لماذا تتزايد مخاطر الإرهاب في القارة الإفريقية؟
تتزايد مخاطر الإرهاب في القارة الإفريقية
تحولت القارة الإفريقية ساحة لصراعات الدول العظمى؛ ما ساهم في عدم الاستقرار السياسي وقوض جهود مكافحة الإرهاب، تواصل وتيرة الأنشطة الإرهابية الارتفاع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، حيث شكلت الوفيات العالمية الناجمة عن الإرهاب في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء خلال 2023 نحو 48% من الوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية في العالم.
وفي أحدث تحركاته، شنت ميليشيات "القوات الديمقراطية المتحالفة" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي من خلال فصيل يطلق عليه "ولاية وسط أفريقيا"، سلسلة هجمات على عدة قرى بإقليم "بيني" الواقع شرق الكونغو الديمقراطية.
تداعيات خطيرة
تحاول بعض دول منطقة شرق القارة السمراء، أن تحل الأزمة الأمنية التي تواجهها عن طريق عدة قرارات أمنية، منها مباشرة نيجيريا لـ"عملية الممر الآمن"، وهذه العملية توفر ممرًا آمنًا للعناصر العاديين منخفضي الخطورة، والذين يرغبون في ترك الجماعات الإرهابية، إذ ينشق هؤلاء العناصر بسبب الضغط العسكري عن داعش التنظيم.
لكن التنظيمات المتطرفة تحاول أن تصمد وتعمل جاهدةً لمنع تلك الانشقاقات، إذ ذكر الاتحاد الإفريقي أن أعداد القتلى بسبب هجماتها ارتفعت بنسبة 27% مقارنة بعام 2022 حتى في ظل هذه الانشقاقات التي واجهتها تلك الجماعات، وبدأت تعلن مسؤوليتها عن تنفيذ هجمات في مناطق جديدة في ولايات إيدو وجيغاوا وكانو وكوغي وناساراوا والنيجر وأوندو وتارابا.
تزايد الإرهاب
يقول منير أديب المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، إن الفراغ الأمني والصراعات العرقية والقبلية في منطقة غرب إفريقيا، منحت الفرصة للتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش و القاعدة، لتكثف أنشطتهم الإرهابية، مع تهديد الأمن والاستقرار في غرب أفريقيا والساحل.
وأشار - في تصريح للعرب مباشر-، إلى أن الآلاف من مقاتلي تنظيمي "القاعدة" و"داعش" ينتشرون في مناطق مختلفة من قارة أفريقيا، وخصوصًا في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي، ليصل التهديد الإرهابي إلى ذروته في القارة الأفريقية، بالتزامن مع تراجعه في مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
وتابع: أنه تشهد دول منطقة الساحل في غرب أفريقيا وعدد من البلدان الواقعة شرق القارة تزايدًا مخيفًا في أنشطة الجماعات الإرهابية التي نمت وتطورت وانقسمت وأعادت تشكيل نفسها.
وأدت الهجمات المتواصلة التي تشنها تلك الجماعات، إلى زعزعة الاستقرار في الصومال وبوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا.