عام من الحرب في أوكرانيا.. حرب بين دولتين تأثر بها جميع دول العالم
مر عام علي الحرب في أوكرانيا
عام كامل مر على الحرب "الروسية – الأوكرانية" لتصبح واحدة من أطول وأبرز الحروب في العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة أنها تمس العديد من الدول بشكل غير مباشر، وأثرت كذلك على معظم دول العالم وبالرغم من كونها حربًا بين بلدين فقط، إلا أن تأثيرها طال جميع سكان الأرض.
البداية والتطورات
البداية كانت خلال شهر يناير 2022، حينما أعلنت أوكرانيا أنها سوف تنضم إلى حلف الناتو، الأمر الذي أزعج روسيا، باحتمال وجود قوات من 28 دولة على حدودها، وحذرت أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، ولما لم تلتزم بذلك قامت روسيا يوم 24 فبراير 2022 بالهجوم على أوكرانيا، ونجحت روسيا في تدمير البنية الأساسية العسكرية الأوكرانية، في الأيام العشرة الأولى من القتال، وذلك بالهجوم على المطارات والقواعد الجوية والرادارات ومراكز القيادة وقوات الدفاع الجوى والتجمعات الرئيسية والاحتياطيات الأوكرانية، ثم تقدمت لمهاجمة كييف العاصمة، وإلى الآن الحرب جارية بين الدولتين.
وعلى خلفية تداعيات الحرب في أوكرانيا شهدت موسكو عقوبات غربية قاسية وغير مسبوقة ضدها، وقد اشتملت القيود على إجراءات عزل للبنك المركزي الروسي عن النظام المالي الدولي، ومنع وصوله إلى مليارات الدولارات من الأصول الخارجية، في نفس الوقت خصصت روسيا مبالغ ضخمة للإنفاق العسكري في ميزانية عام 2022، قدرت بثلث إجمالي النفقات العامة لصالح قطاع الأمن، وذلك وفقاً لتحليل حديث أجرته مُؤسَّسة كارنيجي للسلام الدولي، ووفقاً لمنشور الأعمال RBC، فإن من المُتوقَّع أن يقفز الإنفاق العسكري الروسي بنحو 5 تريليونات روبل، أي ما يعادل 71 مليار دولار في عام 2023، مع توقع زيادة الإنفاق على الأمن الداخلي وإنفاذ القانون بالمبلغ نفسه تقريباً، وأعلنت موسكو عن نيتها توسيع حجم جيشها من مليون جندي إلى 1.5 مليون، وهو ما يُعَدُّ تأكيداً لرغبتها في زيادة الإنفاق على قطاع الدفاع في الدولة.
أزمات اقتصادية
على الجانب الاقتصادي، تأثرت جميع دول العالم بالحرب "الروسية – الأوكرانية" وعلى رأسها دول أوروبا، وطال التأثير مختلف الدول حيث تسببت الحرب في أزمات اقتصادية طاحنة وارتفاع حاد في نسب التضخم بسبب تأثر أسعار النفط وأسعار الغذاء.
كما عززت الآمال في أن يعتمد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في حرب التضخم على زيادات أسعار الفائدة التي هددت بدفع أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود ودفعت العملات الأخرى للانخفاض مقابل الدولار، الشتاء الحالي كان أكثر دفئا من المعتاد وهو ما خفض أسعار الغاز الطبيعي والحد من الأضرار الناجمة عن أزمة الطاقة بعد أن قطعت روسيا الغاز عن أوروبا إلى حد كبير، ومع ذلك، كانت أسعار النفط والغاز مرتفعة بما يكفي للتخفيف من التأثير على الاقتصاد الروسي المصدر للطاقة وتتسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل رهيب في معاناة الفقراء بشكل خاص، حيث عطلت الحرب شحنات القمح والشعير وزيت الطعام التي تملك أوكرانيا وروسيا النصيب الأضخم في العالم من إنتاجهم، وزادت الأزمة في إفريقيا والشرق الأوسط حيث تعتبر الدولتان هما الموردين العالميين الرئيسيين لإفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا حيث يعاني الكثير من انعدام الأمن الغذائي.
تغيرات جيوسياسية
من جانبها، تقول هبة العزب، أستاذة العلوم السياسية، بعد مرور عام من الصراع الروسي الأوكراني ، شهد العالم بأجمعه تغيرات جيوسياسية جديدة كما حدث تغير في المواقف بين الدول وبعضها، في ظل تحقيق مبدأ المصلحة أولا بعد تدهور الاقتصاد في جميع أنحاء العالم.
وأضافت في تصريحات لـ "العرب مباشر": إن روسيا أعادت تشكيل حلف جديد يعرف باسم معاهدة الأمن الجماعي كما أنها تقوم بمحاولة بناء رؤية وترتيبات أمنية وإستراتيجية لمواجهة الناتو، مضيفة أن الناتو أعاد تموضع قواته في دعم القوى العسكرية لأوكرانيا في ظل الإعلانات عن معدات عسكرية مثل الدبابات والطائرات المقاتلة الأميركية، مشيرة إلى أن الحرب والصراعات انقسمت إلى أحزاب فأميركا والناتو من جهة في حلف وفي المقابل روسيا والصين من جهة أخرى، والصراع أصبح اقتصاديًا بحتًا وأثر على العالم أجمع، وأضافت أن حالة الضبابية السائدة في شرق أوروبا تجعل اقتصاد العالم ينتظر الأسوأ في عام 2023.