حصري: خلافات بالأسرة القطرية الحاكمة بعد فضائح تمويل حزب الله

حصري: خلافات بالأسرة القطرية الحاكمة بعد فضائح تمويل حزب الله
صورة أرشيفية

أحدث الكشف عن العلاقة بين قطر وحزب الله بلبنان، ضجة وأزمة قوية على الساحة السياسية، ما زالت أصداؤها حتى اليوم، وتنضم لقائمة الفضائح الطويلة التي اضطلع فيها تنظيم الحمدين، وتم الكشف عنها بين مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الإلكترونية.


جذبت تلك الفضيحة الأنظار، كونها تتزامن مع أزمة انفجار بيروت التي هزت البلاد وسارعت الدول العربية لمد يد العون لها، وهو ما ألمح إلى تورُّط الدوحة في تلك الفاجعة التي وصل عدد ضحاياها لأكثر من 160 فردًا، و5 آلاف جريح، لذلك طالب العديد من الجهات بالتحقيق مع الدوحة ومصادرة أموالها في الخارج، لتضييق الخناق عليها وإجبارها على التخلي عن دعم الجماعات الإرهابية.
  

أزمة بالعائلة الحاكمة


كما انعكس ذلك الأمر على الأسرة الحاكمة القطرية أيضًا، وفقًا لما أكدته مصادر لموقع "العرب مباشر"، حيث أوضحت أنه توجد حاليًا حالة من الارتباك والقلق والخلاف بين أفرادها.


وأضافت المصادر أن الأسرة الحاكمة القطرية تجدد الخلاف بينهم مرة أخرى حاليًا، بسبب تلك الفضيحة، لاسيما لتورط أحد أفرادها بها، وهو سفير قطر في بلجيكا عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي.


وأشارت إلى أنه في حال استمرار تصدر الأزمة وعدم قدرة أتباعها بأميركا على احتواء الأمر وقبول "فوكس نيوز" للرشاوى المالية وتحسين صورة قطر بالخارج، يمكن التضحية بعبدالرحمن الخليفي، وإزاحته من منصبه وإمكانية تقديمه للمحاكمة إذا اشتد الأمر عليها، وهو ما توصل له أفراد الأسرة الحاكمة القطرية.


وسبق أن كشفت المصادر أن قطر تبذل جهودًا مضنية حاليا لسرعة إخفاء تلك الفضيحة، حيث طلبت من أتباعها في الولايات المتحدة الضغط على شبكة "فوكس نيوز" لتدارُك الأمر ونفي التقرير الذي تضمن الفضيحة أو إزالته من موقعها الإلكتروني مقابل مبلغ مالي ضخم، وهو ما تحاول أذرع الدوحة تنفيذه في الوقت الراهن، إلا أن إدارة الشبكة الأمريكية ترفض ذلك

.
وتابعت أن قطر أمرت أذرعها بسرعة تحسين صورتها أمام الإدارة والشعب الأميركي سريعًا، عبر نشر تقارير وصور وموضوعات صحفية جيدة عنها وعن حكامها، لتلافي تلك الأزمة وحالة الغضب الضخمة عبر "السوشيال ميديا".


الفضيحة القطرية


قبل أيام قليلة، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن النظام القطري يمول شحنات الأسلحة الخاصة بحزب الله الإرهابي بلبنان، ما يعرض حياة ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأميركية في قطر للخطر، مشيرة إلى أن قاعدة "العديد" العسكرية في الدوحة هي مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية وأسراب من سلاح الجو الأميركي.


ويأتي ذلك استكمالا للدور الذي تلعبه قطر منذ عام 2017 في مخطط تمويل الإرهاب المترامي الأطراف، كما أن منظمة حزب الله اللبنانية هي ميليشيا شيعية بالوكالة، أنشأها فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران (IRGC) في لبنان عام 1982، وصنفتها أميركا ككيان إرهابي، وتعتمد على التمويل والدعم الإيرانيين، وهي مسؤولة عن مقتل مئات من العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان.


