تركيا: لماذا يُحرِّض أردوغان الأتراك ضد السوريين؟
يُحرِّض أردوغان الأتراك ضد السوريين
منذ أكثر من عقد ويحتمي عدد هائل من اللاجئين السوريين في تركيا هربًا من ويلات الحرب في بلدهم، الأمم المتحدة تؤكد أن أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، إلا أن الخطاب التركي المعادي الذي يصدر من الرئيس رجب طيب أردوغان جعل الشعب التركي لا يرحب بوجود السوريين خاصة أن الخطاب الرئاسي والحكومي دائمًا ما يحاول التهرب من المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي التركي وتحميل اللاجئين السوريين مسؤوليتها.
أكذوبة الحكومة
مؤسسة "news wjct" الدولية، أكدت أن في مدينة إزمير حيث يوجد مئات الآلاف من اللاجئين السوريين بدت الحياة أكثر قتامة وخطورة في بعض الأحيان، بعد أن وجدوا أن السكان الأتراك يرغبون بشكل متزايد في عودتهم إلى ديارهم، تاركين اللاجئين يتساءلون ويقلقون بشأن مستقبلهم، وفي مقهى بالقرب من سوق كيميرالتي بازمير، طلبت إبرو البالغة من العمر 58 عامًا، مثل العديد من الأشخاص الذين وافقوا على التحدث عدم استخدام اسم عائلتها، حيث قالت: "المشاكل اقتصادية إلى حد ما، معظم أطفال صديقاتها البالغين عاطلون عن العمل، وتعتقد أن السبب في ذلك هو أن السوريين الذي يبدون استعداداهم للعمل مقابل نقود أقل، كما تقول اجتياح السوريون أحياء معينة بالكامل، لقد صُدمت لرؤية التغييرات عندما زرت أحد هذه الأحياء مؤخرًا"، وتابعت "الحكومة تقول لنا يوميًا إن اللاجئين هم السبب الرئيسي وراء الانهيار الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، الجميع في تركيا أصبح يصدق هذه الأقاويل حتى وإن كانت خالية من المنطقية، ولكن الخطاب المستمر يجعلك تصدق أشياء حتى وإن لم تكن مقتنعًا بها، وما زاد الأمر سوءًا حول تحوُّل بعض المدن مثل إزمير لجزء من سوريا، كل شيء أصبح سوريًا هنا"، وأكدت المؤسسة، أن هذه المرأة هي انعكاس للصورة الشائعة بين سكان إزمير الرافضين للسوريين، بسبب الخطاب الحكومي العدائي، حيث تقدر البيانات الحكومية أن هناك ما يقرب من 150 ألف سوري في إزمير، ويعتقد 2.7 مليون شخص يعيشون هنا أن هذا أكثر من كافٍ، وقال نهاد البالغ من العمر 52 عامًا ويجلس عند مدخل متجر صغير: إن الأزمة أن نجله البالغ من العمر 24 عامًا لم يتمكن من الحصول على الوظيفة التي يريدها حقًا بسبب المنافسة من السوريين، وهناك الكثير من الشباب العاطلين عن العمل، وتابع: "هذه أكذوبة ترددها الحكومة والشعب مضطر لتصديقها، فالحل الأسهل بالنسبة لنا والأقرب هو رحيل السوريين، منتظرين أن يتسبب هذا في تحسين الظروف الاقتصادية الصعبة، رغم أن الجميع يدرك تمامًا أن الأزمة ليست في اللاجئين فهم مثلنا لا يجدون العمل".
بلا وطن
ووفقًا للمؤسسة، فقد استغل السياسيون الأتراك هذه القضية، حيث يَعِد الرئيس رجب طيب أردوغان، بإعادة مليون سوري إلى وطنهم، في خطوة منه لتعزيز قاعدته الشعبية المنهارة بالفعل، ولتعليق الكارثة الاقتصادية التي وقع فيها على أكتاف اللاجئين السوريين، على الجانب الآخر فإن السوريون يشعرون بهذه المشاعر السيئة، فأصبح وجودهم يسبب استياءً كبيرًا ومستمرًا في أي مكان، وتعليقًا على هذه القضية، يقول محمد حمزة، بعد تسع سنوات في تركيا: "إنه لا يرى كيف يمكنه العودة إلى منزله في حلب، الذي تعرض لأضرار جسيمة خصوصًا وأن بناته يدرسن الآن في المدارس التركية ولا يتحدثون حتى العربية، يقول حمزة: إن لديه عشرات من الأقارب الموجودين بالفعل في أوروبا ولا يعتقد أنه يتبقى له شيء في سوريا، ولكن الحياة هنا أصبحت صعبة للغاية، فلم يعد بإمكاننا الاستمرار وسط خطاب الكراهية الحكومي والغضب الشعبي أو العودة لبلادنا مع عدم الأمان، فنحن الآن بلا وطن"، بينما قال ناصيف: "استفاد أردوغان من وجودنا فأوروبا التي أعطت تركيا المليارات لمنع اللاجئين من السفر إلى الشمال، لم تُظهر أي بوادر على إعادة اللاجئين لبلدانهم، لكن بعد عقد من الزمان، يحاول أردوغان التخلص منا رغم حصوله على مليارات، ورسخ في عقل الأتراك أننا نتنافس معهم على الوظائف والمزايا، متابعًا، لم نسرق شيئًا من الأتراك، فالوضع الاقتصادي المتردي ليس بسبب اللاجئين ولكن بسبب السياسات الحكومية السيئة.