تحذيرات أمريكية لإسرائيل قبل تحويل المنطقة لكتلة نار متزايدة
تحذيرات أمريكية لإسرائيل قبل تحويل المنطقة لكتلة نار متزايدة
عقب وقوع صاروخ على ملعب لكرة القدم شمالي إسرائيل يخشى معه أن يؤدي لإشعال حرب جديدة بالمنطقة، وتحول العالم نحو حرب عالمية ثالثة إثر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله للمرة الثانية بعد حرب 2006، حيث إن حزب الله المدعوم من إيران يمتلك المزيد من الأسلحة ويتفوق في العداد والجنود عن حماس وبالتالي ستكون مواجهة إسرائيل أكثر عنفًا.
وعقب مقتل 12 شخصًا وإصابة آخرين جراء سقوط الصاروخ، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفذت هجمات على حزب الله في لبنان خلال الليل، ردًا على الصاروخ الذي اتهم "حزب الله" اللبناني بالمسؤولية عن إطلاقه، وهو ما نفاه الحزب، حيث إن الحرب باتت على الأبواب مع تجهيزات من قبل حزب الله وتهديدات إيرانية لإسرائيل.
تحذيرات أمريكية ومطالبة بضبط النفس
الولايات المتحدة بدورها، حذرت من تحويل المنطقة لكتلة نار متزايدة، في حال الرد على هجوم منسوب لـ"حزب الله" اللبناني في مجدل شمس بمرتفعات الجولان، إدارة بايدن التي تنتهي ولاياتها في نوفمبر المقبل حذرت إسرائيل من أنها إذا ضربت أهدافًا لحزب الله في بيروت ردًا على الضربة المميتة على مرتفعات الجولان من المحتمل أن يخرج الوضع عن السيطرة.
وحسب موقع "أكسيوس"، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتمعت الأحد، لمناقشة الرد العسكري على الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 12 طفلاً ومراهقاً، بما في ذلك خيار شن ضربات على العاصمة اللبنانية بيروت، وألقت إسرائيل باللوم في الضربة القاتلة التي وقعت أول أمس السبت، على حزب الله اللبناني، كما قال مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن تقييم الولايات المتحدة هو أن "حزب الله" هو من أطلق الصاروخ.
مواجهة عسكرية محتملة
في ذلك الوقت، تقوم مليشيات حزب الله المدعومة من إيران بالتجهيزات العسكرية لمواجهة كبرى مع حركة إسرائيل، خاصة وإن قادة حزب الله لديهم باع عسكريًا في مواجهة إسرائيل منذ حرب 2006، قال كل من إسرائيل وحزب الله إنهما نفذا ضربات خلال ليلة السبت، بعد الهجوم على مرتفعات الجولان، لكن إسرائيل لم تستهدف مواقع حزب الله في بيروت حتى الآن.
ويتفق المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على أن حربًا شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستسبب دمارًا هائلًا في الجانبين وقد تؤدي إلى حرب إقليمية، وتحدث كبير مستشاري الرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين، مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وأبلغه أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، ولكن يجب أن تتجنب التصعيد الشامل وتقلل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن هوكشتاين أعرب عن قلقه من أنه إذا قام الجيش الإسرائيلي بضرب بيروت، فإن حزب الله سيرد بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، الأمر الذي سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من التصعيد.
ويقول الباحث السياسي طوني حبيب، إنه في حال قامت إسرائيل بضربات نحو بيروت لن يسكت حزب الله وسنرى تصعيدًا من قوى لديها علاقات مع حزب الله مثل مليشيات الحوثي في اليمن وكذلك المليشيات العراقية المدعومة من إيران وكل ذلك في النهاية سيؤدي إلى حرب كبرى بها عدة جبهات، وعلى الأرجح لن تحتمل إسرائيل تداعيات الضربات المتتالية مع حرب غزة كذلك، ولذلك سنرى أن هناك تدخلات أمريكية بدورها ستزيد من الأزمة بتصعيد إيراني لدعم حزب الله.
وأشار حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن ضربة الجيش الإسرائيلي لبيروت هي خط أحمر محتمل بالنسبة لحزب الله، واستهداف إسرائيل لحزب الله في الجنوب لم يؤثر بشكل كامل ولكن ضربات بيروت قد يؤثر ويصعد الموقف لتتحول لحرب إقليمية كبرى.
ويرى أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، آن إدارة بايدن تعلم تمامًا إنها في حال دعم إسرائيل لحرب مع حزب الله ستحول المنطقة لنار موقودة، وهو ما قد يضع ضغطاً عليها، خاصة وأن أمامها أشهر، وبالتالي تريد الولايات المتحدة ضبط النفس في الوقت الحالي.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الجيش الإسرائيلي يريد ردًا أقوى بكثير ضد حزب الله، لكنهما يريدان أيضًا تجنب حرب شاملة، وكذلك يريد الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، والرد الإسرائيلي القوي سيؤدي على الأرجح إلى عدة أيام من القتال الشديد مع حزب الله الذي سيكون من الصعب احتواؤه، كذلك تري واشنطن إن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله سيؤدي على الأرجح إلى تجميد المفاوضات حول اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.