دخول مساعدات إضافية وعودة الحياة.. ماذا بعد تطبيق الهدنة الثانية في غزة؟
دخول مساعدات إضافية وعودة الحياة الي غزة
قالت الحكومة القطرية: إن إسرائيل وحركة حماس اتفقتا على تمديد وقف إطلاق النار لمدة يومين؛ ما أدى إلى قدر من الهدوء في قطاع غزة بعد سبعة أسابيع من الحرب العنيفة، وتوصل الجانبان إلى اتفاق لتبادل المزيد من الرهائن والسجناء والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى المنطقة المحاصرة.
تمديد الهدنة
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإنه في الليلة الأخيرة من اتفاق الهدنة الأولي لمدة أربعة أيام، أطلقت حماس سراح 11 إسرائيليا، من بينهم توأم يبلغان من العمر 3 سنوات وأمهم، وقدمت إسرائيل لحماس قائمة تضم 33 سجينا فلسطينيا تعتزم إطلاق سراحهم في وقت لاحق من ليلة الاثنين، مع الاحتفاظ إلى نسبة ثلاثة إلى واحد التي لاحظوها حتى الآن.
وتابعت: إن فترة الهدوء الطويلة أثارت في القتال الآمال في واشنطن بأن مسار الصراع يمكن أن يتجه نحو إطلاق سراح أسرى إضافيين بالإضافة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة، حيث قُتل الآلاف من المدنيين وحيث الظروف يائسة للعيش.
ورحب جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض باسم مجلس الأمن القومي، بوقف القتال المطول، وقال إن الولايات المتحدة تود أن تراه "ممتداً أكثر حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن".
وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن التمديد كان "لمحة من الأمل والإنسانية وسط ظلام الحرب".
وجاءت الصفقة بعد عرض إسرائيلي بمواصلة وقف إطلاق النار يوما واحدا مقابل كل 10 رهائن إضافيين يتم إطلاق سراحهم، مقابل 30 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن الرهائن الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم يوم الاثنين هم ثلاث نساء وثمانية أطفال، تم اختطافهم جميعًا من كيبوتز نير أوز خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما تم اختطاف أكثر من 200 شخص ونقلهم إلى غزة.
وأضافت: أن من بينهم شارون ألوني كونيو، 34 عامًا، وابنتيها التوأم إيما ويولي كونيو، البالغتين من العمر 3 سنوات، وهما ثلاثة من أفراد أسرتهم الستة الذين تم احتجازهم كرهائن، ويعتقد أن ديفيد كونيو، والد التوأم وزوج السيدة كونيو، لا يزال موجودا في غزة، وتم إطلاق سراح شقيقتها وابنة أختها يوم الجمعة.
وقالت الحكومة الفرنسية: إن ثلاثة من المفرج عنهم يوم الاثنين مواطنون إسرائيليون فرنسيون مزدوجون. ويحمل عدد من المختطفين جنسيتين، بينهم نحو 10 إسرائيليين أميركيين، تم إطلاق سراح واحدة منهم فقط، وهي فتاة تبلغ من العمر 4 سنوات.
وقالت حماس: إنها تلقت قائمة بأسماء ثلاث نساء و30 قاصرا ستطلق إسرائيل سراحهم في المقابل يوم الاثنين.
مخاوف إقليمية
وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن مخاوفهم للوسطاء القطريين من إطلاق سراح بعض الأطفال دون أمهاتهم المحتجزات أيضا، وهو ما يتعارض مع الاتفاق، وفقا لمسؤول مطلع على المحادثات، وقال المسؤول: إن حماس قالت إنه في تلك الحالات، تكون الأمهات محتجزات من قبل مجموعات مختلفة، وسيستغرق الأمر بعض الوقت للحصول عليهن.
وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء، أن الحكومة تلقت قائمة بأسماء الرهائن الذين تحتجزهم حماس والذين من المتوقع إطلاق سراحهم يوم الثلاثاء.
وأكدت الصحيفة أن التفاوض يجرى على تبادل الرهائن والسجناء من قبل حكومة قطر، حيث يعيش العديد من القادة السياسيين لحماس، والتي عملت منذ فترة طويلة كوسيط للدول التي ترفض التعامل مباشرة مع حماس.
وتابعت: إنه في مصر، التي تساعد أيضًا في التوسط في المحادثات، قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، يوم الاثنين إن تمديد وقف إطلاق النار سيسمح أيضًا بإدخال المزيد من الأدوية والغذاء والوقود إلى غزة، بالإضافة إلى استمرار القيود على الوصول إلى غزة، طيران إسرائيلي فوق المنطقة.
وأشار إلى أن الصفقة كانت موضع شك بعض الشيء يوم الاثنين، حيث اختلف كل جانب على قائمة الأشخاص الذين كان من المقرر أن يطلق الطرف الآخر سراحهم، ولكن تم حل هذا النزاع، وفقًا للمسؤول المطلع على المفاوضات.
عودة الحياة
وأكدت الصحيفة أنه عندما صمتت سماء غزة يوم الجمعة، سارع الكثيرون في القطاع لتفقد أفراد عائلاتهم والمنازل التي لم يروها منذ بدء القتال، واغتنم آخرون الفرصة للحصول على ليلة من النوم المتواصل أو تخزين الإمدادات أو السباحة في البحر الأبيض المتوسط.
وقال محمد الأخرس، وهو مصور صحفي مستقل من مدينة غزة يبلغ من العمر 35 عاماً، وانفصل عن عائلته لمدة 45 يوماً: "خلال الهدنة، شعرنا وكأننا بدأنا نستعيد حياتنا تدريجياً". وسارع يوم الجمعة لرؤية زوجته وأطفاله.
وسمحت هذه الوقفة لدارين نصير، 46 عاما، بالعودة إلى منزلها في مدينة غزة، ولم تعد منذ أن فرت إلى حي آخر في المدينة بعد وقت قصير من بدء القصف الإسرائيلي. وقالت إنها تمكنت من إنقاذ بعض الملابس لأحفادها، ولكن لا شيء آخر.
وقالت نصير: "كنت أتمنى أن أعود إلى منزلي بشكل دائم، لكن نوافذنا تحطمت والجدران قصفت".
وأوضحت أنه على الرغم من الطقس البارد، توافد عشرات العائلات إلى شواطئ جنوب غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان الأطفال يسبحون في الماء ويلعبون في الرمال، بينما كان الصيادون يرمون شباكهم في البحر – وهي عودة سريعة إلى الحياة الطبيعية بعد أسابيع من القتال.