فخّ أم سيطرة كاملة.. ماذا ينتظر إسرائيلَ في معركتها البرية في غزة؟
تتواصل المعارك في قطاع غزة
في البداية جاء القصف الجوي لمدة شهر، ثم تحركت المدرعات وقوات المشاة الإسرائيلية خلف وابل متواصل من الضربات الجوية والمدفعية التي قسمت غزة المحاصرة إلى نصفين، وعزلت معقل حماس العسكري في شمال القطاع في ظل سقوط عشرات القتلى من الجيش الإسرائيلي لتُثار التساؤلات عن ما إذا كانت إسرائيل تقترب من هدفها النهائي أم أن غزة ستتحول لفخّ لهم.
المرحلة الأخيرة
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن تطويق الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة هذا الأسبوع هو الخطوة الأخيرة في مهمتها لتدمير الجماعة المسلحة – حيث ضرب ما وصفه أحد المسؤولين بأنه "مركز ثقل" حماس من خلال حملة من شأنها أن تستنزف الموارد العسكرية الإسرائيلية وتعرض قواتها للخطر ومخاطر القتال المباشر الذي تفوقت فيه حماس حتى الآن.
وقال جو بوتشينو، المسؤول السابق في القيادة المركزية الأميركية، والتي تضم قوات الدفاع الإسرائيلية، إنه سيتم جر قوات الدفاع الإسرائيلية إلى "قتال حضري في مدينة مكتظة بالسكان، وتحت ذلك لديك أنظمة الأنفاق التي توفر كل ميزة للفصائل الفلسطينية".
وتابع: "سوف يواجه الإسرائيليون طبقات فوق طبقات من التعقيد. . . من الواضح أن الأمر صعب للغاية ولم يبدؤوا بعد”.
تطورت إسرائيل، القوة القتالية الأكثر تقدما في المنطقة، على مر العقود للتركيز على التهديدات البعيدة، من الغارات المستهدفة في سوريا إلى الاستعداد للصراع مع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط.
تفوُّق فلسطيني
وأفادت الصحيفة بأنه مع دخول القوات الإسرائيلية إلى غزة، قام مقاتلو حماس بضرب الخطوط اللوجستية التي تزودهم بالإمدادات، ويتمتع النشطاء الفلسطينيون بمهارة الخروج من الأنفاق المخفية والمباني نصف المدمرة لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف صاروخية، حيث أدى هجوم واحد على مركبة مدرعة إلى مقتل 10 جنود إسرائيليين.
وقال جندي إسرائيلي سابق يتمتع بخبرة قتالية في غزة: "لقد عدنا إلى حرب العصابات 101". وأضاف بوتشينو: "علاوة على ذلك، لديكم رهائن"، في إشارة إلى أكثر من 240 شخصًا احتجزتهم حماس في غزة.
وقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني في القصف الجوي الإسرائيلي المستمر منذ شهر على غزة، بحسب مسؤولين في القطاع، فحجم الدمار كبير لدرجة أن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى تقول إن هناك كارثة إنسانية تتكشف.
صعوبة تقييم الخسائر الإسرائيلية
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن انقطاع الاتصالات يجعل من الصعب تقييم التقدم الذي يحرزه الجيش الإسرائيلي، لكن صور الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى المقابلات مع جنود إسرائيليين وخبراء عسكريين حاليين وسابقين، تعطي فكرة عن المعركة القادمة للسيطرة على مدينة غزة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ حوالَيْ 600 ألف نسمة.
ويقول المسؤولون العسكريون والمحللون إن هدف إسرائيل لن يكون القتال من شارع إلى شارع، كما فعلت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في الفلوجة خلال حرب العراق الثانية، وبدلاً من ذلك، فإن خطتها تتمثل في تطهير جيوب من الأراضي واستخدامها كقواعد للغارات في المناطق الحضرية، وستكون النتيجة سلسلة من المعارك والمناوشات الصغيرة على أجزاء من المنطقة، التي لن يكون لإسرائيل فيها اليد العليا.
وقال إيتامار يار، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية ليست بحاجة للسيطرة على كل بوصة مربعة من مدينة غزة، لتحقيق أهدافها الرئيسية. وخطوة بخطوة سيسيطرون على كل جزء يرونه مهمًا.