معاناة غزة تحت الحصار.. خيام تغرق وأطفال يعانون

معاناة غزة تحت الحصار.. خيام تغرق وأطفال يعانون

معاناة غزة تحت الحصار.. خيام تغرق وأطفال يعانون
حرب غزة

مع دخول الشتاء، تتحول حياة مئات آلاف النازحين في قطاع غزة إلى كابوس يومي، حيث تحاصرهم الأمطار والسيول وتهدد خيامهم بالغرق وسط نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.

أوضاع إنسانية كارثية تزداد سوءًا مع انهيار البنية التحتية وشح المساعدات، وبينما يعاني السكان من سوء التغذية والأمراض، تتفاقم الأزمات بسبب البرد القارس والأمطار الغزيرة التي تنذر بمجاعة شاملة غير مسبوقة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والتصعيد العسكري.

الشتاء يهدد الحياة في قطاع غزة


مع هطول أولى أمطار الشتاء، بدأت معاناة النازحين في قطاع غزة تتجلى بوضوح، حيث غرقت عشرات الخيام على شاطئ خان يونس بفعل المد البحري، تاركة العائلات بلا مأوى وسط برودة شديدة. 

وأكدت بلدية غزة، أن نصف مليون نازح معرضون لخطر الفيضانات بعد تدمير البنية التحتية بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، وفقًا صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

يعيش سكان المخيمات في ظروف مكتظة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، بينما يحاولون يائسًا حماية أنفسهم من مياه الصرف الصحي التي تجتاح الخيام بسبب شح الحمامات المتنقلة وغياب شبكات الصرف الصحي.

هذا الواقع المأساوي يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض المعدية، خصوصًا في ظل سوء التغذية الذي يعاني منه الأطفال والنساء.

شح المساعدات وارتفاع الأسعار


تشير تقارير دولية، أن المساعدات الإنسانية الواصلة إلى غزة انخفضت بشكل حاد منذ بداية الحرب.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع تراجع إلى 37 شاحنة يوميًا مقارنة بـ500 شاحنة يوميًا قبل الحرب.

هذا التراجع أثر بشدة على الإمدادات الغذائية والطبية، فضلًا عن سرقة العصابات المسلحة لهذه المساعدات وبيعها بأسعار خيالية، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.

أسعار البطانيات، مثلًا، تضاعفت لتصل إلى ما بين 50 و100 دولار، بينما تكلف الأقمشة المشمعة التي تحمي الخيام من المطر ما يصل إلى 800 دولار، ويقول أحد النازحين، وهو يعمل حلاقًا بالكاد يوفر قوت يومه: الرياح العاتية قد تقتلع نصف الخيام، ونحن لا نملك شيئًا يحمي أطفالنا من البرد والمطر.

الأمراض والمجاعة على الأبواب


من جانبها، حذرت لجنة التخطيط الدولية التابعة للأمم المتحدة، من خطر المجاعة الذي يهدد قطاع غزة، وخاصة في الشمال، حيث تشتد الحملة العسكرية الإسرائيلية.

تشير تقارير، أن سوء التغذية وصل إلى مستويات خطيرة، وأنه مع قدوم الشتاء، قد يتحول الوضع الإنساني إلى كارثة شاملة في ظل البرد الشديد وغزارة الأمطار وغياب شبه كامل للبنية التحتية.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أوضحت، أن النازحين، بمن فيهم الأطفال، باتوا يواجهون خطرًا مضاعفًا يتمثل في الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والبرد، وللحد من هذه المخاطر، أطلقت مبادرات محلية لتدوير البطانيات القديمة وتحويلها إلى ملابس شتوية، وهي جهود فردية تعكس صمود السكان وسط انعدام الخيارات.

شتاء قاتم تحت حصار محكم


إسرائيل، من جهتها، تنفي وجود أزمة إنسانية وتزعم أنها تضمن تدفق المساعدات الضرورية، لكن على أرض الواقع، تؤكد المؤسسات الإنسانية أن الحصار المفروض منذ سنوات يفاقم الأزمة، حيث يمنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء ومحطات معالجة المياه.

ومع استمرار الحصار، يضطر الدفاع المدني في غزة إلى التعامل مع الكوارث بموارد شحيحة، ما يضع مئات الآلاف في مواجهة مباشرة مع برد الشتاء والأمطار الغزيرة.

العائلات، التي فقدت منازلها جراء القصف، باتت تقيم في خيام مهترئة لا توفر أي حماية من الرياح أو الأمطار، مما يجعل أي منخفض جوي بمثابة تهديد حقيقي لحياتهم.

جهود محدودة ودعوات للإغاثة


في ظل هذه الأزمات، أطلقت جمعيات خيرية ومبادرات محلية نداءات استغاثة لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، ومع اشتداد الشتاء وخطر غرق الخيام، شددت بلدية غزة على أن الأزمات تتفاقم في مخيمات ومراكز الإيواء في ظل نقص الخدمات التي تستطيع تقديمها وشح المساعدات التي تسمح سلطات الاحتلال بدخولها.

وحذرت من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض وانتشار الأوبئة مع الاكتظاظ والنقص الحاد في الموارد الأساسية، وأكدت أن الأعباء على خدماتها الأساسية تزايدت نتيجة النزوح القسري الواسع لسكان محافظة شمال القطاع إلى مدينة غزة.

يذكر أن هذا الشتاء الثاني الذي يعاني فيه الفلسطينيون في قطاع غزة من تدفق مياه الأمطار إلى خيامهم؛ مما يتسبب بانتشار الأمراض.