ما زالت قناة الجزيرة القطرية تستغل كافة الأحداث التي تدور في مصر للإساءة إليها، بدعم من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، حتى وصل الأمر لاستباحة الدماء والأرواح، ليتاجروا بضحايا الشرطة المصرية التي سقطت في معركتها بالقاهرة أمس.

تفاصيل العملية الإرهابية

لأكثر من ساعتين، دارت معركة بالرصاص الحي بين قوات الأمن الوطني المصري وعناصر إرهابية في منطقة الأميرية بالقاهرة، كانوا يخططون لعملية أثناء احتفالات أعياد الأقباط، حيث قالت وزارة الداخلية المصرية، إنه وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد المسيحيين.

وأوضحت أنه تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها؛ ما أسفر عن مصرع 7 عناصر إرهابية عثر بحوزتهم على 6 بنادق آلية و4 أسلحة خرطوش وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، وقالت إن التعامل مع الخلية الإرهابية أسفر عن استشهاد المقدم محمد الحوفي بقطاع الأمن الوطني وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة.

تشويه الجزيرة للشهيد

وعقب ذلك، استغلت "الجزيرة" الواقعة لتشويه الداخلية ونشر الادعاءات بشأن تفاصيل الواقعة، حتى تشويه الشهداء، حيث إنه الأسلوب الذي اعتادت عليه دائماً ضد شهداء الجيش والشرطة المصرية منذ ثورة 2013، وآخرهم المقدم الحوفي الذي بذل روحه من أجل حماية المواطنين تاركاً خلفه طفلتين لم يتعرفا بعد على والدهم، بينما احتفت بوق السلطة القطرية بمعلومات مغلوطة عنه، نشرها أحد الداعمين للإخوان هو الباحث هيثم غنيم، دون استعانتها بالمعلومات الموثقة التي تداولتها المواقع المصرية والداخلية.

نشر غنيم في سلسلة تغريدات على "تويتر"، معلومات مغلوطة عن ضابط الأمن الوطني محمد الحوفي الذي قتل في اشتباكات الأميرية، زاعماً أنه كانت تربطه به معرفة سابقة، حيث إن الحوفي عمل ضابطاً في مكتب التحرير بمحافظة البحيرة حتى قيام ثورة 25 من يناير/ 2011، برتبة "نقيب"، مسؤولاً عن انتهاكات عديدة ضد المواطنين الذين اعتقلوا في فترة حكم مبارك، وإخفائهم والتحقيق معهم بشكل غير قانوني داخل مكتب التحرير.

وزعم أنه بعد ثورة يناير ويونيو، أصبح النقيب الحوفي أحد المسؤولين عن اختطاف وتعذيب العديد من المواطنين، ليتم ترقيته في يوليو 2014 لرتبة "رائد"، ثم تولى مسؤولية العمليات في أحد المكاتب التابعة لإدارة محافظة الجيزة بجهاز الأمن الوطني، وعم الحوفي هو أمين حزب "حماة وطن" بالبحيرة.

بينما تخالف تلك الادعاءات الحقيقة تماماً، حيث إنه وفقا للمعلومات الموثقة، فإن "محمد الحوفى" ولد في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، والتحق بكلية الشرطة ثم انضم لجهاز الأمن الوطني وعمل في مكافحة التطرف الديني ورصد العناصر الإرهابية، وأصيب بطلق ناري خلال حمايته للمواطنين ومواجهة مع الإرهابيين في 2016 بالوراق.

كما كان في طليعة قوات استهداف الوكر الإرهابي بمنطقة الأميرية بالقاهرة، ونجح برفقة زملائه في السيطرة على الوكر، وهو أب لطفلتين، الأولى مريم محمد فوزي الحوفي مواليد 2013، والثانية خديجة الحوفي من مواليد 2016.

وزوجته هي أمينة ماهر، حاصلة على ليسانس حقوق، وربة منزل لا تعمل، بينما والده كان مدير عام التأمين الاجتماعي بدمنهور سابقاً، ووالدته وفاء محمد علي مهنا، موظفة سابقة بوزارة العدل المصرية.

شماتة الإخوان

ورغم حرمة الموت بالدين الإسلامي، الذي يتاجر به أعضاء الإخوان الإرهابية، إلا أنهم استباحوها وتاجروا بالشهيد واحتفوا بالأخبار المغلوطة التي تبثها الجزيرة طوال الواقعة، وهو ما كشف أن تلك الخلية الإرهابية التي تم تصفيتها كانت تابعة للجماعة.

ونشر الإخواني المعتز بالله حمزة، عبر صفحته بموقع "فيسبوك" منشوراً عن الحادث قال فيه: "اشتباكات بمنطقة الأميرية في محافظة القاهرة، هلك على إثرها مقدم بالأمن الوطن وإصابة آخرين، وأنباء عن ارتقاء الإخوة، نسأل الله أن يتقبلهم"، مرفقاً معها منشورات الجزيرة.

كما نشر أيضاً الإرهابي رامي حسين على منشور الجزيرة نفسه الذي صدرت فيه نبأ استشهاد الضابط وإصابة الآخرين، شامتاً، بقوله: "في داهية عقبال الباقي"، فضلاً عن سامي كمال الدين، الذي زعم أن الضابط تم قتله وليس استشهاده، داعياً أن الواقعة حدثت مع مدنيين مصريين في الأميرية وقتلتهم الشرطة، مزيفاً حقيقة كونهم إرهابيين وصفَّتهم الشرطة لحماية الشعب.