وأكد عميل المخابرات الألمانية "جايسون جي"، -اسم مستعار خوفًا من إعلان هويته من تعرضه للخطر أو الانتقام من جانب عناصر تابعة للدوحة- أنه تمكن من اختراق النشاطات القطرية في دعم حزب الله وكيف يصله معدات عسكرية نتيجة التمويل القطري، موضحًا شراء الأسلحة في قطر كجزء من عملية واضحة لحزب الله، وأن أحد أفراد الأسرة الحاكمة سمح بتوصيل أجهزة عسكرية إلى الكيان الإرهابي المعين من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لبنان.


كما كشف تورط سفير قطر في بلجيكا عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي في ذلك الأمر، حيث سعى للتفاوض على اتفاق مع العميل الاستخباراتي. 

تفاصيل الرشوة


وتضمن الاتفاق دفع قطر مبلغ 750 ألف يورو إلى "جيسون جي" مقابل بقائه صامتًا وعدم فضح ما توصل إليه من مستندات تثبت تورط الحكومة القطرية في تمويل حزب الله سرًا، مشيرًا إلى أن الخليفي كان قد عمل سابقًا سفيرًا لقطر في برلين بين عامَيْ 2009 و 2016.


وأكد العميل المخابراتي أنه لم يكن ينوي الوصول إلى تسوية مع السفير، حيث كان غرضه هو فضح ممولي حزب الله في قطر ومن المسؤولون في الدوحة الذين يوفرون لهم الحماية.


واستعان الدبلوماسي القطري الرفيع في بلجيكا، بمايكل إناكر، المدير التنفيذي لشركة WMP للعلاقات العامة من أجل إخفاء دعم الدوحة لحزب الله، بينما نفى إناكر، تورطه في أي محاولة للتستر على الدعم القطري للحزب، وفق صحيفة ألمانية.


كما أكدت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أنه "في بداية 2019، عقد إناكر وضابط المخابرات والدبلوماسي القطري لقاء غداء عرض فيه الـ750 ألف دولار لتأمين صمت جيسون، مسؤول الأمن"، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية وسفارات الدوحة في بروكسل وواشنطن وبرلين رفضوا التعليق بشأن ذلك.


وشدد "جيسون جي" على أن هدفه هو أن توقف قطر تمويل المتطرفين وتطهيرها من الإرهاب والفكر المتطرف حتى تستطيع أن تكون جزءًا من المجتمع الدولي.


وفي عام 2017 ، قال الرئيس دونالد ترامب: إن قطر "كانت ممولًا للإرهاب على مستوى عالٍ جدًا، حتى عكس رأيه في وقت لاحق.


وأكدت "فوكس نيوز" أن قطر عكست السياسة الأميركية تجاهها بجهد مكثف ومكلف من قِبل قطر وجماعات الضغط التابعة لها، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى حث سياسيين أوروبيين بارزين على حملة قمع سريعة لقطر لتمويل الإرهاب وحزب الله.
  
معلومات جديدة


كما أوضح "جيسون جي" أنه عمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، وأنه عقد اجتماعًا مع الخليفي في يناير 2019 في بروكسل، وأن هدفه هو أن تتوقف قطر عن دعم المتشددين، مضيفًا أن "التفاحة الفاسدة يجب إخراجها من البرميل، وأن تكون قطر جزءًا من المجتمع الدولي".


ووفقًا لـ"فوكس نيوز"، فإن جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا المال لحزب الله في بيروت تحت ستار الغذاء والدواء، وهم جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني ومؤسسة التعليم فوق الجميع، ولكنهم لم يردوا على طلب الشبكة للتعليق. 


وسبق أن نشرت صحيفة "جيرو زالم بوست" الإسرائيلية، نفس المعلومات، نقلاً عن جيسون جي، الشهر الماضي، تضمنت أن "الخليفي" قدم المساعدة إلى وكالة علاقات عامة ألمانية، في قضية تستر معقدة من أجل إخفاء تمويل بلاده لحزب الله.


كما قال "جيسون جي" للصحافة الألمانية في وقت سابق من يوليو، إنه أعد ملفًا حول الدعم المزعوم الذي توفره قطر لحزب الله.