"تنقيب ونهب وتزوير".. إيران تعبث بآثار سوريا
تواصل إيران العبث في سوريا وسرقة مقدرات الشعب ونهي الآثار
تواصل إيران والميليشيات الإرهابية العمل على ترسيخ وجودها داخل الأراضي السورية، لاسيما ضمن المناطق الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات بدءًا من الميادين، وصولاً إلى مدينة البوكمال الاستراتيجية عند الحدود السورية العراقية، ويأتي ذلك فيما تستمر بانتهاكاتها في سوريا، وتعمد الميليشيات الموالية لإيران، إلى تخزين أسلحة وذخائر ضمن "قلعة الرحبة" الأثرية في محيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
تخزين أسلحة الميليشيات
يقول محمد الصالح: إن تنظيم "داعش" الإرهابي كان يعمل على تخزين أسلحته تحت الأرض في سراديب وأقبية القلعة إبان سيطرته على المنطقة، وهو ما تستغله الآن الميليشيات الموالية لإيران وتعاود فعل التنظيم، خوفاً من الاستهدافات المتكررة لمواقعها ومراكز تخزين أسلحتها وذخائرها، لاسيما أن القلعة كبيرة ومحصنة بشكل كبير؛ ما يعد انتهاكاً خطيراً وصارخاً وتتحمل إيران مسؤولية أي ضرر يلحق بالصرح الأثري السوري.
وأضاف: "لا تكتفي إيران بالعبث بالتاريخ السوري بل إن المواطنين السوريين أيضا عرضة للخطر بشكل كبير جداً، لأن الميليشيات الموالية لإيران تقوم بتخزين قسم من أسلحتها وذخائرها ضمن مناطق مأهولة بالسكان غرب الفرات سواء في الميادين وريفها أو البوكمال وريفها، خوفاً من أي استهداف محتمل".
شركات إيرانية
فيما يقول سراج عبده: إن حملات تنقيب مستمرة تقوم بها شركات إيرانية خاصة للآثار في المدن والبلدات التي تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليها مؤخراً ومن بينها مدينتا تدمر بريف حمص وخان طومان بريف حلب.
وأضاف: "تم الكشف عن عمليات إيرانية تتم عن طريق خبراء للتنقيب عن الآثار ضمن 16 موقعاً أثرياً في درعا".
وتابع: "من يقوم بعملية التنقيب عن الآثار في سوريا وتهريبها إلى الخارج اليوم بمساعدة إيران هم أشخاص أو مجموعات من سوريا كانت تمتهن هذه الجرائم قبل الأزمة وازدهر عملها أثناء الأزمة وهم من أصحاب السوابق وأغلبهم قد حوكموا بقضايا جنائية وقضايا تهريب في السابق؛ ما فتح المجال أمام دخول أجهزة الحفر والتنقيب عن الآثار وسهولة نقلها، فطرق التهريب انفتحت على مصراعيها وإمكانية تهريب أي قطعة أثرية للخارج أصبحت سهلة، سواء عبر الحدود أو عبر الطرق غير النظامية".
ويقول حمدون سويلم: إن أكثر من 10 آلاف تل أثري مكتشف في سوريا، كثير منها تعرض للتخريب والتنقيب غير الشرعي، وتجريف التلال الأثرية وهو ما سبب تخريبا للسويات الأثرية التي تحدد الأزمنة والحقب التاريخية المختلفة.
وأضاف: "وثقت المديرية العامة للآثار والمتاحف 710 مواقع ومبان أثرية تعرضت للتخريب، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئي، والاندثار أو التهدم الكامل، كما في تل مقداد الكبير في درعا، والجامع الأموي بحلب".
وتابع: "كانت عمليات الحفر والتنقيب غير الشرعي من أكثر التعديات من قبل إيران، خاصة في المواقع التي خرجت عن السيطرة، ومن تلك المواقع استخرجت لقى أثرية لا يعلم أحد نوعها وعددها، إلا عبر توقعات تستند إلى قرائن".
وتابع: "وأبرز الخسائر بين القطع التي سرقت من المتاحف، وعمليات التخريب التي طالت المواقع الأثرية، وخاصة المدن التاريخية، وأعتقد أن الحالة الكارثية الأكبر هي مدينة حلب القديمة، رغم أن الاهتمام الإعلامي تركز على مدينة تدمر التي تعرضت أوابدها لتخريب وهدم، وتحطيم بعض التماثيل الجنائزية الكبيرة والأسرة الجنائزية في المتحف، وقد قمنا بنقل المحتويات، إضافة لتمثال أسد اللات الذي حاولوا تدميره، وهو الآن معروض في المتحف الوطني بدمشق".
يذكر أن المواقع الأثرية والمتاحف السورية والمقتنيات العائدة إلى آلاف السنين الماضية، تعرضت لكافة أنواع التدمير والتخريب والسرقة، حيث ساهمت إيران والميليشيات الإرهابية التابعة لها من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، في تهريب آلاف القطع إلى خارج سوريا، فضلا عن تدمير ما يصعب نقله عبر العبوات الناسفة والقصف الجوي.