سوريا.. الكوليرا تهدد الملايين لأول مرة منذ 10 سنوات
تهدد الكوليرا الملايين لأول مرة منذ 10 سنوات بسوريا
سجلت وزارة الصحة السورية 39 حالة وفاة بسبب الكوليرا ونحو 600 حالة إصابة بعد أن تفشى المرض في البلد الذي مزقته الحرب وحذرت الأمم المتحدة من خطورة تفشي الكوليرا، موضحة أنه "يتطور بشكل ينذر بالخطر"، وقالت وزارة الصحة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، إنه تم تسجيل إجمالي 594 حالة في 11 من مقاطعاتها الـ14 منذ أواخر الشهر الماضي.
ينذر بالخطر
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع يتطور بشكل ينذر بالخطر في المحافظات المتضررة ويتوسع ليشمل مناطق جديدة، حسبما أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، التي أشارت في تقريرها إلى أن معظم الإصابات تركزت في محافظة حلب الشمالية، ولم يتضح على الفور ما إذا كان الضحايا مشمولين في حصيلة الحالات الإجمالية، حيث يعد هذا أول انتشار كبير للكوليرا في سوريا منذ أكثر من عقد، وتابعت أن المرض شديد الضراوة ينتقل عمومًا من الطعام أو الماء الملوثين، ويسبب الإسهال والقيء، ويمكن أن ينتشر في المناطق السكنية التي تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي المناسبة أو أنابيب مياه الشرب، وبدأ المرض في الظهور لأول مرة منذ عام 2009 في سوريا، حيث تضرر ما يقرب من ثلثي محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث أبراج المياه بسبب أكثر من عقد من الحرب، وفقًا للأمم المتحدة.
نهر الفرات
يُعتقد أن مصدر التفشي الأخير هو نهر الفرات الذي تلوث بسبب تلوث مياه الصرف الصحي، وفقًا لتقرير صحيفة الشرق الأوسط، التي أوضحت أن انخفاض تدفق المياه بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والسدود التي أقامتها تركيا أدت إلى تفاقم مشكلة التلوث، وعلى الرغم من التلوث، يعتمد أكثر من خمسة ملايين من سكان سوريا البالغ عددهم 18 مليون نسمة على نهر الفرات للحصول على مياه الشرب، وفقًا للأمم المتحدة، وتابعت أن تفشي المرض الأخير يعتبر مقلقًا بشكل خاص بالنسبة لمخيمات النزوح المكتظة التي لا تحصل إلا على القليل من المياه النظيفة والمنتجات الصحية، حيث يمكن أن تقتل الكوليرا في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لكن العديد من المصابين لن تظهر عليهم أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة، ويمكن علاجها بسهولة بمحلول معالجة الجفاف عن طريق الفم، ولكن الحالات الأكثر خطورة قد تتطلب سوائل عن طريق الوريد ومضادات حيوية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، في جميع أنحاء العالم، يصيب المرض ما بين 1.3 مليون إلى أربعة ملايين شخص كل عام، ويقتل ما بين 21000 و143000 شخص.