الأوضاع تتفاقم في إثيوبيا.. صراع جديد بين قوات التيجراي والعفر
تتفاقم الأوضاع تتفاقم في إثيوبيا وتشهد صراع جديد بين قوات التيجراي والعفر
انسحبت قوات جبهة تحرير التيجراي من على أبواب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وأقاليم أمهرة والعفر التي تقدمت إليها إثر هجوم معاكس للجيش الفيدرالي الإثيوبي استخدم فيها سلاح الطائرات المسيرة.
قوات جبهة تيجراي انسحبت إلى معاقلها شمال البلاد بعدما أوشكت القوات الحكومية على حصار إقليم التيجراي، لكنها بدأت معارك عنيفة مجددا ضد قوات إقليم العفر، وأعلنت قيادة الجبهة أنهم يريدون فك الحصار عن إقليمهم الذي بات يعاني من المجاعة، وقطع الطرق والسكة الحديد بين أديس أبابا مع جيبوتي لأنها من وجهة نظرهم تمثل شريان حياة للنظام في إثيوبيا، وستكون أداة ضغط لفك الحصار.
منعطفات الحرب
تقرير لمؤسسة رؤية كشف أن جبهة تحرير تيجراي بدأت مهاجمة قاعدة للجيش الإثيوبي في نوفمبر 2020، ورد الجيش الفيدرالي الإثيوبي على الهجوم بمساندة الجيش الإريتري وميليشيات أمهرة بعمليات عسكرية، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انتهاءها في 28 من الشهر نفسه، لكن مع ضربات جبهة تحرير التيجراي المستمرة واستخدامها سياسة حرب العصابات، انسحبت القوات الإثيوبية والإريترية من معظم تيجراي في 29 يونيو 2021.
بعدها في 13 يوليو 2021، بدأت الجبهة هجومًا كبيرًا على أقاليم أمهرة والعفر، وسيطرت على مساحات شاسعة وبدأت بالتقدم نحو العاصمة أديس أبابا، وأعلنت اندماجها مع جبهة تحرير شعب الأورمو في 31 أكتوبر 2021.
موازين الحرب
رئيس الوزراء أعلن حينها النفير العام، وشارك بنفسه في الجبهات العسكرية واستعان بمساعدات دولية عسكرية قلبت ميزان الحرب، واستعادت القوات الإثيوبية المدن والبلدات الرئيسية في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.
تسليط الضوء عالميا
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، كشفت أن النصر العسكري الذي حققته القوات الحكومية في إثيوبيا على متمردي “جبهة تحرير تيجراي” مؤخرا، يعود فضله لتزويد 3 قوى إقليمية أديس أبابا بطائرات مسيرة ضاربة.
مساعدات الأمم المتحدة
حذّرت الأمم المتحدة، من استمرار الاشتباكات العسكرية بمنطقة عفار، شمالي أثيوبيا، ما يحول دون وصول المساعدات الإنسانية لإقليم تيجراي ويؤدي لنزوح مئات الآلاف من المنطقة.
ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك قال: “لا يزال القتال بمنطقة عفار الشمالية يمنع إيصال المساعدات، ويؤدي إلى نزوح واسع النطاق وزيادة الحاجات الإنسانية في عفار”، مضيفًا: “لا يزال إيصال الإمدادات الإنسانية محدودًا عن طريق البر إلى تيجراي، في ظل احتياج أكثر من 5 ملايين شخص إلى الغذاء والمساعدات الأخرى”.
معارك عنيفة في العفر
يقول المحلل السياسي الإريتري والخبير في شؤون القرن الأفريقي شِفا العَفَرِي إنه “مع مرور أكثر من 63 يومًا على الحرب في المنطقة الشمالية، بعد شن جبهة تحرير تيجراي هجومًا على شمال إقليم العفر، كان يوم 28 فبراير هو الوحيد الذي لم يشهد اشتباكات”، مبينًا أنه لا يوجد اهتمام بالأزمة الأخيرة عالميًا رغم أن عدد الضحايا لا يقل عن عدد ضحايا الحرب الروسية الأوكرانية، وأن الحرب أدت إلى استنزاف جيش تيجراي داخل إقليم العفر.
وعن الاتهامات للعفر بمنعهم تقديم المساعدات لإقليم التيجراي، قال: “لن تمر قطعة خبز من عفر لأن المنطقة الشمالية في الإقليم باتت منطقة حرب”، مشددًا على ضرورة سحب الجبهة جيشها لفتح طريق لدخول المساعدات، وأوضح أن ” القتال داخل إقليم العفر أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والحصول على الرعاية الصحية، منوهًا إلى تمكنهم من إيصال المساعدات إلى أكثر من 500 ألف شخص.
خمسة آلاف وفاة
بدوره، اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الحصار المفروض على إقليم تيجراي الإثيوبي يمنع وصول الأدوية وغيرها من اللوازم المنقذة للأرواح إليه ويسبب “جحيما” في المنطقة.
وأشارت صحيفة “إثيوبيا إنسايت” المستقلة في تقرير، إلى تسجيل أكثر من 5 آلاف حالة وفاة مرتبطة بالحصار بسبب الجوع والمرض في أكبر حصيلة رسمية للقتلى حتى الآن مرتبطة بالحرب التي تشهدها البلاد، موضحةً أن 369 طفلًا على الأقل دون سن الخامسة قضوا بسبب سوء التغذية.