يطرقون الأبواب طلباً للصدقات.. تضاعُف عدد المتسولين في أفغانستان منذ عودة طالبان
تضاعُف عدد المتسولين في أفغانستان منذ عودة طالبان
بدلاً من محاولة حل المشاكل الاقتصادية في البلاد، حظرت حركة طالبان التسول في شوارع أفغانستان، واعتقلت آلاف الأفغان الفقراء الذين يسعون للحصول على الصدقات في شوارع العاصمة كابول في الأشهر الأخيرة، حسب موقع "راديو فري يورو".
المتسولون في كابول
وأضاف الموقع في تقريره أن العديد من أفقر سكان كابول يتنقلون الآن من منزل إلى منزل حول المدينة التي يقطنها حوالي 5 ملايين شخص بحثا عن الطعام أو المال من أجل البقاء على قيد الحياة.
وزاد عدد الأفغان الذين يتسولون في كابول منذ استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021، مما أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية كبيرة وتسبب في انهيار اقتصادي في البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40 مليون نسمة.
وأشار التقرير إلى قطع المانحين الغربيين فجأة المساعدات عن الدولة التي تعتمد بشدة على المساعدات وفرضوا عقوبات على الحكومة الجديدة غير المعترف بها، ومنذ ذلك الحين، فقد ما يقدر بنحو مليون أفغاني وظائفهم. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 28 مليون أفغاني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في حين أن 6 ملايين على شفا المجاعة.
طالبان تزيد الأزمة
ومن بين الذين لجؤوا إلى التسول سيدة تدعى شكيبة قتل زوجها، وهو جندي في الجيش الأفغاني السابق، في معركة قبل استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021.
وفي الوقت نفسه، أغلقت طالبان منظمة غير حكومية قدمت لشكيبة راتبا شهريا قدره 100 دولار وتدريبا على الخياطة والتطريز في ديسمبر، جاء ذلك بعد فترة وجيزة من منع طالبان النساء الأفغانيات من العمل في المنظمات غير الحكومية الأجنبية والمحلية، وهي خطوة حرمت آلاف الأرامل من سبل عيشهن.
وقالت: "ليس لدي خيار سوى إرسال أطفالي إلى منازل الناس للتسول، آمل أن يكون لدى بعض الناس بعض التعاطف وأن يمنحوا أطفالي شيئا.”
وأضافت شكيبة أنها وأطفالها ليس لديهم ما يكفي من الطعام أو الملابس الدافئة أو التدفئة للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء في كابول، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -5 درجات مئوية.
تضاعُف عدد المتسولين
كان التسول شائعًا حتى قبل أن تطيح طالبان بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، غالبا ما شوهدت النساء اللواتي يرتدين البرقع اللائي يحملن أطفالا رضيعا ورجال معاقون يتسولون الصدقات في الحدائق العامة وخارج المساجد وعلى الأرصفة، لكن السكان قالوا إن عدد الأشخاص الذين يتسولون للبقاء على قيد الحياة في المدينة ارتفع في الأشهر الـ 18 الماضية.
وقال إحسان الله خورام، أحد سكان كابول: " بالمقارنة مع السابق، ازداد عدد المتسولين بسبب ارتفاع الفقر، الفرق الوحيد الآن هو أنهم اعتادوا التسول في الشوارع، ولكن الآن يأتون إلى بيوتكم."
نفي غير مقنع
وقال رياض أحمد محمد، مستشار وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في طالبان إنه " يرفض المزاعم بأن عدد المتسولين قد زاد."
وزعمت طالبان مرارا أنها قضت على التسول في كابول، ففي 14 فبراير، أعلنت الجماعة المسلحة أنها اعتقلت أكثر من 28000 شخص في جميع أنحاء كابول.
وقالت طالبان إنها حددت حوالي 17,000 منهم على أنهم "متسولون محترفون"، بينما كان الباقون "محتاجين"، وقال المتشددون إن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يتسولون في الشوارع هم من النساء والأطفال.
وقال محمد إن الأطفال غير المصحوبين الذين يتسولون في الشوارع وُضعوا في دور الأيتام، وقال أيضا إن بعض الأفغان الأكثر احتياجا حصلوا على راتب شهري قدره 25 دولارًا، لكن سكان كابول غير مقتنعين باستراتيجية طالبان للحد من التسول.
وقال أحمد ، الذي طلب حجب اسمه الحقيقي خوفا من الانتقام: إن ما يصل إلى اثنتي عشرة امرأة وطفلا يظهرون يوميا على عتبة منزله وهم يتسولون للحصول على الصدقات.
وقال: "لقد جمعت طالبان المتسولين من الشوارع، لكنهم جميعا يزورون منازلنا الآن".