ما تداعيات صعود اليسار الفرنسي على المشهد الأوروبي.. خبراء يجيبون
تداعيات صعود اليسار الفرنسي على المشهد الأوروبي
في خضم نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، ينقسم الأوروبيون بين ارتياحهم لتجنب صعود اليمين المتطرف وغموض مستقبل السياسة الفرنسية. هذا التغيير أثار العديد من التساؤلات حول تداعياته على العلاقات الأوروبية ومسار الاتحاد الأوروبي.
شهدت فرنسا في الانتخابات التشريعية الأخيرة انتصارًا ملحوظًا لتحالف الأحزاب اليسارية، مما أثار تفاعلًا واسعًا في الساحة الأوروبية. وبينما شعرت العديد من الدول الأوروبية بالارتياح لعدم صعود اليمين المتطرف، تظل ملامح الحكومة الفرنسية الجديدة غير واضحة، مما يخلق حالة من عدم اليقين حول المستقبل السياسي في فرنسا وأوروبا.
*ترحيب حذر*
تُعد ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية التي تأثرت بنتائج الانتخابات الفرنسية. ورغم الترحيب بصعود اليسار، حذرت برلين من التحديات التي قد تواجهها فرنسا وأوروبا في المرحلة المقبلة.
وأكد نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، على ضرورة متابعة ما سيحدث في فرنسا عن كثب وعدم اعتبار أن الأمور قد انتهت.
ويتمحور السؤال الأساسي للأوروبيين حول كيفية تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة وأساسيات السياسة التي ستتبعها. يعتبر شركاء فرنسا الأوروبيون أن الوضع معقد للغاية بسبب عدم وجود تحالفات واضحة، مما يجعل من الصعب رؤية دور فرنسا في الاتحاد الأوروبي بشكل واضح.
ومن القضايا المحورية تعيين المفوض الفرنسي في الاتحاد الأوروبي، حيث أعاد إيمانويل ماكرون تعيين تييري بريتون لولاية جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يظل السؤال الكبير متعلقًا بـ"المجال المحجوز" لرئيس الجمهورية الذي سيحتفظ بصوت حاسم في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
*أولويات الاتحاد الأوروبي وعقبات محتملة*
فيما يتعلق بالأولويات الحالية للاتحاد الأوروبي، يبدو أن بعض العقبات التي أثقلت كاهل الدعم لأوكرانيا قد زالت مع ابتعاد شبح اليمين المتطرف.
من المرجح أن يستمر الدعم لأوكرانيا بشكله الحالي، رغم احتمال معارضة بعض التفاصيل داخل البرلمان من قبل حزب التجمع الوطني.
وكان حزب التجمع الوطني قد وضع خطوطًا حمراء فيما يتعلق بإرسال جنود فرنسيين وتزويد كييف بصواريخ قادرة على ضرب الأراضي الروسية.
ومع ذلك، يبقى احتمال تشكيل ائتلاف أو حكومة أقلية من شأنه أن يقوض المكانة السياسية التي يتمتع بها الرئيس إيمانويل ماكرون داخل المجلس الأوروبي ويضعف قدرته على تقديم الدعم لأوكرانيا.
ويثير الوضع السياسي الحالي في فرنسا تساؤلات حول قدرة ماكرون على قيادة الاتحاد الأوروبي بفعالية، خاصة في ظل ضعف التحالف الفرنسي الألماني الذي يعتبر محركًا أساسيًا لدفع المشاريع الأوروبية إلى الأمام.
كما أن الوضع الاقتصادي والمالي لفرنسا يظل تحت المراقبة الأوروبية، مما قد يؤدي إلى خضوعها لإجراءات تتعلق بالعجز المفرط.
*تشكيل الحكومة*
من ناحيته، يقول الدكتور محمد كامل أستاذ العلوم السياسية، تُظهر نتائج الانتخابات الفرنسية تحولاً مهماً في السياسة الأوروبية، صعود اليسار يعكس رغبة ملحة في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية بجدية، إلا أن التحديات التي تواجه تشكيل الحكومة الجديدة قد تؤدي إلى عدم استقرار سياسي، مما ينعكس على العلاقات الأوروبية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن انتصار اليسار في فرنسا يمثل تغييرًا جوهريًا في التوجهات السياسية على مستوى القارة الأوروبية.
وتابع، التعاون بين الدول الأوروبية قد يشهد تطورًا إيجابيًا، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية ومع ذلك، فإن عدم وضوح شكل الحكومة الفرنسية الجديدة يخلق حالة من "عدم اليقين تؤثر على السياسات الأوروبية المستقبلية."