لماذا تم إرجاء تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

تم إرجاء تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة

لماذا تم إرجاء تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟
صورة أرشيفية

نحو البحث عن هدنة إنسانية وإيقاف إطلاق النيران داخل قطاع غزة بعدما اقترب الحرب الإسرائيلية من دخولها لأكثر من 80 يوماً، من الدمار وفشل مجلس الأمن حتى الآن في إقرار أي مشروع يفيد بإيقاف نيران الحرب الدامية. 

وتقوم الإمارات بتقديم أكثر من مشروع داخل أروقة مجلس الأمن يفشل في عملية تنفيذه بالرغم من تصويت أغلب الدول الأعضاء إلا أن الفيتو تستخدمه أميركا بشكل مباشر ضد وقف إطلاق النيران في قطاع غزة. 

إرجاء لتجنُّب الفيتو الأخير 

ومؤخراً أرجأ مجلس الأمن مجددا التصويت على مشروع قرار يدعو في نسخته الأخيرة إلى "تعليق" الأعمال القتالية في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث كان من المقرر أن يصوت المجلس على مشروع القرار يوم الاثنين، لكن التصويت أرجئ إلى صباح الثلاثاء ثم إلى المساء ومن ثم إلى الأربعاء. 

حيث يتم الإرجاء لإفساح المجال لمواصلة المفاوضات وتجنب انسداد آخر في أعقاب الفيتو الأميركي، وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار نفسه الأسبوع الماضي بغالبية 153 صوتا مقابل معارضة 10 أصوات وامتناع 23 عن التصويت، من أصل 193 دولة عضوة.

وبعد هذا التأييد الواسع، قدمت دولة الإمارات مشروع القرار الحالي إلى مجلس الأمن، ودعت النسخة الأولى منه إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون عوائق".

مسودة جديدة لتعليق أعمال القتال 

لكن المسودة الجديدة تدعو إلى "تعليق عاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول إنساني آمن ومن دون عوائق، وإلى تدابير عاجلة من أجل وقف دائم للأعمال القتالية".

وأخفق مجلس الأمن منذ بداية الحرب في اعتماد 4 مشاريع قرارات لتخفيف المعاناة في غزة، ثم تبنى منتصف نوفمبر الماضي قرارا يدعو إلى "هدن وممرات للمساعدات الإنسانية".

وفي 6 ديسمبر الجاري، استخدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -للمرة الأولى منذ توليه منصبه- المادة 99 من الميثاق التأسيسي للمنظمة لتحذير أعضاء مجلس الأمن من أن الحرب في غزة قد تؤجج التهديدات للسلم والأمن الدوليين.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفا و667 من القتلى و52 ألفا و586 جريحا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

ويقول الباحث السياسي طوني حبيب: إن إرجاء التصويت في مجلس الأمن مهم للغاية في وقف نزيف الحرب والدماء، في ظل ضغوطات عالمية على الولايات المتحدة الأميركية بعدما استخدمت حق النقض الفيتو سابقاً ورفضت وقف إطلاق النيران، ولكن حتى الآن الإدارة الأميركية تدعم إسرائيل بقوة وهو له دلالة واضحة في زيارة وزير الدفاع الأميركي لتل أبيب وتصريحاته المستمرة بدعم إسرائيل في الحرب. 

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن مشروع القرار يعتبر المدنيين في غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء والمياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والخدمات الطبية "الضرورية لبقائهم على قيد الحياة"، وفى حال لم يتم الموافقة عليه فسيكون العالم أجمع في أزمة كبرى في ظل وصول الضحايا لأكثر من 20 ألف شخص. 

ويري الباحث السياسي، وأستاذ السياسة أيمن الرقب، أن استمرار الحرب وتفاقمها سيكون خطراً على المجتمع الدولي، فالحرب كشفت للعالم الوضع الإنساني في قطاع غزة وهناك انتشار للأمراض نتيجة استخدام إسرائيل للقنابل المحرمة دولياً والفسفور الأبيض، والعالم يرى ذلك واستخدام حقّ الفيتو يزيد من معاناة الملايين من شعب فلسطين. 

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن هناك تصعيدا من قبل الجيش الإسرائيلي على هجماته بالقطاع، مؤكدا أن الضغط العسكري هو السبيل لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركة، خاصة مع فشل إسرائيل حتى الآن في تنفيذ أجندة الحرب الخاصة بها.