انهيار الاتفاق النووي الإيراني يتسبَّب في هبوط بورصة طهران
يواصل الاقتصاد الإيراني الانهيار
لم تمر ساعات على ظهور التكهنات بشأن فشل المفاوضات الإيرانية مع الغرب حول الاتفاق النووي، حتى كانت إيران تجهز ترسانتها الإرهابية لشن هجوم جديد على مطار أربيل في شمال العراق، في انتهاك واضح لأمن العراق وسيادته.
وأعلن مركز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، أن 12 صاروخا باليستيا من خارج العراق استهدفت مدينة أربيل صباح الأحد 13 آذار (مارس)، ما أدى إلى وقوع أضرار في العديد من المنازل والمباني القريبة من موقع الانفجار في أربيل.
ووفقا لما نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، قال مسؤول عسكري أميركي، إن الصواريخ أطلقت من إيران على أربيل وسقطت بالقرب من القنصلية الأميركية في المدينة.
فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني عن مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف عاصمة إقليم كردستان العراق مدينة أبريل.
وجاء في بيان أصدره مركز العلاقات العامة للحرس الثوري: "عقب الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني المزيف والإعلان السابق عن عدم ترك جرائم وشرور هذا النظام المشؤوم دون رد.. تم استهدف "المركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة" الليلة الماضية بصواريخ قوية ودقيقة للحرس الثوري الإسلامي.
وبحسب بعض التقارير والفيديوهات غير المؤكدة، فقد أطلقت عدة مقذوفات من قاعدة عسكرية بالقرب من تبريز، بالتزامن مع قصف أربيل.
وأعلن التلفزيون الإيراني عن الهجوم الصاروخي قرب القنصلية الأميركية في أربيل، قائلا إن الهدف كان "أماكن خاصة وسرية"، و"قواعد تدريب للموساد" في المدينة.
ومن جانبها، كتبت النائبة الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي، إيلين لوريا، على "تويتر": "إذا كانت التقارير عن هجوم إيراني على القنصلية الأميركية في أربيل صحيحة، فينبغي على إدارة بايدن الانسحاب من محادثات إحياء الاتفاق النووي".
وبحسب "رويترز"، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إصابة أي جندي أميركي في الهجوم الصاروخي.
كما أعلنت شبكة "كردستان24" أن مكتبها أصيب بأضرار في هجوم أربيل الصاروخي، لكن جميع موظفيها بخير.
وتواصل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا تنفيذ هجمات إرهابية متكررة ضد القوات الأميركية في البلدين، وعادة ما تترافق هذه الهجمات برد انتقامي من الولايات المتحدة، ما ينجم عنه أضرار مزدوجة للمدنيين.
وتؤكد الصحف الإصلاحية والمؤيدة لإبرام الاتفاق النووي مع الغرب في إيران، اليوم الأحد 13 مارس (آذار) 2022، أن انعكاسات فشل المفاوضات النووية وانهيار الاتفاق، حيث سيترك ذلك آثارا سيئة على الاقتصاد والوضع المعيشي للناس.
سقوط البورصة الإيرانية
وقالت صحيفة "ستاره صبح" في مانشيتها الرئيسي إن: "تبعات توقف المفاوضات النووية في الأسواق"، لافتة إلى ارتفاع سعر الدولار وسقوط أسهم البورصة الإيرانية كردة فعل أولية على أخبار توقف المفاوضات في فيينا.
مخاوف المراقبين الاقتصاديين
فيما تتزايد مخاوف المراقبين للشأن الاقتصادي في إيران من انعكاس هذا الانهيار الاقتصادي على قرار الحكومة الإيرانية بشأن رفع سقف أجور العاملين بنسبة 57 في المائة، حيث يرى المراقبون للشأن الاقتصادي أنه سيكون لهذا القرار انعكاسات على نسبة التضخم في البلاد، وكذلك زيادة عدد العاطلين عن العمل بعد أن يلجأ أصحاب الأعمال والمنتجون إلى تسريح العمال كوسيلة للتقليل من نسبة التكاليف المالية.
وتشير صحيفة "كار وكاركر" الإيرانية إلى "قلق أصحاب الأعمال من زيادة نسبة الرواتب"، وانتقدت صحيفة "خراسان" الأصولية هذا القرار من الحكومة، واعتبرت أنه لا ينسجم مع واقع البلاد، وستكون له تبعات سيئة على الاستقرار الاقتصادي.
وكتبت الصحيفة تحت عنوان "ارتفاع أصوات الخبراء الاقتصاديين"، لتشير إلى التحذيرات التي أطلقها الخبراء من التبعات السيئة لقرار رفع سقف الأجور. وقالت "جمهوري إسلامي" إن قرار رفع أجور العمال "سيوجه ضربة قاسية إلى العمود الفقري لسوق العمل".
الفقر ينهش 60 مليون إيراني
وحسبما نقلت صحيفة "آرمان ملي"، أقر المحلل والخبير الاجتماعي الإيراني، أمان الله قرائي مقدم، بأن آثار وانعكاسات الأزمة الاقتصادية الراهنة على مستقبل البلاد ستقوم إلى كوارث اجتماعية، حيث أكد أن أزمة المعيشة في إيران ستقود الشباب إلى التفكير في الثأر والانتقام، منوها إلى أن 60 مليون إيراني أصبحوا في حاجة إلى المساعدات المعيشية وأن 30 مليون شخص باتوا تحت خط الفقر المطلق فيما يعاني 4 ملايين شاب من البطالة.
واعتبر المحلل الإيراني قرائي مقدم، أن المفتاح الرئيسي لحل المشاكل الاجتماعية في إيران يتمثل في تحسين الوضع المعيشي للناس، مضيفا أن الاتفاق النووي بإمكانه خفض نسبة التحديات الاجتماعية في البلاد.