نزوح الآلاف من جنوب غزة جراء قصف إسرائيلي.. آخر المستجدات
نزوح الآلاف من جنوب غزة جراء قصف إسرائيلي
نحو عمليات نزوح جديدة يشهد قطاع غزة تحركات وإجلاء لمواطني جنوب القطاع نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي مع بداية الحرب التي بدورها اشعلت المنطقة، وجعلت ملايين من المواطنين في أزمة كبرى نتيجة لترك منازلهم والبحث عن مأوى لهم في ظل انهيار البنية التحتية في قطاع غزة.
الأوامر التي أصدرها الجيش الإسرائيلي الإثنين ،بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة يطال نحو ربع مليون شخص، أغلبهم من النساء والأطفال في ظل ارتفاع القتلى في القطاع ليقترب من 38 ألف شخص.
قصف جنوب القطاع
وشهد قطاع غزة قصف القوات الإسرائيلية عدة مناطق في خان يونس ورفح بجنوب قطاع غزة وسط نزوح الآلاف تحت وطأة النيران، ذلك بعدما أمر الجيش الإسرائيلي سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الاثنين، قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.
والآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية "القرارة" و"عبسان" ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.
وقال الجيش الإسرائيلي: إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أطلق منها نحو 20 صاروخًا، والأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.
وذكر الجيش، أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعًا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.
اقتراب انتهاء عمليات رفح
واتجه بعض السكان غربًا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين، ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى، وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها. وتقول إسرائيل: إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.
وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن إسرائيل تقترب من هدفها المتمثل في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. وأضاف أن العمليات الأقل كثافة ستستمر.
واستطرد: "إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس الإرهابي، وسنستمر في ضرب فلوله".
وتواصل حركتا حماس والجهاد الإسلامي شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل في استعراض للقوة. وتقول حماس: إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب وإن الحركة مستعدة للقتال لسنوات.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب: إنه منذ بدء الهجوم البري في رفح في مايو، عاد أشخاص إلى منطقة خان يونس المدمرة بالكامل، لكن مع الأوامر الجديدة ستضطر العائلات نفسها إلى الانتقال مجددًا، والآن لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة، حيث إن القوات الإسرائيلية دمرت كل شيء وبات على المواطنين البحث عن ملجأ آمن لهم وذويهم أو الخروج من القطاع وهو أمر صعب للغاية في الوقت الحالي.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على شمال ووسط القطاع، أثار القصف العنيف مخاوف السكان ودفع العديد منهم للنزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى هربًا من الموت، وما يلبث المواطنون الغزاويون أن يمكثوا في منطقة فيها شيء من الأمان إلا ويعاودوا مغادرتها مجددًا للبحث عن أمن مفقود في أرض غزة المحاصرة، وتستمر رحلة النزوح هذه التي بدأت من الشمال إلى الجنوب ليستقر بهم المطاف في رفح، ثم يعاودوا مرة أخرى رحلتهم التي لا تنتهي بالرجوع إلى وسط القطاع وشمالًا.
بينما يؤكد الدكتور على الأعور، أن قبل بدء حرب السابع من أكتوبر وتداعياتها من إبادة جماعية على قطاع غزة، ظن نحو 2 مليون ونيف يمثلون سكان القطاع أنهم سيكونون على موعد مع جولة أشد قليلاً من سابقاتها، ولم يكن في بالهم أن يتحولوا هم بحياتهم ووجودهم إلى أهداف لإسرائيل، فالجميع باتوا سواء أمام آلة الحرب الإسرائيلية التي اتخذتهم أهدافًا مشروعة.
وأضاف الأعور - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هناك تسريبات إعلامية بأن حكومة نتنياهو تراجعت عن هدف تهجير سكان غزة إعلاميًا بعد اعتراض الجانب المصري، وطرحت فكرة إنشاء منطقة عازلة حول قطاع غزة، أملاً في حفظ أمن تجمعاتها الاستيطانية، وتشجيع مستوطنيها على العودة إليها مجددًا، ولكن ما يحدث هو البحث عن خنق الشعب المتواجد حتى لن يتبقى في القطاع مواطنين.