واشنطن ترصد 5 ملايين دولار لمن يساعد بالقبض على مجرم حرب من عهد البشير
واشنطن ترصد 5 ملايين دولار لمن يساعد بالقبض على مجرم حرب من عهد البشير
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحمد هارون، المساعد السابق للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، والمتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور.
مَن هو أحمد هارون؟
تلقى أحمد محمد هارون، 58 عامًا، تعليمه الابتدائي والمتوسط بمدرسة الأبيض الأهلية ثم الثانوي بمدرسة خور طقت الثانوية حيث برزت أثناء الدراسة الثانوية شخصيته القوية كواحد من القيادات الطلابية، في أثناء دراسته الثانوية التحق بتنظيم الاتجاه الإسلامي، واستمر في العمل التنظيمي عند التحاقه بالدراسة الجامعية في مصر وفي هذه الفترة برز أحمد هارون ككادر خطابي مفوَّه وقائد طلابي، حيث تولى رئاسة اتحاد الطلاب السودانيين في مصر، وتخرج هارون في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1987م.
وعاد إلى السودان ليلتحق بالسلطة القضائية، حيث عمل قاضياً لفترة قصيرة، قبل أن يتم اختياره ليعمل وزيراً للشؤون الاجتماعية في ولاية جنوب كردفان.
ويُعتبر هارون، أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية السودانية التي قادت الانقلاب العسكري عام 1989، والتي حكمت البلاد لثلاثة عقود، قبل أن تطيح بها ثورة شعبية في أبريل 2019، وكان هارون قد تولى مناصب عديدة في النظام السابق، منها وزير الداخلية ووزير الشؤون الاجتماعية ووالي جنوب كردفان وشمال كردفان، وكان آخر منصب له مساعدا للبشير، قبل أن يتم اعتقاله بعد سقوط النظام.
ويواجه هارون اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بالمشاركة في تنفيذ حملة عسكرية وأمنية ضد المدنيين في دارفور، خلال الصراع الدائر هناك منذ عام 2003، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة.
وقد أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق هارون في عام 2007، بتهمة القتل والإبادة والتعذيب والاغتصاب والنهب والتهجير القسري والهجوم على المدنيين وغيرها من الجرائم الجسيمة، ولكن السودان رفض تسليمه للمحكمة، مدعيا أنه يتمتع بالحصانة السيادية.
هروبه من السجن
في الآونة الأخيرة، تمكن هارون من الفرار من سجن كوبر في الخرطوم، حيث كان محتجزا منذ عامين، بعد أن نفذ هو وعدد من قادة الحركة الإسلامية عملية هروب جماعية، ولم يتم الكشف عن مكان وجوده حتى الآن.
وقد أثار هارون الجدل بعد هروبه، حيث تسرب مقطع صوتي له، يدعو فيه أنصاره إلى الاستعداد لمواجهة الحكومة الانتقالية الحالية، ويتوعد بالانتقام من الثوار الذين أطاحوا بالبشير.
ويعتبر هارون من أكثر الشخصيات المثيرة للكراهية في السودان، بسبب دوره في قمع الحركات الاحتجاجية والمطالبة بالديمقراطية والحرية والعدالة، ويوصف بأنه رجل قاسٍ ومتعصب ومتطرف، ويحمل لقب "وزير الموت" لمسؤوليته عن سفك الدماء في دارفور وغيرها من المناطق.