لإثبات حسن النوايا وكسب ود الدول العربية أردوغان يسلم عناصر الإخوان أول أكتوبر
تسعي تركيا إلي كسب ود مصر والإمارات وتعمل علي تسليم عناصر الإخوان
اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوات وإجراءات مؤخرا ضد جماعة الإخوان الهاربين في تركيا بعد إعلان استكمال المباحثات مع مصر والتي كان أبرزها إبلاغ السلطات التركية لجماعة الإخوان إيقاف ممارسة أنشطتهم السياسة داخل تركيا.
وأكد موقع تركيا 24 أن السلطات التركية أجرت اتفاقا مع الجانب الإماراتي يتضمن تسليم أبوظبي 2 من الإخوان الهاربين في أنقرة وتسليم القاهرة 13 إخوانيا مصريا مقابل تسليم الإمارات عسكريين ومعارضين أتراكا للسلطات التركية.
كما كشف الموقع في تقرير سابق عن مصادر، أن بعض عناصر جماعة الإخوان الإرهابية غادروا تركيا خلال زيارتهم لدول أوروبية، كما يستعد آخرون لمغادرة البلاد في غضون أيام، بعدما أبلغهم قادة التنظيم الدولي بنوايا السلطات التركية بتسليمهم إلى مصر والإمارات.
وأوضح التقرير أن تركيا تعتزم مصادرة جميع ممتلكات الإخوان وأشار إلى لقاء عناصر الجماعة الإرهابية في تركيا وأيمن نور، والذي نصحهم بمغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، مرجحًا لهم الذهاب إلى ماليزيا، إلا أنه مع ذلك، رفض الشباب مسألة السفر خوفًا من أن يتم تسليمهم داخل المطارات، أو أثناء محاولة الحصول على أي وثائق هوية للذهاب إلى الدول الأوروبية.
بعدما فشل الإخوان في الاستيلاء على السلطة أو حتى التسلل إليها في كثير من الدول العربية، فقدت أنقرة الأمل في هذه المجموعة الإرهابية التي اعتمد عليها أردوغان في السنوات الأخيرة لزعزعة استقرار مصر وليبيا وسوريا ودول أخرى، يسعى أردوغان للتخلص من عبء الجماعة الذي أثقل نظامه بأزمات كبرى نتيجة فشل الإخوان وسياساته العدائية مع مصر والإمارات.
ونقلت الصحيفة الروسية "نيزافيسيمايا غازيتا" تصريحات عن عضو البرلمان التركي السابق، أيكان إردمير
أن أردوغان يحاول الآن تحسين العلاقات مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على أمل أن يساعد ذلك في تخفيف عزلة تركيا الإقليمية. و"مع أن أردوغان، الذي كان الراعي الرئيسي لجماعة الإخوان وقام بمعاداة مصر والسعودية والإمارات من أجل دعم الجماعة نظرا لأن الدول الثلاث هي التي كبحت مطامع الإخوان في المنطقة إلا أن أردوغان بات مدركا لأهمية التقارب مع مصر والإمارات والسعودية.
حديث أردوغان بقيام الإمارات بـ "استثمارات جادة" في تركيا قريبا يؤكد رغبته في التصالح لرغبته في تجاوز عواقب الأزمة الاقتصادية العميقة.
ويتوقع الباحثون أن أردوغان قد يسعى للتعاون الأمني بين أنقرة وأبو ظبي.
بينما يسعى أردوغان لتحسين العلاقات مع السعودية للتخلص من عبء آثار المقاطعة السعودية التي أثرت على الاقتصاد التركي سلبا.
ففي أغسطس الماضي أكدت بيانات رسمية للهيئة العامة للإحصاء السعودية أن مشتريات السعودية من البضائع التركية لا تزال عند أدنى مستوياتها التاريخية، حيث انخفضت واردات السعودية من تركيا في يونيو إلى 5.7 مليون ريال (حوالي 1.52 مليون دولار)، وظلت عند أدنى مستوى تاريخي بعد مقاطعة غير رسمية استمرت شهرًا داخل المملكة.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين أن أنقرة تأمل في اتخاذ خطوات إيجابية في مسار العلاقات مع السعودية قريبا.
يرى مراقبون أن مساعي أردوغان للتقارب ولاتخاذ خطوات جادة للتصالح وتحسين العلاقات مع الدول العربية وإثبات حسن النوايا بتسليم الإخوان الهاربين والوصول لاتفاقات مرضية في كافة الملفات المطروحة على طاولة المباحثات خطوة لتصحيح مساره في سياساته الخارجية. التي أخلفت وراءها أزمات اقتصادية واجتماعية كبرى وعزلة إقليمية عانت منها تركيا بالسنوات الأخيرة.