هل ستساهم المساعي الدولية في حل الأزمة اللبنانية والفراغ الرئاسي؟
تتواصل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان
تستمر معاناة اللبنانيين من أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية، من دون أيّ خطة جدية لمعالجته، وتتبارى القوى السلطوية والسياسية في الثرثرة علانية ولا تفعل شيئاً في الواقع، وهو وضع الفساد المستشري في البلاد التي تعاني من شغور رئاسي.
وفي 11 شهراً من الفشل المتمادي مرت البلاد بما لا يتحمله أيّ بلد آخر، حيث عانت من الشغور الرئاسي، وحسب الدستور اللبناني، مهلة الشهرين اللتين تسبقان تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حيث من واجب مجلس النواب انتخاب الرئيس، قد تجاوزت السنة الأولى للفراغ ودخلت السنة الثانية من الفشل القاتل للبلد.
تحرك قطري
تتسارع الدول عبر موفديها لحل الأزمة في لبنان، حيث الفراغ الناجم عن تعادل ميزان القوى في مجلس النواب ورفض البعض مبدأ الحوار مع الموفدين سواء كانوا من قطر أو من فرنسا، وهما جزء من اللجنة الخماسية التي تدعم إنهاء أزمة بنان، ويمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات بعد. ولا شيء يشير إلى اقتراب اقتراح الحل وخروج لبنان من النفق المظلم.
ولم يفارق القطريون مربع اهتمامهم الأساسي بترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وسؤالهم الدائم لكل من يلتقون به، هو رأيه بعون، وكيفية حل أزمة الاستحقاق الرئاسي، دون أيّ إضافات أخرى.
التحرك القطري يأتي بإيعاز أميركي، وهو يدخل إلى لبنان من بابي حزب الله والتيار الوطني الحر، لكنه لا يزال يقتصر على عرقلة أيّ تقدم ممكن لفرنجية، وتوسيع هامش العلاقة الاجتماعية، وتثبيت ترشيح قائد الجيش، من دون إعلان رسمي حتى الآن.
اللجنة الخماسية لا تمتلك دوافع
وقد عبّر الكثير في لبنان عن أن اللجنة الخماسية لا تملك قوة الدفع اللازمة لإحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية اللبنانية، لأن قرار محاصرة لبنان وخنقه لم يرفع بعدُ، وبالتالي فإن الأزمة الرئاسية هي جزء من معضلة أكبر لم تنضج ظروف إيجاد حل لها.
وبعد عودته إلى باريس، فإنه حتى الآن لا موعد محدد للزيارة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الشخصي الوزير جان إيف لودريان، الذي عاد نهاية الأسبوع الماضي إلى باريس منهياً زيارته إلى الرياض، حيث التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والوزير المفوض نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
ويقول الباحث السياسي اللبناني، طوني حبيب، إن هناك غموضاً في أزمة الملف الرئاسي، بقدر ما يمكن القول إن لا بوادر إيجابية لإيجاد حل للأزمة الرئاسية، ولا تظهر من اتصالات المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان في السعودية بأن هناك ما يوحي أن الحل الرئاسي على الأبواب.
وأشار حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن مع تأكيد أن الرياض تدعم التوجه القطري لجهة دعم الخيار الثالث بعيداً عن المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، وانتخاب رئيس مرشح على مسافة واحدة من كل الأطراف، مع تشديد المصادر على أن المبادرة القطرية ليست مرفوضة من إيران، وأن هناك تواصلاً مستمراً بين المسؤولين القطريين وحزب الله رغم أن الأخير لا يزال يؤكد تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فإن الاقتراح القطري هو الذي من الممكن أن يحرك المياه الراكدة.