بعد إرهاب "داعش" ومحاولات إيران.. العراقيون تحت مقصلة "كورونا"
بين التمزق والتشرذم والأطماع الإيرانية والتهديدات الإرهابية لتنظيم داعش، وحتى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، يقع الشعب العراقي ضحية لذلك جميعا، بينما وقفت السلطات المحلية عاجزة عن مد يد العون له، ليسقط جراء تلك الأزمات واحدة تلو الأخرى.
"كورونا" في العراق
تشهد العراق حاليا حوالي 229 حالة إصابة بفيروس كورونا، بينما سجلت 20 وفاة، وسط توقعات بأن تكون أعداد الحالات أعلى من ذلك بكثير، جراء قلة مرافق الاختبار فيها لضعف نظامه الصحي، لذلك أعلنت وزارة التجارة العراقية حاجتها لمزيد من المال من أجل تكوين احتياطي استراتيجي من القمح والأرز يكفي لثلاثة أشهر لمواجهة أزمة كورونا المتنامية.
وجاء ذلك في إطار تأخر الموافقة على ميزانية العراق، التي تعتبر مستوردا رئيسيا للحبوب في الشرق الأوسط، حيث كانت البلاد تعتزم شراء 750 ألف طن من القمح من الخارج في 2020، ونصت الوزارة في بيانها أنه: "من الضروري وجود تخصيصات مالية تكفي لتوفير خزين استراتيجي يكفي لثلاثة أشهر، خاصة وأن قانون الوزارة يؤكد على دور الوزارة في توفير خزين استراتيجي لحالات الطوارئ.
مساعدات أميركية
وقبل يومين، أعلنت واشنطن أنها سوف تساعد البلدان النامية المتأثرة أو المعرضة للخطر في إعداد مختبراتها للاختبار على نطاق واسع لـ COVID-19 وتنفيذ خطة إغاثة عاجلة لهم، وأنها ستمنح العراق و25 دولة أخرى تمويلا بمبلغ 37 مليون دولار.
وتزامنت تلك الأزمة، مع انهيار أسعار النفط الخام، بالإضافة لحالة فراغ سياسي في العراق منذ استقالة عادل عبد المهدي من رئاسة الوزراء عقب احتجاجات عارمة ضد الفساد.
تطورات خطيرة
بينما أعلنت خليتا الأزمة الحكومية والبرلمانية بالعراق، المنشأتان لمتابعة تطورات فيروس كورونا، استمرار حظر التجول وتعليق الرحلات الجوية في البلاد وتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات التعليمية والتربوية إلى السبت المقبل، بجانب إعادة تقييم الوضع حسب الموقف الوبائي.
بينما طالبت وزارة الصحة بالبلاد بضرورة الالتزام بالتوصيات الصادرة بمنع التجمع والتجمهر لأي سبب كان ومنها المناسبات الدينية والتجمعات والتظاهرات ومناسبات الأفراح والأحزان وغيرها، مشددة على أن الفيروس سيفتك بالشعب العراقي في حال عدم الالتزام.
وسبق أن قررت الحكومة العراقية غلق المحلات العامة ودور السينما والمقاهي والنوادي والمنتديات الاجتماعية المختلفة، بجانب منع سفر العراقيين إلى 9 دول، هي: الصين، إيران، الكويت، اليابان، كوريا الجنوبية، سنغافورة، إيطاليا، تايلاند، البحرين، بالإضافة لوقف دخول الوافدين من الكويت والبحرين، فيما سيخضع جميع مواطني الدول التسع للفحص الطبي لدى دخولهم البلاد.
الوضع قابل للانفجار
الدكتور عبدالكريم الوزان ، المحلل السياسي والأكاديمي العراقي، أكد أن الأوضاع ببغداد سيئة بالأساس، وجاءت كورونا وزادت الوضع سوءا أكثر، حيث إن الوضع السياسي العام صعب جدا.
وأضاف الوزان في تصريحات لموقع "العرب مباشر"، أن هناك اتفاقاً بين السياسيين على عدم الاتفاق، حيث إن رئيس الوزراء المرشح من قبل رئيس الجمهورية مازال متأرجحا بين اعتراض الكتل الشيعية، وانشقاق بين السياسيين وعملية أخذ ورد، وهو ما انعكس على الوضع الصحي والأمني والاجتماعي.
وتابع أن أزمة كورونا أثرت بشدة على البلاد، فمن الناحية الاجتماعية هناك جهل كبير، لا سيما من بعض المذاهب حيث مازالت هناك زيارات للأماكن الدينية ولم يلتزموا بقرارات الدولة بحظر التجوال ومحاسبة المقصرين، فضلا عن قلة الإمكانيات وتخلفها في معالجة كورونا، واصفا الأمر بأن "الوضع قابل للانفجار".
انقلاب أميركي
وأشار الوزان أنه بحكم الهيمنة الأميركية، يوجد احتمال قيام واشنطن بأي سيناريو ربما انقلاب عسكري أو قيام بحكومة إنقاذ وطني بسبب الوضع المزري وقصف القواعد العسكرية الأميركية المتكرر، وهو ما ظهر من خلال إرسال الفرقة "المجوقلة" التي لا تتحرك إلا لتغيير الأنظمة للبلاد، وإدخال صواريخ معينة ورئيس الوزراء يتبع أميركا السيد عدنان الزرفي.
وأردف أنه توجد احتمالية لقيام الزرفي بعملية القضاء على قادة الميليشيات وتكسير أذرع إيران بالعراق وإحالة الفاسدين للمحاكم الدولية.
وأوضح أن الحكومة اتخذت إجراءات من حظر التجوال وغلق الأسواق، ولكن التخلف الديني والاجتماعي مستمر، حيث إنه يوجد عشرات الألوف مشوا على أقدامهم لمسافات طويلة من أجل زيارة مرقد الإمام موسى الكاظم في بغداد، وهذا دور من الميليشيات والأحزاب المجهلة للشعب العراقي فهي السبب.
ضعف الإمكانيات
فيما قال الدكتور أحمد الكناني، البرلماني السابق: إن الحكومة لم تتخذ خطوات وثابة تجاه الشعب، وإنما أسوأ إجراءات، وسط جهل تام من أبناء المجتمع، وهو ما يرجح وجود موقف غير مبشر على الإطلاق بالبلاد وإمكانية تفاقم الأوضاع.
وتابع الكناني أن الوضع الوبائي أصبح خطيرا للغاية، لوجود عدة إشكاليات بشأن احتواء كورونا، على رأسها الجهل الشعبي وعدم تعاون المواطنين أو ضبط سلوكهم للالتزام بالتعليمات، فضلا عن الضعف الشديد بالإمكانيات الصحية في البلاد.
وأشار إلى أن تلك المرحلة الصحية الحرجة أكبر بكثير من القدرات الطبية في العراق، وهو ما يعني أن وجود حالات للشفاء شبه غير موجود، لذلك فالاتجاه الحالي بالحكومة هو تقليل الإصابات.