بول سولير... مستشار ماكرون السري في ليبيا

يتولي بول سولير مستشارا سريا للرئيس الفرنسي في ليبيا

بول سولير... مستشار ماكرون السري في ليبيا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

على مدى عدة أشهر، ظل يسير أمور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وينفذ أوامره، ويحرص على تحقيق السلام بليبيا، حتى عُرف بـ"الغامض والسري".

المستشار الغامض


يعتبر بول سولير، هو المستشار الجديد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ليبيا، المعروف بلقب "بول سعيد" في دوائر الاستخبارات، والذي وصفه موقع "موندافريك" الفرنسي بأنه "الغامض والسري".

ويرى الموقع الفرنسي أن فشل سياسة ماكرون في إدارة الملف الليبي، سببها مستشاره بول سولير، رغم أنه كان قريبا للغاية من شبكات أعمال في إفريقيا لذلك اتصل به الرئيس الفرنسي لمساعدته في المرحلة الجديدة التي ستفتتح في ليبيا.

بداية سولير


تخرج سولير في فوج المظلة الثالث عشر، حيث تخصص في المخابرات ثم التحق بالخلية الدبلوماسية في عام 2018، دون أن يأتي من وزارة الخارجية.

وظل يتنقل كثيرا بين الدول، في أفغانستان أو كردستان العراق أو مالي أو حتى ليبيا في عام 2011 عندما أجبر العقيد القذافي على ترك السلطة، دون أن تنتشر عنه أخبار أو بشأن وظائفه في ذلك الوقت.

دوره في الإليزيه


وقال الموقع الفرنسي إن سولير عمل بالبداية في قصر الإليزيه، حيث كان مقربا جدا من ألكسندر بينالا، الحارس الشخصي لماكرون، حيث طرح تساؤلا عن "هل سعى هؤلاء الموظفون الخاصون بالرئيس إلى إنشاء قنوات اتصال موازية؟ هل فعلوا ذلك بدون علم الخلية الإفريقية في الإليزيه؟".

واعتبر الصحفي مارك إندلويلز أن الإستراتيجية الليبية لإيمانويل ماكرون ومستشاره المؤثر، بول سولير، تعيد فكرة صانعي السلام العابرين، قائلا إنه: "في أقصى درجات السرية، يستعد ماكرون للإليزيه بقليل من رجال الظل ضمن ما يمكن اعتباره انقلابا دبلوماسيا، إنه يريد جلب الأبطال الرئيسيين للأزمة الليبية بما في ذلك حفتر إلى طاولة المفاوضات".

ويرى أنه ليس من الصدفة أن يتم إرسال سولير بعد مغادرة قصر الإليزيه في عام 2020 إلى عمان كمستشار أول للسفير الفرنسي في الأردن وهو أحد الحلفاء الرئيسيين لخليفة حفتر الداعم للدبلوماسية الفرنسية باستمرار خلال اهتمام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وبموافقة إيمانويل ماكرون.

مهام سولير في ليبيا


وتابع أنه مع غياب أميركا عن المشهد الأوروبي والإفريقي وضعف إيطاليا بسبب دعمها الثابت للحكومة في طرابلس، تولى مديرا المشروع اللذان عينهما مع رئيس الأركان الخاص لودوفيك شاكر وبول سولير إدارة هذا الملف، فضلا عن أوريلين ليتشيفالييه عضو الخلية الدبلوماسية.

ويتولى سولير وليتشيفالييه زيادة الرحلات إلى ليبيا دون الإشارة بالبداية إلى وزارة الخارجية، لذلك باتت الدبلوماسية الفرنسية في ظل حكم ماكرون بمثابة "منطقة محجوزة".

وبعد إعلان الحكومة الوحدة الوطنية الجديدة في طرابلس، وفي ظل تراجع الدور الهجومي لتركيا وروسيا داخل ليبيا، بالإضافة إلى تولي الرئيس جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، بدأت صفحة جديدة في الأزمة الليبية.

وأكد "موندافريك" أن باريس نأت بنفسها مسافة، عن خليفة حفتر، ولكنها مازالت متحفظة بشدة بشأن حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في طرابلس، بمساعدة تركيا التي أصبحت بالنسبة لفرنسا العدو الأول.