علاقات تاريخية قوية.. دلالات القمة الإماراتية الفرنسية؟

عقدت الإمارات العربية المتحدة وفرنسا قمة ثنائية تناولت العديد من القضايا

علاقات تاريخية قوية.. دلالات القمة الإماراتية الفرنسية؟
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و الرئيس الفرنسي ماكرون

قمة إماراتية فرنسية تعتبر الثانية خلال 3 أشهر تتوج شراكة إستراتيجية تستهدف تعزيز التعاون الثنائي ودعم الاستقرار الإقليمي.

وعقدت القمة خلال زيارة يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإمارات، في مستهل جولة خليجية من المنتظر أن تقوده أيضا إلى قطر والسعودية، وتأتي قمة اليوم عقب سابقة عقدت خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى باريس منتصف سبتمبر الماضي.

علاقات قوية 

وذكر تقرير لمؤسسة "رؤية" أن العلاقات الإماراتية الفرنسية والتي توصف بـ«المتينة» والتي شهدت نموا كبيرا منذ وصول ماكرون لقصر الإليزيه في العام 2017، تعكس شراكة إستراتيجية بين البلدين لعقود من العلاقات. بدأت في العام 1972 بتبادل السفراء بين البلدين بعد عام من إنشاء اتحاد الإمارات.

وشهد العام 1989 توقيع أول اتفاقية تجنب ازدواج ضريبي بين البلدين. وفي العام 1991 تم توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار بين الجانبين. وفي ديسمبر من العام 2009 تم توقيع بين دبي وباريس.

كما تم افتتاح فرع جامعة السوربون بموجب اتفاق تعاون بين البلدين في ديسمبر من العام 2009. وفي نوفمبر من العام 2017 تم افتتاح متحف اللوفر أبوظبي في العاصمة الإماراتية، وشهد أول زيارة للرئيس ماكرون للشرق الأوسط بعد انتخابه وكانت للإمارات.

العلاقات الممتدة والمتجذرة بين البلدين تكللت في يونيو من العام 2020 بإطلاق الحوار الإستراتيجي بين البلدين. وفي سبتمبر من العام 2021 زار ولي عهد أبوظبي باريس، بعدما شهدت مواقف البلدين تجانسا كبيرا في العديد من القضايا والملفات على الساحتين الدولية والإقليمية.

قمم وزيارات متبادلة خلال وقت قصير، تعكس متانة العلاقات بين البلدين، وحرصهما المتواصل على التنسيق وتعزيز التعاون بما يصب في صالح شعبيهما والمنطقة.

التقارب الإماراتي الفرنسي 

وكشفت العديد من التقارير الإعلامية الدولية والعربية، أنه ساعد التقارب في الفكر والرؤية بين الإمارات وفرنسا والزيارات المتبادلة والاتصالات الدائمة على كافة المستويات الفنية والسياسية، في صياغة مجموعة من التفاهمات والاتفاقيات حتى وصلت العلاقة بينهما إلى مستوى العلاقة الإستراتيجية، من خلال الحوار الإستراتيجي بين البلدين، والذي بدأت الجولة الأولى له عام 2012، وجرت خلال السنوات الماضية 13 جولة من جولات الحوار الإستراتيجي التي ساهمت بشكل فعال في مزيد من الفهم المشترك لاحتياجات البلدين، وتوسيع مجالات التعاون والعمل المشترك، بحسب وزارة الخارجية الإماراتية.

وشكلت الجولة الأخيرة من الحوار الإستراتيجي الإماراتي الفرنسي التي جرت في يونيو 2020 نقلة مهمة في المسيرة المستقبلية للعلاقة الثنائية بين الإمارات وفرنسا بعد أن نجح البلدان في صياغة رؤية مستقبلية لتشجيع ودفع التعاون بينهما في كافة القطاعات والمسارات للعشر سنوات القادمة، والتي تمثل في رسم خريطة طريق 2030 لكيفية تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات، حسب بيان للخارجية الفرنسية.

استقرار ليبيا 

وتدعم كل من فرنسا والإمارات رؤية الدولة الأخرى في مناطق كثيرة من العالم أبرزها دعم فرنسا والإمارات لاستقرار ليبيا وضرورة الذهاب للانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر الجاري واتفاقهما على دعم كل الإجراءات التي تساهم في استقرار لبنان والعراق. وتتفق فرنسا مع كل الخطوات الإماراتية التي تهدف من خلالها إلى تبريد الصراعات وتهدئة التوترات في المنطقة والخطوات الدبلوماسية الرائدة التي قامت بها الإمارات في الفترة الأخيرة، وتعد باريس بلا شروط كافة الإجراءات الإماراتية في مكافحة الإرهاب والفكر المتشدد مثل إصدار القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 لمكافحة الجرائم الإرهابية، وتأسيس «مركز صواب» عام 2015 لتصحيح الأفكار المتطرفة، ومصادقة الإمارات على 14 بروتوكولاً واتفاقية لمكافحة الإرهاب، وتقديم الإمارات 30 مليون دولار لفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، ومشاركة الإمارات في جميع التحالفات الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب مثل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والتحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا والعراق عام 2014، وتنظيم مؤتمرات عالمية بهدف مكافحة الأفكار الظلامية مثل مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف عام 2018، و«مؤتمر الأخوة الإنسانية» عام 2019.

الدعم الإماراتي الكبير

ولا تنس فرنسا الدعم الإماراتي الكبير في إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان مع الانسحاب الأميركي الكامل من أفغانستان بنهاية أغسطس الماضي، حيث عبر وزير الخارجية الفرنسي عن شكره أكثر من مرة للإمارات على هذا الجهد والدعم، على الجانب الآخر تدعم فرنسا التوجه الإماراتي نحو صياغة معادلات جديدة لإحلال السلام والاستقرار والازدهار والرخاء في الشرق الأوسط، كما تدعم فرنسا كافة الأفكار والمشروعات الإماراتية الرائدة.