زيارة ولي عهد أبوظبي للرياض.. دلالات التوقيت وأهداف الزيارة
التقي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأخيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
في زيارة بالغة الأهمية، احتفت السعودية باستقبال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، في لقاء مؤثر وتوقيت هام.
ولي عهد أبوظبي في السعودية
ووصل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، الرياض، اليوم الاثنين، حيث استقبله ولي العهد السعودي لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي.
ورافق ولي عهد أبوظبي خلال الزيارة الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني والشيخ حمدان بن محمد بن زايد والشيخ محمد بن حمد بن طحنون، رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي وعلي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ومحمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.
مباحثات هامة
وخلال اللقاء، بحث القائدان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي في الرياض، العلاقات الثنائية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وقال الشيخ محمد بن زايد، عبر حسابه بموقع "تويتر"، إنه: "سعدت اليوم بلقاء أخي محمد بن سلمان في الرياض.. بحثنا تعزيز علاقاتنا الأخوية الراسخة وتعاوننا الاستراتيجي.. الشراكة بين الإمارات والسعودية قوية ومستمرة لما فيه خير البلدين والمنطقة".
كما تبادلا التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتمنياتهما للبلدين وقيادتيهما وشعبيهما الشقيقين دوام الخير والرفعة ولشعوب الأمة الإسلامية والعالم أجمع.
وتناقشوا أيضا في عدة وجهات نظر بشأن عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، ولاسيما مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط والجهود المبذولة، لإيجاد تسويات سياسية للأزمات والتحديات التي تواجهها، بما يكفل تحقيق السلام والاستقرار للمنطقة وشعوبها.
قمم سعودية إماراتية داعمة
وتعتبر تلك القمة هي الثانية خلال شهرين، عقب القمة التي عقدت خلال الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جدة 5 مايو الماضي.
وهي أيضا القمة الرابعة خلال العام الجاري، والقمة الثانية عشرة التي تجمع قادة البلدين منذ أبريل 2019، ضمن المباحثات الثنائية أو الخليجية والإقليمية والدولية، بما يعكس توافق في وجهات النظر تجاه مختلف قضايا المنطقة.
احتفاء عبر السوشيال ميديا
وفور وصول ولي عهد أبوظبي، اختفى بشدة رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالقمة السعودية الإماراتية، مؤكدين تصدي تلك العلاقات القوية للأعداء من الإخوان الإرهابيين وأهل الفتن، مشيدين بالشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
ودشنوا رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عدة أوسمة للترحيب بزيارة الشيخ محمد بن زايد منها،
"#معاابدا، #محمدبنزايدينورالرياض، و#محمدبنزايد، #محمدبنسلمان"، حيث أكد عبيد خلفان الغول السلامي عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، أن: "مكائد كثرت.. وإشاعات نشرت.. ولكن شئتم أم أبيتم فإن البشائر هلّت.. والأعياد حلّت بلقاء الأحبّة.. فالقلب واحد.. والمستقبل واعد.. فموتوا بغيظكم.. ولا نامت أعين الجبناء #معاًأبداً".
كما كتب الكاتب السعودي عبدالله العلَمي بعد أن نشر تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي قال فيها: إن "الشراكة مع السعودية قوية ومستمرة"، قائلا: "ما يجمع السعودية والإمارات أكبر وأقوى من أي معاهدة أو اتفاقية وأعمق من أي تحالف أو اتحاد.. أما الصيد العكِر في العلاقات بين البلدين الشقيقين، فهو يرتطم بجبل علي تارة، وبالمصمك" تارة أخرى".
فيما كتب المغرد السعودي منذر آل الشيخ مبارك: "سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله يستقبل الشيخ محمد بن زايد، فمرحبًا نورت المملكة في هذا اليوم الفضيل يوم عرفة، ومرحبًا القلوب قبل الدور مفتوحة لكم يا أبناء زايد علم الإمارات العربية المتحدة علم السعودية، الحمد لله الذي جعل الزيارة في يوم عرفة يوم أذل ما يكون فيه الشيطان، اليوم نرى كل خبيث في أتعس وأذل حال يرى مكره يهد أمامه على يد هذين العظيمين، فاللهم لك الحمد والمنة، ونسألك اللهم أن تحفظهما بحفظك وتكبت عدوهما وكل من فيه شر".
فيما أشاد الإعلامي الإماراتي يوسف الحداد بقوة العلاقات بين البلدين، موضحا: "ترتكز علاقات التحالف الاستراتيجي الراسخة بين الإمارات والسعودية على مرتكزات قوية وثوابت راسخة ومصالح مشتركة يصعب أن تنال منها أي مواقف عابرة، أو ينجح البعض في زعزعة استقرارها وتطورها".
قوة الروابط الإماراتية السعودية
وأثبتت الزيارة عمق العلاقات بين البلدين وأن ما يجمعهما هو المصير الواحد، والمضي قدما لمواجهة التحديات بجميع أشكالها، والوقوف صفا واحدا في وجه الحاقدين وألاعيبهم الساعية لإثارة الفتن في المنطقة، وتهديد أمنها واستقرارها.
كما تعكس الزيارات المتبادلة والمباحثات المستمرة بين قادة ومسؤولي البلدين في وقت قصير، بالإضافة للحرص على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود وتعزيز العلاقات بينهما.
وترتبط الإمارات والسعودية بعلاقات استراتيجية قوية لا يؤثر فيها المحرضين وناشري الفتن، للتلاحم الشديد بين القيادتين والشعبين، وقوة العلاقات في كافة القطاعات والمجالات.
وتسير العلاقات بين البلدين، على خطى مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أكد عبر عدة مواقف تاريخية أن الإمارات والسعودية "نسيج واحد وقلب واحد"، لتكون كلماته بمثابة عهده يرثه قادة البلدين، ليجدده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مواقفه وخطاباته، بما يجعل البلدين كصمام أمان للعرب.