تحركات مفاجئة.. واشنطن تعزز وجودها العسكري لردع إيران بعد الغزو الإسرائيلي للبنان

تحركات مفاجئة.. واشنطن تعزز وجودها العسكري لردع إيران بعد الغزو الإسرائيلي للبنان

تحركات مفاجئة.. واشنطن تعزز وجودها العسكري لردع إيران بعد الغزو الإسرائيلي للبنان
تعزيزات عسكرية أمريكية

في خطوة تهدف إلى منع أي تصعيد إيراني محتمل بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، تتحرك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتعزيز وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتأتي هذه التحركات بعد تحذيرات أمريكية لإيران والجماعات المسلحة التي تدعمها من استهداف القوات الأمريكية أو تصعيد الصراع، وفقًا لما نقله تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

تعزيز الانتشار العسكري الأمريكي


ووفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز قواتها الجوية في الشرق الأوسط لمواجهة أي تهديد إيراني محتمل، خاصة في أعقاب الحملة الجوية الإسرائيلية المكثفة وبدء الغزو البري في جنوب لبنان. من المتوقع أن تشمل التعزيزات إرسال طائرات إضافية من طراز F-15E، F-16، وA-10 إلى المنطقة. 

هذه الطائرات لعبت دورًا حاسمًا في إسقاط الطائرات بدون طيار الإيرانية في وقت سابق من هذا العام، عندما استهدفت طهران إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وتابعت الصحيفة، أنه إلى جانب ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة بطائرات F-22 في المنطقة، لكن دون خطط لزيادة عددها حاليًا.

كما تستمر مجموعة حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" في التمركز بالقرب من البحر الأحمر، بينما من المتوقع وصول مجموعة حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" إلى البحر الأبيض المتوسط في غضون أيام، مما يمنح الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة في المنطقة. 

بالإضافة إلى ذلك، تتأهب مجموعة برمائية بحرية مكونة من 2200 جندي من مشاة البحرية والبحارة في البحر الأبيض المتوسط لأي تطورات قد تستدعي التدخل العسكري.

مخاوف من رد إيراني


تشعر الإدارة الأمريكية بقلق متزايد من احتمال رد فعل إيراني قوي على مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والقصف الإسرائيلي المستمر على لبنان، وعلى الرغم من تعهد إيران بردٍّ قاسٍ على مقتل قادة حزب الله، إلا أن هناك انقسامًا داخليًا بين المسؤولين الإيرانيين حول كيفية الرد على هذا التصعيد.

يتوقع المحللون، أن يكون الرد الإيراني متنوعًا، من إطلاق صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، إلى هجمات غير مباشرة عبر وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط. 

ورغم ذلك، هناك أمل بين بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين في أن ردع إيران قد ينجح أو يؤخر التصعيد.

انقسام داخلي في طهران


وبحسب الصحيفة، تواجه القيادة الإيرانية انقسامًا حادًا بشأن الخطوة التالية بعد اغتيال حسن نصر الله، حيث يظهر تياران رئيسيان داخل إيران: أحدهما متشدد يسعى للردع السريع والحاسم، والآخر أكثر اعتدالاً بقيادة الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، الذي أبدى رغبة في التفاوض وتقديم إيران كداعم للاستقرار الدولي.

وفي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار بزشكيان، إلى أن إيران ترغب في لعب دور بناء في النظام العالمي المتغير، مما يوحي باستعداده للتفاوض مع القوى الغربية. ومع ذلك، في تصريحاته الأخيرة يوم الأحد، أدان بزشكيان الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان ووعد بأن إيران سترد "بشكل حاسم".

وأشارت الصحيفة، إلى أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقد اجتماعه الأول بعد مقتل نصر الله مباشرة، ولكن الاجتماع لم يسفر عن قرار واضح بشأن مسار العمل الذي ينبغي اتباعه.

 يظل المستقبل غير مؤكد وسط استمرار حالة الانقسام بين المتشددين والإدارة المعتدلة لبزشكيان. هذا الانقسام يزيد من الغموض حول طبيعة الرد الإيراني ويعزز من المخاوف الأمريكية والإسرائيلية.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري لردع أي هجمات محتملة من إيران أو حلفائها، ومع استمرار الغموض بشأن موقف إيران الداخلي تجاه التصعيد، فإن التحركات الأمريكية تشير إلى الاستعداد لمواجهة أي تطورات جديدة قد تطرأ على الصعيد العسكري في الشرق الأوسط.

تظل العلاقات الأمريكية الإيرانية في حالة من الشد والجذب، وسط تحذيرات أمريكية لإيران من مغبة التصعيد العسكري، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إقناع حلفائها بضرورة الحذر من احتمالات اشتعال صراع إقليمي واسع النطاق.