الجارديان: قمة شرم الشيخ كشف التحولات السياسية العالمية وعزلة إسرائيل
الجارديان: قمة شرم الشيخ كشف التحولات السياسية العالمية وعزلة إسرائيل

انعقدت قمة السلام في شرم الشيخ مساء أمس الاثنين، بمشاركة قادة من 27 دولة على الأقل، من بينها دول في أوروبا والشرق الأوسط.
وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد شهدت القمة حضور العديد من الزعماء البارزين مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزعماء دول الخليج مثل أمير قطر وحكام الإمارات.
كما حضر القمة زعماء من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، والمجر، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان من الداعمين الرئيسيين لحل الدولتين في المنطقة.
ترامب يعزز موقفه في الدبلوماسية الدولية
وتابعت، أنه في لحظة لافتة، غاب عن القمة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهو غياب قد تكون خلفيته تتعلق بمعارضة العديد من القادة الإقليميين لحضوره، ما يعكس عزلة إسرائيل المتزايدة، كما عكس ترحيب قادة الدول الأوروبية وترامب بزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس، مدى التحولات الكبرى في السياسة الدولية.
وأضافت، أن القمة شهدت حضور قوي من قادة العالم العربي والإقليمي، إضافة إلى قادة دول مثل بريطانيا. في سياق حديثه عن السلام في الشرق الأوسط، وجه ترامب سؤالًا لاذعًا إلى المسؤولين البريطانيين: "أين المملكة المتحدة؟"، قبل أن يقدّم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الذي كان يقف وراءه في القمة، إلى الأمام ليصافحه ترامب بشكل سريع.
انتقادات لسياسة بريطانيا في غزة
وقبل ساعات من انطلاق القمة، وصف مايك هوكابي، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، وزير التعليم البريطاني بأنه "وهمي" بعد تصريحاتها عن "الدور الرئيسي" لبريطانيا في التفاوض على الاتفاق.
ومن جانبه، أعاد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، نشر تعليق من الضابط العسكري البريطاني السابق ريتشارد كيمب، الذي زعم أن "الحكومة البريطانية لم تلعب أي دور في اتفاق وقف إطلاق النار، باستثناء دور سلبي من خلال تشجيع حماس على المقاومة عبر الاعتراف بما يسمى 'الدولة الفلسطينية'".
دور ستارمر وبريطانيا في عملية السلام
رغم الانتقادات، أكدت الحكومة البريطانية أنها كانت تقدم الدعم الكامل للجهود الدولية في غزة، بما في ذلك التعاون مع الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية لتطوير أفكار وبناء توافق حول الخطوات اللازمة لتحقيق خطة لإعادة إعمار غزة.
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء: "لقد كنا نقدم دعمنا الكامل لهذه الجهود، بما في ذلك العمل خلف الكواليس مع الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية للمساعدة في تطوير الأفكار وبناء التوافق حول الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل مستقبل غزة".
على الرغم من الانتقادات، يبرز دور مستشار الأمن القومي البريطاني، جوناثان باول، الذي اعتبره البعض أحد الأشخاص الرئيسيين في تسهيل المفاوضات.
باول، الذي كان له دور بارز في عملية السلام في أيرلندا الشمالية، ساعد في إقناع جميع الأطراف بالدخول في عملية التفاوض دون أن يعرفوا بالضرورة ما ستكون نتائجه.
وفي حديثه عن دروس السلام في أيرلندا الشمالية، قال أحد المسؤولين: "ما تعلمناه من أيرلندا الشمالية هو أن المشاركة في العملية تبني الثقة والدفع للأمام، حتى وإن كنت لا تعتقد أن الطرف الآخر سيلتزم بالاتفاقات".
الضغط على حماس لإزالة الأسلحة في غزة
خلال القمة، شدد رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر على استعداد بلاده للعب دور ريادي في إعادة إعمار غزة، مع التركيز على مساعدة حماس في نزع سلاحها.
ومن جهة أخرى، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستساعد في تدريب الشرطة الفلسطينية في غزة، لكن التورط المباشر في القوة الدولية لم يكن محل اتفاق نهائي.
فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أكد المسؤولون البريطانيون أن بريطانيا قدمت 20 مليون جنيه إسترليني كمساعدات لهذا الجهد.
وأشاروا إلى أن القمة المقبلة في ويلتون بارك، التي يقودها الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، هيميش فالكونر، ستخصص لمناقشة هذا الموضوع.
لكن السؤال الذي يبقى مفتوحًا هو مدى مشاركة الحكومة البريطانية في السلطة الانتقالية في غزة، حيث أكد مكتب رئيس الوزراء أن "عضوية وتشكيل تلك الهيئة ما يزال قيد المناقشة".
في النهاية، كانت قمة شرم الشيخ فرصة لطرح الخطط المستقبلية للسلام والاستقرار في المنطقة. ورغم غياب بعض الشخصيات البارزة مثل نتنياهو، والتوترات التي ظهرت في العلاقة بين الدول الكبرى وبريطانيا، إلا أن القمة كانت خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أكثر استقرارًا في الشرق الأوسط، مع التأكيد على أن كل الأطراف يجب أن تعمل سويًا من أجل تحقيق السلام الدائم في المنطقة.