هل تصبح التنظيمات الإرهابية طرفًا في الحرب الروسية – الأوكرانية؟.. خبراء يجيبون
تسعي التنظيمات الإرهابية أن تكون طرفًا في الحرب الروسية – الأوكرانية
مخاوف دولية كشف عنها خبراء ومحللون بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بشكل يهدد بانتشار التنظيمات الإرهابية في أوكرانيا، بشكل يهدد دول الجوار التي ستتحول بدورها إلى أهداف محتملة لتلك التنظيمات، حيث تتجه أنظار المحللين والخبراء إلى ارتدادات الحرب الروسية الأوكرانية على الحركات الجهادية العالمية، وسط نشاط إعلامي ملحوظ لتنظيمات إرهابية على رأسها داعش.
إرث عدائي
تقرير لمؤسسة رؤية كشف أن الإجراءات الأمنية الضعيفة من استمرار الحرب يعزز من فرضية انتشار التنظيمات الإرهابية وانخراط بعض تلك العناصر في الحرب مباشرة، خاصة أن هناك إرثا عدائيا مع روسيا، وأن الحرب الروسية الأوكرانية تمثل بيئة محفزة لنشاط الحركة الجهادية، بل تمتد تهديداتها إلى أطراف الصراع أنفسهم، ودول الجوار الجغرافي من آسيا الوسطى والقوقاز شرقًا إلى أوروبا غربًا، ولفت التقرير أن التنظيمات المعولمة مثل تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، نشطت لترويج أهمية استغلال الحرب في إعادة التموضع وترتيب أوراق التنظيم في آسيا الوسطى والقوقاز، بالتعويل على الآليات الدعائية التقليدية، كمواجهة هيمنة القطب الأمريكي، ومحاصرة الدولة الروسية التي تعد العدو التاريخي لمقاتلي تلك المناطق، لافتا التقرير أن استمرار الحرب سيجعل أوكرانيا مرتعًا للتنظيمات الإرهابية المعولمة، وهي مخاطر لا نستثني منها دول الجوار التي ستتحول بدورها إلى أهداف محتملة لتلك التنظيمات، خاصة في شرقي أوروبا. ويساعد على ذلك غياب الضوابط على دخول المقاتلين الأجانب وانتماءاتهم وسهولة الانتقال عبر الحدود بين الدول الأوروبية المجاورة”.
تصفية حسابات
من جانبه، يقول عزت إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية: إن تنظيمَيْ داعش والقاعدة ما زالا يحتفظان بقدراتهما، وأنه مع تراجع الأمم المتحدة والنظام الدولي، بما في ذلك تشجيع المقاتلين الأجانب والمرتزقة في الحروب بالوكالة، سوف تنفتح ثغرات جديدة أمام الجماعات الإرهابية لاستغلالها.
وأضاف الباحث في الشؤون الدولية في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن معظم التنظيمات الإرهابية كانت خصمًا مباشرا للاتحاد السوفياتي قديمًا والدولة الروسية الآن، وهو ما قد يجدد الصراعات ويجعل من الأراضي الأوكرانية ساحة لتصفية الحسابات.
مقاولو التطرف
فيما كشف كتاب "أزمات الحرب الأوكرانية- الروسية ومستقبل الإرهاب" الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، أن تصدُّع الجبهة العالمية يؤدي إلى بروز ثغرات تتسرّب عبرها جماعات اللادولة، ويتربح منها مقاولو التطرف، فتترسخ الدعاوى التعصبيّة والشوفينية القومية، لذا مثّل تفاقم الصراع الأطلسي- الروسي؛ واجتياح القوات الروسية الأراضي الأوكرانيّة، حدثًا مقلقًا لدارسي التطرّف والإرهاب، لما تحمله الحرب من آثارٍ إنسانية مقلقة، وما تجره من عواقبَ اقتصادية وخيمة، موضحًا أن من المخاطر أن يتضاعف هذا القلق مع الدعوات لانضمام مقاتلين غير نظاميين للتطوّع والقتال تحت لواء أحد جانبي الصراع ولبّت النداء قوميّات متنافرة، وجنود سابقون، ومقاتلون؛ يزعم أن بعضهم سبق له القتال في جماعات إرهابية، وقد تسببت ظاهرة المقاتلين الأجانب" بوجهها الجديد، في ارتباكٍ أثار النقاش حول متانة المفاهيم الأساسية للإرهاب والتطرف والقومية والمحافظة، واليمين، والانفصال، بل وبُعِثت جدالات ظنّ العالم أنّها قُبِرت بانتهاء الحرب العالمية الثانية.