التدخل السياسي واستغلال الموارد.. ما أبرز انتهاكات أردوغان في العراق؟
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارتكاب جرائمه العراق
رغم الانتقادات الحادة والأزمات الضخمة، إلا أن تركيا ما زالت مستمرة في تدخلاتها وانتهاكاتها المشينة بعدة بلاد، منها العراق، التي تحاول السيطرة عليها من خلال اغتصاب الأراضي والاستيلاء على الثروات والفتك بالبشر والتلاعب بالسياسة لصالحها.
وتحاول تركيا تنفيذ العديد من العمليات العسكرية في العراق، آخرها قبل ساعات، حيث استهدفت الوحدات التابعة للاستخبارات التركية شمالي العراق، إرهابياً ينتمي إلى تنظيم "بي كا كا"، في منطقة "غارا".
التدخل السياسي
وفي الوقت نفسه، تتدخل تركيا علنًا في التحالفات السياسية في انتخابات في العراق لضمان استمرار تواجُدها، وهو ما حدث خلال الدورات الانتخابية الأربعة بين أعوام 2005 و 2018، وهو ما تستعد لتكراره في الانتخابات المرتقبة.
وظهر ذلك بشدة، من خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس البرلمان وزعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي، ثم لقاء مع زعيم تحالف عزم خميس الخنجر، دون إصدار الرئاسة التركية بيانا عن الحلبوسي أو الخنجر بشأن كِلا الاجتماعين، ونُشرت صور أثارت جدلا واسعا بسبب عدم ظهور العلم العراقي بها.
فيما كشفت صور أردوغان مع القائدين الخصمين في الساحة السنية، مدى الاهتمام التركي والدخول على خط التحالفات أو الخصومات السنية، مستغلة غياب الدور الأميركي بالبلاد، وهو التعامل الإيراني ذاته مع حلفائها الشيعة في العراق.
محاولة تركية جديدة للتدخل
وقال أحمد النجيفي، المحلل السياسي العراقي: إن ذلك اللقاء التركي المثير للجدل يُعتبر محاولة جديدة من أردوغان للتدخل في شؤون البلاد، من خلال محاولة بناء تحالف بين الحلبوسي والخنجر، وتقريب وجهات النظر بينهما، في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة بالبلاد بين مختلف التيارات الشيعية والسنية والكردية.
واستبعد المحلل السياسي إقامة تحالف بين الطرفين حاليا، كون كليهما لن يقبل تقديم تنازُلات للآخر، لزيادة التصارع والرغبة بين تقدم وعزم في الفوز بالغنيمة الأكبر، مهددًا بمحاولات تركيا التأثير على التحالفات والانتخابات العراقية.
وأوضح أن ذلك يأتي لرغبة تركيا في توسيع نفوذها وتمددها داخل المنطقة العربية بجوار حليفتها قطر وإيران، وألحان العثماني الرئيس أردوغان.
وأشار إلى أن لتركيا تاريخا إجراميا حافلا في العراق من محاولات الاستيلاء على البلدان وتنفيذ عمليات عسكرية عديدة دائما ما كانت محل انتقادات عراقية عديدة ، مؤكدا أنه بالوقت الحالي حاولت السلطات التصدي لتلك التدخلات التركية عبر عدة تصريحات واضحة إلا أن أنقرة تتجاهل ذلك بصورة استفزازية.
سجل انتهاكات ضخم
تمتلك تركيا سجلا حافلا في الانتهاكات بالعراق، بصورة تكشف مدى الأطماع التوسعية، منذ 2017، حيث تتوغل القوات التركية بالأراضي العراقية عبر عمليات القصف العابرة للحدود، ودخول الطائرات الحربية وتكوين الميليشيات.
ووفقًا للأرقام الرسمية، أقدمت تركيا على انتهاك المجال الجوي العراقية 3356 مرة بين 1 أغسطس 2017، و15 ديسمبر 2018، بمتوسط يقرب من 7 انتهاكات في اليوم، وارتفع عدد الانتهاكات إلى 3523 مرة بين 1 ديسمبر 2018، و4 ديسمبر عام 2019، بمتوسط يومي حوالي 10 انتهاكات حتى وصلت إلى 4068، في يناير 2020، وهو ما يساوي حوالي 23 انتهاكا يوميًا في المتوسط.
وأكد موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن الزيادة غير العادية في أعداد تلك الانتهاكات هو مؤشر على مدى اعتماد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على القوة الخشنة لإبراز طموحات حكومته، بتبرير عدم قدرة بغداد على التعامل مع وجود الإرهابيين على أراضيه.