بحماية الفيتو الأمريكي.. مجازر إسرائيلية جديدة: دماء المدنيين تحت الأنقاض
بحماية الفيتو الأمريكي.. مجازر إسرائيلية جديدة: دماء المدنيين تحت الأنقاض
وسط صمت دولي وعجز واضح عن وقف العدوان الإسرائيلي، شهد قطاع غزة أربع مجازر مروعة نفذها جيش الاحتلال، استهدفت أحياء مكتظة بالمدنيين، لترسم صورة قاتمة عن معاناة الفلسطينيين تحت القصف المتواصل، هذه الجرائم تأتي في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية وشلل في كل القطاعات الحيوية؛ مما يفاقم مأساة سكان القطاع.
*غارات وحشية*
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي أربع مجازر مروعة خلال الساعات الماضية، طالت مناطق مدنية مكتظة في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وأحياء أخرى في النصيرات، أبو إسكندر، وخان يونس.
راح ضحية هذه الغارات الوحشية 112 قتيلاً، بينهم 64 طفلاً وامرأة، إضافة إلى 22 شخصًا ما زالوا تحت الأنقاض، فيما أصيب أكثر من 128 آخرين بجروح متفاوتة.
*صمت دولي وانحياز أمريكي*
تأتي هذه الجرائم وسط عجز دولي واضح عن اتخاذ موقف حاسم لوقف إطلاق النار في غزة، مجلس الأمن الدولي فشل مجددًا في إصدار قرار يدعو إلى تهدئة الأوضاع، بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار المقترح.
هذا الموقف الأمريكي المنحاز اعتبره المكتب الإعلامي في غزة "شراكة متأصلة" في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه المجازر تكشف عن توجه الاحتلال نحو تصعيد إجرامي منظم يستهدف المدنيين عمداً.
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية "الفيتو" الأميركي في مجلس الأمن، وأكدت - في بيان صحفي-، أن استخدام الإدارة الأميركية لحق النقض للمرة الرابعة "يشجّع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، والشعب اللبناني الشقيق، وفي تحديه لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".
وشددت الرئاسة، على أن مطالب فلسطين من مجلس الأمن ومن المجتمع الدولي "كانت واضحة في استصدار قرار تحت الفصل السابع لوقف العدوان ووقف إطلاق النار وجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد شعبنا الأعزل، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وضرورة استمرار عملها وتقديم الدعم لها، كما جاء في قرار القمة الإسلامية التي عقدت في الرياض.
*استهداف المدنيين والبنية التحتية*
بحسب تقارير المكتب الإعلامي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجمات واسعة النطاق تستهدف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، ضاربًا بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والإنسانية التي تحظر استهداف المناطق المأهولة والمدنيين العزل.
القصف العشوائي لم يقتصر على تدمير المنازل وإلحاق الضرر بالبنية التحتية، بل امتد ليشمل المرافق الصحية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية التي تعد شريان الحياة لآلاف الجرحى والمرضى.
تؤكد التقارير، أن عددًا كبيرًا من المستشفيات والمرافق الصحية قد خرجت عن الخدمة تمامًا نتيجة القصف المباشر أو الأضرار الجسيمة التي لحقت بها؛ مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الإمدادات الطبية الأساسية.
هذا الوضع المأساوي تسبب في حرمان مئات الجرحى والمصابين من تلقي العلاج الضروري لإنقاذ حياتهم، حيث باتت الطواقم الطبية تعمل في ظروف قاسية، وأحياناً وسط القصف المستمر، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات.
إلى جانب ذلك، أشار المكتب الإعلامي إلى أن هذه الهجمات ليست مجرد أضرار جانبية، بل تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود السكان المدنيين واستهداف أي محاولات لاستمرار الحياة الطبيعية في المناطق المتضررة. ورغم المناشدات الدولية لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والمنشآت الإنسانية، يبدو أن الاحتلال يمضي في استراتيجيته التصعيدية بلا هوادة؛ مما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية على الأرض.
*كارثة إنسانية شاملة*
تسبب العدوان المستمر في انهيار شبه كامل للبنية التحتية في غزة، المنظومة الصحية على شفا الانهيار، فيما تعاني القطاعات الخدمية من شلل تام بسبب استهداف الاحتلال المستمر للمرافق الحيوية.
هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، خصوصًا مع نقص حاد في المياه والغذاء والدواء.
المكتب الإعلامي دعا الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف تاريخي ضد هذا العدوان، مطالبًا بطرد سفراء الاحتلال الإسرائيلي من العواصم العربية والإسلامية.
كما حمل المكتب الاحتلال والإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة في غزة.
وأضاف البيان، نناشد المنظمات الأممية والدولية للضغط بكل الوسائل لوقف هذه المجازر المستمرة، وندعو إلى إدانة الدعم الأمريكي المباشر الذي يؤجج حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل.