وول ستريت: تصاعد المطالبات بخروج القوات الأمريكية من العراق بعد تفاقم الأزمة مع إيران
تصاعد المطالبات بخروج القوات الأمريكية من العراق بعد تفاقم الأزمة مع إيران
تهدد الغارة الأمريكية - بطائرة بدون طيار - التي أسفرت عن مقتل قائد فصيل مسلح مدعوم من إيران في العراق، بمزيد من التوتر في العلاقات مع بغداد وتكثيف الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة العراقية لطرد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يساعد في القتال ضد تنظيم "داعش" في البلاد، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
اتهامات عراقية
وأكدت الصحيفة أن ضربة يوم الأربعاء في العاصمة العراقية بغداد أدت إلى مقتل قائد ميليشيا كتائب حزب الله، الذي قال البنتاغون: "إنه مسؤول عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة". وقالت الولايات المتحدة: إنها تشتبه في أن الميليشيا كانت وراء هجوم بطائرة بدون طيار يوم 28 يناير في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
اتهم رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، الخميس، الولايات المتحدة بانتهاك سيادة بلاده، قائلًا: إن الضربة ستدفع بغداد إلى إنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، بحسب المتحدث باسمه.
الخروج الأمريكي
وأوضحت الصحيفة أن أشهر من الاشتباكات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والميليشيات المدعومة من إيران في البلاد أدت إلى زيادة الضغط - سواء من العراقيين العاديين أو من الفصائل السياسية الموالية لإيران - على رئيس الوزراء لتسريع الخروج الأمريكي.
وتابعت: أن حوالي 2500 جندي أمريكي يتمركزون في العراق، لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
وبدأت واشنطن وبغداد الشهر الماضي محادثات رسمية تهدف إلى إنهاء التحالف، لكن لم يتم تحديد جدول زمني لاستكمالها، وحتى لو انتهى التحالف، فقد تبقى القوات الأمريكية كجزء من ترتيب ثنائي جديد.
تضاؤل النفوذ الأمريكي
وأوضحت الصحيفة أنه إذا اضطرت الولايات المتحدة إلى المغادرة أو تقليص وجودها بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل نفوذها المتضائل بالفعل في المنطقة، وتقويض النجاحات السابقة في هزيمة تنظيم داعش، والمخاطرة بإخلال التوازن الإقليمي الهش بين القوى المتنافسة.
وتابعت أنه بينما تواجه الولايات المتحدة الميليشيات المدعومة من طهران في الشرق الأوسط في محاولة لمنع المزيد من الهجمات على الجنود الأمريكيين، فإن التحدي الذي يواجه واشنطن هو القيام بذلك دون زرع المزيد من الفوضى في منطقة مضطربة بالفعل؛ وذلك لأن الميليشيات التي استهدفتها في العراق لا تحظى بدعم طهران فحسب، بل هي أيضًا جزء من المؤسسة الأمنية في العراق.
وكان السوداني قد دعا في السابق إلى خروج القوات التي تقودها الولايات المتحدة، لكنه لم يحدد موعدًا نهائيًا لرحيل التحالف، الذي تم تشكيله في عام 2014 لدعم القوات العراقية في استعادة السيطرة على البلاد من مسلحي تنظيم "داعش"، وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في يناير الماضي، لم يغلق السوداني الباب أمام دور القوات الأمريكية في تقديم المشورة للقوات العراقية بالبقاء في البلاد في ظل علاقة ثنائية جديدة.
وقالت أنيسة بصيري تبريزي، الخبيرة في شؤون العراق وإيران لدى شركة" كونترول ريسكس الاستشارية": "إن الضربات الأخيرة يمكن أن تزيد من الضغوط السياسية على السوداني لوضع جدول زمني واضح للانسحاب".
وتابعت: "ينظر اللاعبون السياسيون في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية العراقية، بما في ذلك السوداني، إلى الضربات على أنها دليل على أن الوجود الأمريكي في العراق يزعزع استقرار البلاد ويزيد من فرص جر العراق إلى مواجهة إقليمية وجره إلى الحرب".
وقال مسؤولون أمريكيون: إن الولايات المتحدة أخطرت العراق بعد وقت قصير من الضربة على القائد.
وتابع مسؤول أمريكي: "لن نقدم أي نوع من الإخطار الرسمي المسبق بتفاصيل محددة لأمن العمليات". وأضاف: "نحن نحترم سيادة العراق بالكامل وأوضحنا أنه في غياب الهجمات ضد الأفراد الأمريكيين من هذه الجماعات المتمركزة في العراق، لن يكون هناك سبب لأي ضربات".
وقال مسؤولون أمريكيون: إن الأهداف تم اختيارها بعناية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن الحكومة العراقية نفسها أدانت الجماعات المدعومة من إيران لهجماتها على القوات الأمريكية في المنطقة.
وقال المسؤول: "نحث الحكومة العراقية بقوة على اتخاذ إجراءات ضد هذه الجماعات التي تقوض سيادة البلاد وتجر العراق إلى صراع عنيف".
ردع إيران
وأكدت الصحيفة أنه من خلال ضرب الميليشيات في العراق وسوريا، تسعى واشنطن إلى ردع المزيد من الهجمات على جنودها.
ورد المسلحون العراقيون يوم الأربعاء بإطلاق طائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية تضم قوات أمريكية في شرق سوريا.
تشكل الجماعات المدعومة من إيران جسرًا بريًّا عبر الشرق الأوسط، وتتواصل في تحالف تُسميه طهران "محور المقاومة".