مزارع شبعا تزيد من أزمات لبنان.. القصف الإسرائيلي والمناخ يدمران المحاصيل والثروة الحيوانية
القصف الإسرائيلي والمناخ يدمران المحاصيل والثروة الحيوانية في شبعا
شهدت مزارع شبعا جنوب لبنان كارثة كبرى بسبب تغيرات المناخ وفتح جبهة صراع بين حزب الله وإسرائيل، حيث يقف عادل الحاج، المزارع البالغ من العمر 60 عاما، بقلق وسط مزرعة أبقاره في قرية ميس الجبل جنوبي لبنان، وهو يتفكر في الخسائر الفادحة التي سببها الإعصار، وانخفاض مبيعات الحليب بعد المواجهات الحدودية اللبنانية الإسرائيلية، حسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية.
أزمة جديدة في لبنان
وقال الحاج، بوجه متعب وكئيب وبصوت مخنوق: إن مربي الأبقار ليس أمامهم خيار سوى التخلص من حليبهم الذي يفسد بسرعة وسط انقطاع التيار الكهربائي بسبب القصف المدفعي الإسرائيلي.
وأضاف الحاج أن "القصف الإسرائيلي أدى أيضاً إلى عرقلة توفير الأعلاف والحد من عمل الأطباء البيطريين المحليين، ما أدى إلى نفوق العديد من الأبقار خلال الأسابيع القليلة الماضية، ونخشى أن يموت المزيد من الأشخاص إذا استمر الصراع في الأيام المقبلة".
وتابعت الوكالة الصينية، أن المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر أدت إلى نزوح عدد كبير من السكان في القرى الحدودية وإغلاق معظم المؤسسات الصناعية والتجارية والخدمية، مما أدى إلى إصابة الاقتصاد بالشلل في جنوب لبنان، وزاد من معاناة الشعب اللبناني، لتضاف المزارع إلى سلاسل أزمات لبنان التي لا تنتهي.
المزارع الأكثر تضرُّراً
وقال علي غانم، وهو راعٍ يبلغ من العمر 30 عاما في قرية العرقوب جنوب شرقي البلاد، إن الرعاة والمزارعين والتجار هم الأكثر تضررا من المواجهات الحدودية.
وأضاف أن نحو 85 راعي أغنام في العرقوب لم يتمكنوا من رعي مواشيهم بسبب القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل راعيين في قرية الوزاني وعشرات الماعز والأغنام.
وقال غانم: "قام العديد من الرعاة بنقل مواشيهم سيراً على الأقدام إلى القرى السورية المجاورة حيث يمكن للرعاة المحليين المساعدة في رعايتها لحين عودة السلام إلى منطقتنا، فيما انتقل آخرون مع قطعانهم إلى قرى البقاع شرقي لبنان".
بينما قال يوسف فياض، رئيس بلدية المري جنوبي البلاد: إن نصف مزارع الدواجن البالغ عددها 100 مزرعة في المناطق الحدودية دُمِّرت بسبب الهجمات الإسرائيلية، التي أدت إلى نفوق الآلاف من الدواجن التي تمثل مصدر الرزق الرئيسي لأصحابها.
وأضاف أن مزارع الدجاج المتبقية تعاني من انقطاع التيار الكهربائي وشح الأعلاف، مضيفا أن الشركات توقفت أيضا عن إرسال خبراء إلى هنا للمساعدة في تربية الدواجن.
وكان مزارعو الزيتون ومربو النحل من بين المتضررين أيضًا.
وقال حسن الأحمد، وهو مزارع يبلغ من العمر 63 عاماً من قرية الماجدية جنوب شرق البلاد، "مثل آلاف المزارعين، اضطررت إلى التخلي عن حديقتي التي تنمو فيها 350 شجرة زيتون معمرة، يتجاوز إنتاج زيتها 100 جالون سنوياً".
وقال ماجد الحلبي، رئيس جمعية النحالين في جنوب شرق لبنان: إن المواجهات منعت النحالين من الوصول إلى نحلهم والعناية به.
ويتعرض النحل، وهو مصدر رزق 750 مربي نحل في المناطق الحدودية، لخطر الموت لأنه يحتاج إلى تغذيته بالسكر في غياب الزهور في موسم الأمطار.
وقال الحلبي: "في مثل هذه الحالة سنخسر موسم العسل وخلايا النحل".
جهود حكومية
وقال وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن: إن وزارته تبذل جهودا من خلال الهيئة العليا للإغاثة والجمعيات المانحة الدولية لمساعدة المزارعين المتضررين.
وقال الحاج حسن "نعمل على إجراء مسح شامل لتقييم الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي الذي طال مساحة تزيد عن 900 هكتار وأحرق نحو 55 ألف شجرة زيتون".
وشهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترات متزايدة لأسابيع بعد أن أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة عشرات الصواريخ باتجاه مزارع شبعا في 8 أكتوبر دعما لهجمات حماس على إسرائيل في اليوم السابق، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى الرد بإطلاق المدفعية الثقيلة باتجاه عدة مناطق في جنوب شرق لبنان.