ما هي أبرز ردود الفعل الدولية على مجزرة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة؟
ما هي أبرز ردود الفعل الدولية على مجزرة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة؟
مجزرة إسرائيلية جديدة قامت بها في مدينة خان يونس، حيث شهد قطاع غزة قصفًا إسرائيليًا عنيفًا أدى إلى وفاة المئات من المواطنين، أغلبهم من الأطفال والنساء والرجال، مع ادانات كبرى للمذبحة في حلقة جديدة من في سلسلة المذابح اليومية التي يتم ارتكابها في قطاع غزة.
حيث إن وفق القنوات العبرية قامت قوات الجيش الإسرائيلي بقصف منطقة مواصي خان يونس بقنابل "MK84" الأمريكية الثقيلة، وتزن القنبلة حوالي ألفي رطل وهي قنبلة موجهة لها رأس حربية متفجرة، والهدف من قصفها كان استهداف "محمد الضيف"، القيادي بحركة حماس.
عملية إسرائيلية بالمواصي
وقد أفاد الجيش الإسرائيلي، أنه نفذ عملية المواصي بالاشتراك مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، وقال الجيش - في بيان-: "في نشاط مشترك للجيش الإسرائيلي والشاباك بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، نفذت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الإسرائيلي غارة في منطقة كان يختبئ فيها إرهابيان كبيران من حماس وإرهابيون آخرون بين المدنيين، كان موقع الغارة منطقة مفتوحة محاطة بالأشجار والعديد من المباني والسقوف"، ونشر الجيش صورة للمجمع الذي قال إن قادة حماس المستهدفين كانوا بداخله، ظهر فيها فرق واضح في شكل المكان المستهدف قبل وبعد الاستهداف.
إدانات كبرى لما حدث
وقد أدانت عدة دول عربية استهداف الاحتلال الإسرائيلي منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وطالبت بحماية الفلسطينيين ومحاسبة إسرائيل، وقتل أكثر من 70 فلسطينيًا وأصيب نحو 300، السبت، في عدة غارات إسرائيلية متتالية على منطقة المواصي.
وقد توالت الإدانات الدولية لهذه للمجزرة التي أكدت أن الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين هي إمعان في جرائم الإبادة الجماعية، وتأكيدًا للإصرار الأميركي على استمرار الحرب في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية، شارك مئات الفلسطينيين في مدن رام الله والخليل وطوباس، أمس السبت، في المسيرات المنددة بالمجزرة، مساندة لقطاع غزة، وسط دعوات للإضراب اليوم الأحد، وقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية "إدانة المملكة بأشد العبارات واستنكارها استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وآخرها استهداف مخيمات النازحين بمواصي خان يونس".
وجددت السعودية مطالبتها بـ"الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية للمدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة"، كما طالبت بـ"تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية".
فيما أدانت الإمارات والكويت وسلطنة عمان والأردن، في بيانات، الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين في خان يونس، وفي المغرب، شارك مئات في وقفة احتجاجية بمدينة مكناس تنديدًا باستهداف إسرائيل المنطقة الآمنة، المكتظة بالنازحين.
وفي باكستان، تظاهر آلاف في العاصمة إسلام آباد، السبت، للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالب المحتجون في إسلام آباد حكومة بلادهم بإرسال مزيد من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، كما طالب المتظاهرون حكومة بلادهم بإدراج اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضمن قائمة "الإرهابيين" في باكستان.
بينما في مصر قد أدانت بأشد العبارات، اليوم السبت، قصف إسرائيل منطقة المواصي، مطالبة إسرائيل - في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة- بالكف عن الاستهانة بأرواح المواطنين المدنيين العزل، والتحلي بالمعايير الإنسانية الواجبة والالتزام بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وشددت على أن تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن القبول بها تحت أي مبرر من المبررات.
وأكدت مصر على أن تلك الانتهاكات المستمرة فى حق المواطنين الفلسطينيين تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حاليًا للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، وسط صمت وعجز دولي مخز.
ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب: إن ما تقوم إسرائيل من مجازر مستمرة يأتي تحت غطاء أمريكي واضح والضوء الأخضر ممنوح لها، وهو ما أنهى بشكل واضح قرارات الهدنة التي جاءت في ظل مقترح أمريكي، وبالرغم من نفي حركة حماس الفلسطينية، ما نشرته بعض وسائل الإعلام، عن قرار الحركة بوقف المفاوضات، ردًا على مجزرة المواصي إلا إنها تلوح في الأفق.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن التصعيد الإسرائيلي يهدف بشكل واضح إن نتنياهو وحكومته تهدف لقطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان الحالي على قطاع غزة، وهو ما أصبح واضحًا لدى الجميع، حيث إن نتنياهو يخشى وقف الحرب.
وبينما يرى الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن الوضع مأساوي، والعالم حاليًا بات ينظر إلى قطاع غزة وكإنها مرحلة مستمرة دون توقف، وبالتالي إسرائيل استغلت ذلك الزخم في مصلحتها بالعملية العسكرية تحت غطاء محاولة القبض واغتيال قائد حماس "محمد الضيف"، ولكن في النهاية ذلك لم يحدث.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الأغرب إنه على مدار الأشهر السابقة، طالب الجيش الإسرائيلي سكان مناطق مختلفة من القطاع بالتوجه إلى منطقة "المواصي" بدعوى أنها "إنسانية آمنة"، والمواصي منطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، وتمتد على طول الشريط الساحلي للبحر المتوسط وبالتالي قصفها بذلك المنظر هو أزمة كبرى للغاية.