ما وراء سياسة اعتراض ناقلات النفط بمضيق هرمز والخليج العربي من إيران؟

يتم اعتراض ناقلات النفط بمضيق هرمز والخليج العربي من إيران

ما وراء سياسة اعتراض ناقلات النفط بمضيق هرمز والخليج العربي من إيران؟
صورة أرشيفية

يبدو أن إيران لن تهدأ على الرغم من محاولات العودة والصلح مع العالم العربي، وإرهاب إيران في البحار ما زال مستمرًا ويقطع طرق التصالح مع العالم ويزيد من العقوبات الدولية على الشعب الإيراني الذي يحتج بشكل يومي على الحكومة في البلاد. 

فقد تعد القرصنة هي لغة إيران البحرية والتي تريد أن تبقى هذه المنطقة متوترة على الدوام لأجل الأجندة الخاصة بها، ولذا تجد كل خراب يحدث فيها له علاقة ما بإيران أو أذرعها، ومع ذلك ومما يؤسف له أن حالة التنمر الإيرانية المتصاعدة لا يقابلها ردود فعل أميركية وأوروبية.

محاولة استيلاء على ناقلات النفط

ومؤخرا اتهمت البحرية الأميركية إيران بمحاولة الاستيلاء على ناقلتي نفط في خليج عمان قرب مضيق هرمز، مشيرة إلى أن قواتها أحبطت العملية. 
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن أعيرة نارية أُطلقت على ناقلة نفط قبالة ساحل العاصمة العمانية مسقط.

أما البحرية الأميركية فأشارت إلى أن إيران حاولت الاستيلاء على ناقلتي النفط التجاريتين قرب مضيق هرمز في ساعة مبكرة من اليوم، ولكن تم الرد على الواقعة من قبل البحرية الأميركية.

وأضافت أن سفينتين إيرانيتين حاولتا اعتراض الناقلتين، موضحة أنه "تم إطلاق النار على إحداهما"، لمنع عملية الاستيلاء.

وأكدت أن إطلاق النار على السفينة الإيرانية لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار جسيمة، معلنة أن البحرية الإيرانية تراجعت بعد استجابة البحرية الأميركية لإشارات الاستغاثة من الناقلتين النفطيتين اللتين واصلتا رحلتيهما بشكل طبيعي.

الصمت الإيراني 
 
وتحرص إيران على عدم التصريح الرسمي حول احتجازها لناقلات النفط جاء في إطار حالة التوتر والتصعيد الراهنة بين إيران والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وتجسد ذلك في التبريرات القانونية التي ساقتها طهران سواء بزعم تلويثها للبيئة، والانحراف عن مسارها القانوني، أو بغرض التحقيق في اصطدام الناقلة بقارب صيد إيراني. 

ويظهر المدى الزمني الذي تصاعدت فيه سياسة إيران تجاه حركة الناقلات في الخليج العربي وخليج عمان، مدى الارتباط بين هذا السلوك الإيراني بتشديد الولايات المتحدة عقوباتها عليها، مما وصل بالأمر إلى حد الأزمة غير المسبوقة.

لماذا تستهدف إيران الناقلات البحرية في الخليج؟

وأفادت مصادر مطلعة، بأنه في ظل استمرار التهديدات الإيرانية حول تصدير النفط، حيث تسعى عن طريق استهداف الناقلات النفطية والبحرية إلى موازنة الضغوط على صادراتها النفطية. 

وذلك وفق تصريحات الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني كما سبق، أنه إذا حرمت إيران من تصدير نفطها، فإنها ستحرم دول المنطقة من الأمر ذاته، وأيضا في محاولة للتأثير على مواقف القوى الكبرى من مدخل الاقتصاد. 

وأضافت المصادر حيث تدرك إيران بأن تعطيل حركة الملاحة الدولية في الخليج العربي وخليج عمان وواحد من أهم الممرات الملاحية الدولية في العالم مضيق هرمز الذي يمر منه قرابة 20% من صادرات النفط العالمية، بمثابة ورقة ضغط من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والتراخي الأوروبي في التعامل مع الأزمة، باعتبار أن سياسة استهداف حركة الملاحة في هذه المنطقة ستكون لها تداعيات سلبية كبيرة على أسعار النِّفط عالميا، وهو أمرٌ قد تأخذه الدول الكبرى بالحسبان عند التعاطي مع الملف الإيراني.

وكذلك ردع القوى الراغبة في احتجاز ناقلات النفط الإيرانية، بغرض استهداف طهران إيصال رسائل سياسية بأنها تمتلك أوراق ضغط قوية ومؤلمة ومؤثرة على حركة الملاحة الدولية، وأن هناك تكلفة كبيرة ستتحملها أي دولة قد تستهدف صادراتها النفطية التي تتم بالمخالفة للعقوبات.

 استعادة السيطرة 

وتقول الباحثة في الشأن الإيراني سمية عسلة، إن النظام الإيراني يحاول استعاده سيطرته ونفوذه في الداخل الإيراني وخارجه عبر الاستيلاء واحتجاز العديد من ناقلات النفط بهدف سياسي ورد فعل على العقوبات المقررة على النظام. 

وأضافت عسلة في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، أن إيران تسعى من خلال تهديداتها بناقلات النفط لإرسال رسائل ضمنيه يرسلها النظام الإيراني للعالم بهدف تخويفهم وإرهابهم، مؤكدة أن النظام الإيراني بات يعلم جيدا أنه سقط داخليا وخارجيا وعلى المستوى السياسي والديني وحتى المستوى العسكري وأصبحت الدولة الإيرانية ممزقة من الداخل بفعل السياسات الداخلية والخارجية غير المتزنة. 

وتابعت ولعل المصالحة السعودية الإيرانية برعاية الصين خلال الفترة الماضية،فقد أصبحت إيران الآن وبعد توقيع الاتفاقيات مع السعودية برعاية الصين تريد أن تمارس دور الدولة وإن كنا ننظر بشيء من الإيجابية للمستقبل فلعل النظام الإيراني يحاول الآن استعادة الدولة الإيرانية، على مستوى خارجي والوفاء بالوعود التي قدمها النظام الإيراني للجانب الصيني الروسي السعودي.