مع توقُّف عمل المصافي.. تأثُّر كبير لإمدادات النفط الليبية لأوروبا بسبب دانيال

تأثُّرت إمدادات النفط الليبية لأوروبا بسبب دانيال

مع توقُّف عمل المصافي.. تأثُّر كبير لإمدادات النفط الليبية لأوروبا بسبب دانيال
صورة أرشيفية

أطلقت عاصفة البحر الأبيض المتوسط "دانيال" غضبها على ليبيا أمس الأحد، مخلفة وراءها سلسلة من الفيضانات والدمار، حيث تعد العاصفة شبه الاستوائية جزءًا من سلسلة من العواصف القوية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم مع بدء أزمة المناخ العالمية في الدخول في مرحلة حادة، حيث أثرت العاصفة على إمدادات النفط الليبي لأوروبا.

واتخذت السلطات الليبية إجراءات احترازية، وأغلقت أربعة موانئ نفطية. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة حالة التأهب القصوى في 10 سبتمبر، تحسبًا لإعصار محتمل يشق طريقه نحو البلاد. 
 
عاصفة غير عادية 

وأكدت مجلة "بي إن إي نيوز" الأوروبية، أن ما يجعل هذه العاصفة غير عادية بشكل خاص هو طبيعتها شبه الاستوائية، التي تحدث في البحر الأبيض المتوسط خلال شهري يوليو وسبتمبر. ولا ترتبط منطقة البحر الأبيض المتوسط عادة بمثل هذه الظواهر الجوية. 

وتابعت أنه تم إغلاق موانئ رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة لمدة ثلاثة أيام على الأقل، وهو القرار الذي أكده مسؤول كبير في المؤسسة الوطنية للنفط. علاوة على ذلك، أصدرت المؤسسة الوطنية للنفط توجيهات لجميع الشركات التابعة لها بتقييد الحركة خارج المواقع النفطية وتقييد التنقل ووقف الرحلات الجوية بين الحقول. والهدف هو حماية المنشآت الصناعية وخطوط الإنتاج ووحدات التخزين والبنية التحتية الحيوية الأخرى من أضرار الفيضانات المحتملة. قد تشمل تدابير الطوارئ إجلاء الأفراد والمعدات من المواقع المعرضة للخطر. 

وأوضحت أنه تم تخفيض تصنيف العاصفة دانييل، التي ضربت اليونان وتركيا سابقًا، إلى عاصفة شبه استوائية بحلول 9 سبتمبر، وعلى الرغم من هذا التخفيض، فقد شكلت تهديدًا كبيرًا لليبيا، حيث تنبأت التوقعات بـ "تأثيرات خطيرة" على البلاد، وفقًا لمنطقة الشرق الأوسط. وخدمة الأرصاد الجوية لطقس العرب. 


 
تأثر إمدادات النفط الليبي 

وأصدر مركز الطقس الإقليمي العربي تقريرا عن تقدم العاصفة، مشيرا إلى وصولها إلى السواحل الشمالية الشرقية لليبيا في مدينة بنغازي، وسلط التقرير الضوء على التأثير المحتمل على مناطق مثل بنغازي والمرج والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق، ومن المتوقع أن تهب رياح شديدة السرعة تتراوح بين 120 كيلومترا في الساعة إلى 180 كيلومترا في الساعة، مصحوبة بهطول أمطار غزيرة تتراوح بين 50 و250 ملم، كما تسببت العاصفة في خطر حدوث البرق والرعد خاصة في مناطق الأودية والجبل. 

وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد هطول الأمطار الغزيرة على مدينة المرج، حيث تتواصل جهود الإنقاذ لمساعدة الأسر المحاصرة في منازلهم بسبب الطوفان. وكانت الجهود المبذولة لتطهير مسارات جريان مياه الأمطار جارية. 

وأكدت المجلة الأوروبية، أن بنغازي تحملت العبء الأكبر من العاصفة، حيث وردت أنباء عن انهيار المباني والأشجار، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات، كما تأثرت الإمدادات من النفط الليبي لأوروبا. 

وتابعت أن ليبيا وهي منتج رئيسي للنفط الخام الخفيف الحلو، تصدر غالبية إنتاجها إلى أوروبا، وهو ما يمثل حوالي 85٪ من صادراتها. وقد عانت مصافي التكرير المحلية من الأضرار الناجمة عن الصراعات، ما أدى إلى توقف العديد منها عن العمل أو العمل بقدرة منخفضة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، تبيع ليبيا كمية كبيرة من الغاز إلى أوروبا. 

وفي الوقت نفسه، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية المصرية (EMA) تحذيرًا يشير إلى أن العاصفة دانيال، التي ضربت شرق البحر الأبيض المتوسط، ستصل إلى مصر في وقت لاحق من اليوم الاثنين وأشارت الوكالة الأوروبية للأرصاد الجوية إلى أنه بحلول الوقت الذي وصلت فيه العاصفة إلى الساحل الغربي لمصر، كانت قوتها قد ضعفت بشكل كبير، ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد البلاد ظروفا جوية غير مستقرة خلال الفترة من الاثنين إلى الأربعاء نتيجة تأثير العاصفة.