الجارديان: شبح طالبان يطارد الإيرانيين مع مخاوف عودة المتشددين للحكم

الجارديان: شبح طالبان يطارد الإيرانيين مع مخاوف عودة المتشددين للحكم

الجارديان: شبح طالبان يطارد الإيرانيين مع مخاوف عودة المتشددين للحكم
صورة أرشيفية

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الشعب الإيراني لا يهتم كثيرًا بالتوترات السياسية وصراع السياسيين، وبرز هذا التجاهل قبل جولة الإعادة الرئاسية المقررة يوم الجمعة بين المتشدد سعيد جليلي والإصلاحي مسعود بيزشكيان، وهي الانتخابات التي لديها القدرة على إعادة إيران إلى مسار التعامل مع الغرب، حيث يتنافس أعضاء الطبقة الوسطى الشابة الجالسين في مقهى إيلي بطهران للتعبير عن ازدرائهم لإيران.
 
شبح طالبان 

ونقلت الصحيفة، شهادات البعض، حيث تقول فتاتان مراهقتان، تشربان المشروبات ولا ترتديان الحجاب: إنهما لا تعرفان حتى أسماء المرشحين، إنجل هي من قدامى المحاربين في احتجاجات "المرأة والحياة والحرية"، التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في الحجز بسبب عدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح.

وقالت: "نشعر بخيبة أمل كبيرة لما حدث، كان هناك الكثير من الوعود بعد الاحتجاجات، لكن لم يتم الوفاء بأي منها، وبدلاً من ذلك، عادوا لفرض الحجاب وإعادتنا إلى مركز الشرطة، في بعض النواحي، يكون الأمر أسوأ وأكثر إذلالًا بسبب ما مررنا به، السياسة لا علاقة لها بالموضوع." 

وقالت ماريان، محللة حقوق المرأة: "بعد محساء أميني، هناك الكثير من الغضب والاستياء، أنا أعرف حتى المتدينين الذين لن يصوتوا، لا يهم إذا كان بيزخيان أو جليلي، لأن الرئيس مجرد دمية".

وتابعت الصحيفة، أن مهندس نفط اعترف بأنه شاهد نهاية المناظرة التلفزيونية التي استمرت ساعتين بين المرشحين يوم الاثنين، مضيفاً أنه سيصوت على الأرجح لوقف جليلي، ويقول إنه يعرف آخرين يعتقدون أنه إذا تم انتخاب المتشدد جليلي فإن ذلك سيكون معادلاً لوصول طالبان إلى السلطة. 
 
عزلة داخلية 

وأضافت الصحيفة، أن الجميع في إيران يخشون من التحول لمجتمع مغلق مثل كوريا الشمالية، إن تاريخ إيران وجغرافيتها السياسية برمته هو تاريخ انفتاح على آسيا والغرب، فإيران بلد يضم ثقافات ومجموعات عرقية مختلفة ووجهات نظر متنوعة، وبحاجة إلى تغيير تدريجي في هذا البلد، وهذا ما يمثله بيزشكيان. 

وتابعت: أنه في ساحة ولي عصر، هناك صورتان عملاقتان للمرشحين: جراح القلب بيزشكيان البالغ من العمر 70 عاماً، والدبلوماسي السابق جليلي، الذي عارض الاتفاق النووي مع الغرب، وفي مناطق الطبقة العاملة لا يتم عرض سوى عدد قليل من الملصقات، وهي ما يصفها الإيرانيون بأنها أبرد انتخابات على الإطلاق. 
 
تحطيم الأساطير 

وأضافت الصحيفة، أن الجولة الأولى من التصويت، التي انتهت يوم الجمعة الماضي، حطمت على الأقل بعض الأساطير الإيرانية الراسخة، الأول هو أنه من خلال السماح لمرشح إصلاحي بالترشح، وضمان انتخابات أكثر تنافسية، يمكن للنظام أن يوقف تراجع المشاركة على المدى الطويل، وبدلاً من ذلك، وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي بلغ 39.9% فقط من أصل 61.45 مليون ناخب، بما في ذلك 1.2 مليون ورقة تالفة، وكان المرشد الأعلى، علي خامنئي، قد حث كل إيراني مؤهل على التصويت، ويشكل الإقبال الكارثي أزمة شرعية بالنسبة له. 

ثانياً، كان من المتوقع ألا يتمكن بيزشكيان من أخذ زمام المبادرة في الجولة الأولى ما لم تصل نسبة المشاركة إلى ما يقرب من 60%. وبدلا من ذلك، تصدر الاستطلاع، حيث حصل على 10.4 مليون صوت، أي أكثر بمليون صوت من جليلي. 

ومن المرجح أن تذهب أصوات المرشحين المحافظين الآخرين الذين خرجوا من الجولة الأولى إلى جليلي، وبالتالي فإن الفوز في الانتخابات يظل مهمة شاقة بالنسبة لبيزيشكيان، وهو في حاجة ماسة إلى إقناع أولئك الذين امتنعوا عن التصويت بأنهم لا يستطيعون أن يظلوا غير مبالين يوم الجمعة، وأن رئاسة جليلي من شأنها أن تدفع إيران إلى العصور المظلمة بالنسبة للاقتصاد، والحريات الفردية، والسياسة الخارجية.