال العامين الماضيين. نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية حقيقية نحو إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة".

من جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع دول الشرق الأوسط إلى العمل معًا لتحقيق سلام مستدام وشامل، مؤكدًا أن اتفاق غزة جاء في توقيت مثالي يعكس التوافق الدولي على إنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة من البناء والاستقرار.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامر خليل: إن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تمثل الاختبار الحقيقي لجدية الأطراف الدولية في إنهاء الحرب وبناء نظام سياسي وإداري جديد داخل القطاع، مشيرًا أن هذه المرحلة "لن تكون سهلة، لكنها ضرورية لتثبيت الاستقرار ومنع تجدد المواجهات".

وأوضح خليل -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن القضايا المطروحة في هذه المرحلة — مثل أمن غزة، وسلاح الفصائل، وإدارة شؤون القطاع، وإعادة الإعمار — هي جوهر الصراع منذ سنوات، مضيفًا أن "إدارتها بحكمة وبضمانات دولية هو ما سيحدد مستقبل القطاع لعقود مقبلة".

وأشار إلى أن إنشاء “مجلس السلام” برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعدّ تطورًا لافتًا في المشهد السياسي، موضحًا أن "وجود آلية دولية لإدارة غزة قد يفتح الباب أمام مرحلة انتقالية تمهّد لإعادة السلطة الفلسطينية بشكل أو بآخر، أو لتشكيل إدارة مشتركة برعاية دولية".

وأكد خليل أن اتفاق شرم الشيخ للسلام -الذي وُقّع بمشاركة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدةـ شكّل "تحولًا استراتيجيًا في طريقة التعامل مع الملف الفلسطيني، إذ وضعت القاهرة نفسها في مركز الجهود السياسية بعد أن قادت عملية إنهاء الحرب"، مشددًا على أن "دور مصر كان حاسمًا في صياغة التفاهمات وضمان قبولها من جميع الأطراف".

وختم المحلل السياسي الفلسطيني بالقول: إن المرحلة الثانية ستكون مليئة بالتحديات، لكنها تمثل أيضًا الفرصة الأخيرة لغزة كي تنتقل من مرحلة الحرب إلى مرحلة الدولة والاستقرار، مضيفًا: "الكرة الآن في ملعب الأطراف الفلسطينية لتوحيد مواقفها وتجنّب أي تصعيد قد ينسف ما تحقق من تقدم".