ضربات حزب الله داخل إسرائيل.. مواجهة ضعيفة لن ترتقي بالرد على اغتيال نصر الله
ضربات حزب الله داخل إسرائيل.. مواجهة ضعيفة لن ترتقي بالرد على اغتيال نصر الله
بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، شهدت المنطقة تصعيداً عسكرياً مفاجئاً، حيث قام حزب الله بشن هجمات واسعة النطاق على أهداف داخل إسرائيل، تأتي هذه الضربات كرد فعل سريع من الحزب الذي توعد بالانتقام لمقتل قائده، والذي يمثل رمزاً مهماً لما يسمي بالمقاومة ضد إسرائيل في لبنان والمنطقة.
والهجمات التي نفذها حزب الله استهدفت قواعد عسكرية إسرائيلية على طول الحدود الشمالية، إلى جانب إطلاق صواريخ متعددة باتجاه مدن وبلدات في شمال إسرائيل، في المقابل، قامت القوات الإسرائيلية بالرد بقصف مكثف على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان؛ مما أدى إلى تصعيد سريع للمواجهات العسكرية على جانبي الحدود.
تُعتبر هذه الضربات جزءاً من استراتيجية حزب الله المستمرة التي تهدف إلى إظهار قوته العسكرية وردع أي محاولات مستقبلية تستهدف قياداته أو بنيته التحتية، ومع ذلك، فإن حجم الهجمات وسرعة الرد يشير إلى أن الحزب كان مستعداً لتحرك كبير في حال تعرض زعيمه لأي تهديد، هذا التصعيد الخطير أدى إلى توتر كبير في المنطقة.
ضربات إيران نحو اسرائيل
وقد سقطت 7 صواريخ بعد إطلاقها من لبنان اليوم الأحد، في مدينة طبريا بالجليل الأسفل، بينما نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين أمريكيين، قولهم: إن إسرائيل بدأ أو على وشك أن يبدأ تحركات حدودية ضيقة النطاق داخل لبنان.
وقالت صحف تابعة لإسرائيل: إن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة بالمدينة، دون وقوع إصابات، وأضافت: "قبل ذلك بوقت قصير، دوت صفارات الإنذار في طبريا والجليل الأسفل وجنوب الجولان".
ومن جانبه، أعلن حزب الله قصف معسكر أوفيك لإسرائيل في الجولان بدفعة من صواريخ "فادي 1"، وصدرت تعليمات لسكان الجليل الأعلى وصفد وشمال الجولان، بالبقاء قرب الملاجئ والمناطق المحمية، تحسباً لإطلاق صواريخ من لبنان، وفق الصحف ذاتها.
استمرار الضربات الإسرائيلية
ذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية للأنباء، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن أربعة أشخاص قُتلوا، وأُصيب عدد آخر غير معروف في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة طير دبا في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، إنه يواصل قصف أهداف لحزب الله في لبنان، بما في ذلك "قاذفات كانت موجهة نحو الأراضي الإسرائيلية، ومنشآت تم تخزين الأسلحة فيها وبنية تحتية إرهابية لحزب الله"، حسب قوله.
وفي مقطع فيديو تمت مشاركته مع البيان، قال الجيش الإسرائيلي: إن الضربات نفذت على عدة مناطق في جنوب لبنان، بما في ذلك مرجعيون ودير عامس، بالإضافة إلى بلدات في منطقتي بعلبك الهرمل والبقاع شرق البلاد.
وأضاف - بيان الجيش الإسرائيلي-: "خلال اليوم الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي مئات الأهداف الإرهابية لحزب الله في جميع أنحاء لبنان".
وأكد أنه يواصل "العمل على تدمير وتفكيك قدرات حزب الله"، وذكرت وسائل إعلام لبنانية رسمية أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مركزا للدفاع المدني، ونفذت سلسلة غارات جوية إسرائيلية على مدينة الهرمل ومحيطها في منطقة بعلبك.
ويقول المحلل السياسي اللبناني، طوني حبيب: إن الأوضاع حاليًا في مرحلة كبرى من التصعيد، خاصة من قبل إسرائيل التي تريد انهاء "حزب الله" والخروج منتصرة سريعاً، حيث قامت بشكل كبير بمهاجمة واغتيالات للقادة، ومن ثم لن يكون هناك من يعطي الأوامر الإيرانية لجنود حزب الله، وبالتالي رد حزب الله سيكون محدود أمام القصف الإسرائيلي المتتالي، والذي بدوره يكون خطيراً على المجتمع اللبناني.
وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن بينما نرى وعود من إيران بالرد إلا إن إيران لن تستطيع حتى مد حزب الله بالأسلحة في الوقت الحالي، وبالتالي أي رد من قبل حزب الله في الداخل الإسرائيلي هو رداً "ضعيف" لا يرتقي لأي متسوى للحرب الحالية واغتيال زعيم الحزب.