ربع قرن على الانقلاب القطري الثاني.. السِّجِلّ الأسود لحمد بن خليفة
25 عامًا، مضوا على تسجيله اسمه في التاريخ كابن عاقّ، بعد أن تجرع من كأس الخيانة والغدر على يد والده، ليذيقه نجله لاحقًا من الكأس ذاتها لاحقًا منذ 7 أعوام ويومين، ليساعد في كتابة تاريخ قطر الأسود المزدحم بالانقلابات على الآباء والأقارب.
من الجد إلى الأب وحتى الابن.. ترعرع حكام قطر على الانقلاب والخيانة بأبشع صورها أمام مرأى العالم أجمع، حيث إنه اليوم تمر ذكرى انقلاب حمد بن خليفة، أمير قطر السابق، على والده خليفة بن حمد آل ثاني، وينتزع منه الحكم.
انقلاب الحمد
بعد أن انقلب والده على نجل عمه واستحوذ منه على الحكم، جاءت الضربة هذه المرة على يد الابن الأكبر الذي لم يتمكن من النجاح في كلية "ساندهيرست" العسكرية ببريطانيا، وعاد لقطر بفشل ذريع ليتولى منصب قائد للجيش ووليّ للعهد عام 1971، وخلال تلك الفترة نسجت له زوجته موزة خيوط أطماعها وأحلامها بالاستيلاء على الحكم، لتوقع زوجها به.
في 27 يونيو 1995، استغل الابن البكر حينها وجود والده في أحد قصور سويسرا، ليعلن نفسه أميرًا للبلاد، وانقلب ولي عهد دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي لم يكن يعلم أن حفل الوداع الذي أجراه في مطار الدوحة أمام عدسات التلفزيون، كان مخطَّطا للإطاحة به والاستيلاء على مقاليد الحكم، ليشهد باليوم التالي قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض صور لوجهاء قطر وهم يقدمون البيعة للشيخ "حمد" خلفًا لأبيه.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما نفى "حمد" أيضًا والده الذي سمع بنبأ تنحيته عن العرش من نشرة الأخبار في إحدى الإذاعات، في سويسرا، قبل أن يسمح له بالعودة إلى الدوحة في 2004، فضلا عن اعتقال 36 شخصًا من المقربين من الشيخ خليفة، لمنع أي محاولة انقلاب منهم عليه.
تاريخ من التآمر
بعد توليه الحكم، رسخ حمد مخططاته الفاسدة بتفكيك الأمة العربية، فأسس قناة "الجزيرة"، كذراع إعلامية له واحتضان الإرهاب، ثم بدأ سريعا في تنفيذ مخططاته الإرهابية مع رئيس وزرائه حمد بن جاسم، وسعوا معا لإسقاط الدول العربية الشقيقة، ليبدأ التآمر على السعودية في عام 2003، عبر تسجيلات موثقة، وتحالف مع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان وحزب الله لتنفيذ مخططاته، واتخذ من شاشتها بابا لنشر الفتنة في المنطقة والترويج لمخططاته.
سياساته التخريبية، بدأت باستهداف مجلس التعاون الخليجي، وفي أول قمة خليجية له كأمير التي عقدت في مسقط ديسمبر 1995، اعترض على تسمية الأمين العام الذي كان منصبه يدور بالتناوب، حيث كان القادة اتفقوا على التجديد للسعودي جميل الحجيلان، وهو ما لم يوافق عليه للدفع بمرشحه عبدالرحمن العطية.
ظهرت خيانة حمد بن خليفة للسعودية حينذاك، من خلال تسجيلات مسربة مع رئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم والرئيس الليبي وقتها معمر القذافي، حيث يخططون لزعزعة استقرار المملكة وتقسيمها، ويهاجمون فيهما السعودية والأسرة الحاكمة بها.
لم يقتصر الأمر على ذلك، حيث ظهرت تسجيلات يخطط فيها بن خليفة والقذافي لاغتيال العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث كان يقودها العقيد الليبي محمد إسماعيل فكان من يقود المؤامرة عن الجانب الليبي بالتنسيق مع مجموعة من السعوديين الذين يقيمون في لندن، نجحت الدوحة في استمالتهم لضرب استقرار المملكة.
ومؤخرا ظهرت تسجيلات جديدة بين حمد بن خليفة والقذافي، يتفقون فيها على طبيعة تغطية قناة الجزيرة للملف الليبي، يثبت فيها أنها ليست قناة مستقلة، وخضوعها لتنظيم الحمدين، بالإضافة لتسجيل مسرب آخر يظهر وقوف النظام القطري وراء الحملات التي تشنها قناة الجزيرة لمهاجمة المملكة العربية السعودية حيث يبين التسجيل طلب القذافي توقف الجزيرة عن مهاجمة السعودية ليرد عليه أمير قطر السابق حمد بن خليفة بأنه لن يكون هناك توقف كامل، وقال آخرون في التسجيل بأنهم يحتاجون للوقت لتخفيف حدة الهجوم على السعودية.
وفي تسريب آخر، قال أمير قطر السابق إن بلاده من أكثر الدول، التي تسبب إزعاجًا للسعودية، متمنيًا بشدة ألا يبقى النظام الحاكم السعودي على حاله، وأن ينتهي بالتأكيد، ويضيف أن الأميركيين إذا نجحوا في تغيير النظام بالعراق، فالخطوة الثانية ستكون السعودية.
سِجِلّ أسود
وفي ذكرى مرور ربع قرن على تلك الواقعة، دشن مغردون قطريون وعرب حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإحياء ذكرى الانقلاب بنشر السجل الأسود لحمد وتوثيق جرائمه، بينما تعيش الدوحة عزلة إقليمية ودولية، وتفتك بها الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، بينما فقدت البلاد سيادتها واستقلاليتها، وبات قرارها في يد النظامين التركي والإيراني.
وكتب أحد المغردين عَبْر تويتر أنه "متفق معه قال أبو أسامة الدوسري: إنه "لم ينقلب ويغدر ويخون ويطعن والده فقط، بل غدر وخان وطعن وتآمر على الأمة العربية والإسلامية، منذ ذلك اليوم الأسود بدأ مسلسل الغدر والخيانة والتآمر على الأمة العربية في العراق وليبيا وسوريا ومصر والسعودية والبحرين والكويت وعمان، وما خفي كان أعظم"، بينما وثق آخر صورة من جريدة قديمة تكشف استدعاء "حمد بن خليفة" والده عَبْر الإنتربول وتلفيق تهم مزورة له وأرفقها مع تعليقه: "عاقّ لوالده وعاقّ للدول العربية ولجيرانه، يتحالف مع إيران وتركيا وإسرائيل ضد الدول العربية".