تصاعد التوترات في لبنان.. ضربات إسرائيلية وانتقام حزب الله والاجتياح مسألة وقت
تصاعد التوترات في لبنان.. ضربات إسرائيلية وانتقام حزب الله والاجتياح مسألة وقت
تتواصل الأوضاع المتدهورة في لبنان مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع متعددة مرتبطة بحزب الله في جنوب بيروت وأماكن أخرى في لبنان، بما في ذلك مواقع استراتيجية في سهل البقاع ومدينة صور الساحلية، وذكرت القوات الإسرائيلية أنها ضربت أكثر من 220 هدفًا تابعًا لحزب الله في محاولة لتحييد قدرات الجماعة العسكرية.
*الضربة الأكبر*
ومن أبرز التطورات هو التأكيد على مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، إثر غارة جوية إسرائيلية دقيقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية، أن العملية تم التخطيط لها بعناية على مدار فترة طويلة، وهدفت إلى القضاء على قادة بارزين في حزب الله. هذا الحدث أثار ردود فعل انتقامية من حزب الله، مما أدى إلى تصعيد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة.
تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في أضرار جسيمة للبنية التحتية في لبنان، لا سيما في العاصمة بيروت. خلفت الدمار مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية في حالة خراب، مع تدمير ستة مبانٍ رئيسية بالكامل.
أدت الانفجارات إلى خلق حفرة بعمق 4 أمتار، مما يشير إلى احتمال استخدام قنابل ثقيلة مضادة للتحصينات. لم تستهدف هذه الضربات مراكز قيادة حزب الله فقط، بل أسفرت أيضًا عن مقتل العديد من المدنيين، مما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية المتزايدة.
من الناحية الإنسانية، تبرز النتائج القاسية/ فقد أبلغ مسؤولو الصحة اللبنانيون عن أكثر من 630 حالة وفاة في الأسبوع الماضي، مع وقوع 25% على الأقل من الضحايا بين النساء والأطفال.
كما نزح الآلاف، وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 211,000 شخص فروا من منازلهم، ولجأ العديد منهم إلى المدارس العامة والملاجئ المؤقتة.
كما تضررت مرافق المياه الأساسية نتيجة الضربات، مما ترك ما يقرب من 300,000 شخص بحاجة إلى خدمات صحية أساسية.
*دعوات دولية*
وسط هذا الدمار، ازدادت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.. حيث عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن قلقهما بشأن الوضع، ودعوا إلى وقف فوري للغارات الإسرائيلية والأعمال الانتقامية من حزب الله.
وأكد ماكرون، أن لبنان لا يجب أن يتحول إلى "غزة جديدة"، حاثًا كلا الطرفين على التراجع عن المزيد من العنف، ورغم هذه الجهود الدبلوماسية، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الحملة العسكرية ستستمر حتى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، أدى هذا الموقف إلى تصاعد التوتر مع المجتمع الدولي، الذي يخشى من اندلاع صراع أوسع في المنطقة.
*ردود فعل حزب الله*
بدوره، تعهد حزب الله بمواصلة الانتقام، مؤكدًا استمراره في "المقاومة" ضد إسرائيل، وخاصة تضامنًا مع غزة والقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من مقتل نصر الله، إلا أن من غير المرجح أن يثني ذلك الحزب عن مواصلة عملياته في المدى البعيد، حيث تستعد إسرائيل لهجمات متواصلة على طول الحدود اللبنانية.
ما تزال الأوضاع غير مستقرة، حيث يستعد كلا الطرفين لتصعيد محتمل. فقد حشدت القوات الإسرائيلية المزيد من قوات الاحتياط، مما يشير إلى احتمال وقوع غزو بري للبنان.
ومع دخول الصراع مرحلة جديدة، يستمر المدنيون اللبنانيون في تحمل وطأة الأعمال العدائية، مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة.
*الاجتياح مسألة وقت*
من جانبه، يقول المحلل السياسي اللبناني د. محمد الرّز، إن مسألة الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان باتت مسألة وقت، قد تحدث في غضون ساعات أو أيام. وأشار الرّز إلى أن هذا السيناريو وُضع بالتنسيق بين مستشار الأمن القومي الأمريكي ومسؤولين إسرائيليين خلال اجتماع عُقد في 4 أغسطس الماضي.
وفي تفسيره للسيناريو، أوضح الرّز لـ"العرب مباشر"، أن الخطة تتألف من أربع مراحل رئيسية، المرحلة الأولى تمثلت في زعزعة الاستقرار داخل لبنان، من خلال تفجير أجهزة الاتصالات "البيجر"، التي أعقبتها مرحلة "الأرض المحروقة"، والتي تم تنفيذها بالفعل عبر الضربات الجوية المكثفة، إلى جانب سلسلة من الاغتيالات التي شملت اغتيال أمين عام حزب الله.
المرحلة الثالثة، كما يشرح، هي الدخول البري، حيث تهدف القوات الإسرائيلية إلى التوغل في لبنان لمسافة تصل إلى 15 كيلومترًا، انطلاقًا من الجولان نحو منطقة البقاع. وتخطط القوات كذلك لإنزالات جوية وبحرية شمالي بحر الليطاني، بهدف إقامة شريط أمني محاذٍ لفلسطين المحتلة.
واستطرد المحلل السياسي اللبناني، أن ما يحدث حاليًا سواء في غزة أو الضفة الغربية من عمليات عسكرية، هو جزء من خطة أكبر تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
حذّر الرّز من المخاطر المترتبة على توسيع رقعة الحرب، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد ليس محليًا فقط، بل يلقى دعمًا أمريكيًا وحلفاء أطلسيين، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.