رضوخ أردوغان.. تركيا تتراجع عن عدائيتها خوفاً من الغضب العربي الأميركي
تراجعت الإدارة التركية عن خطابها العدواني تجاه الدول العربية والأوروبية، خوفا من رد الفعل الأميركي بعد تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية وتحالفه مع العرب.
ويرى مراقبون أن تركيا بدأت في التخلي عن سياساتها العدائية والتصعيدية وهي تنتظر لترى كيف ستتطور العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
قلق تركي
قال وزير الخارجية التركي: إن بلاده مستعدة للتفاوض مع مصر وتوقيع اتفاق بشأن الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.
ويشير البيان إلى رغبة تركية في تخفيف التوترات مع القاهرة، لكن لا يعني أن أنقرة مستعدة لمراجعة سياساتها والتخلي عن مشاريعها الطموحة في المنطقة.
ووفقا لصحيفة "آرب ويكلي" الدولية، فقد أشار مراقبون سياسيون إلى الطبيعة التكتيكية للنهج التركي الجديد، معتبرين أن مثل هذا النهج بدأ منذ فترة ويهدف إلى تخفيف التوترات مع عدد من الدول العربية والأوروبية.
والنهج التركي الجديد، بحسب مراقبين، تم تبنيه بعد صعود إدارة ديمقراطية في الولايات المتحدة، حيث تبدي واشنطن الآن تحفظاتها على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأفادت الأنباء بأن تركيا قلقة من اندلاع مواجهة مع إدارة الرئيس جو بايدن.
تخفيف التوترات مع مصر
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، خلقت تركيا عداوات العديد من البلدان في المنطقة، وكذلك في أوروبا.
ولكن اليوم، يبدو أن الدولة تميل أكثر نحو تقليص سياساتها العدائية والتصعيدية وهي تنتظر لترى كيف ستتطور العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وستكون أي محادثات بين مصر وتركيا بالغة الأهمية منذ تدهور العلاقات بينهما بعد 2013، بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، الذي دعمته تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي في أنقرة: "اعتمادًا على مسار العلاقات، يمكننا التفاوض على الحدود البحرية مع مصر والتوصل إلى اتفاق في المستقبل".
كما أشار إلى أن عروض التنقيب المصرية قد احترمت الجرف القاري لتركيا في المنطقة وأن أنقرة تنظر إلى ذلك بشكل إيجابي.
وقال جاويش أوغلو: "بصفتنا البلدين مع أطول السواحل في شرق البحر الأبيض المتوسط، إذا سمحت علاقاتنا والظروف بذلك، يمكننا أيضًا التفاوض على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع مصر والتوقيع عليه فيما بيننا".
ويقول مراقبون: إن حديث جاويش أوغلو عن ترسيم الحدود البحرية ليس أكثر من محاولة لتخفيف التوترات مع مصر.
ويرى المراقبون أن تصريحات وزير الخارجية تتماشى مع النهج التركي الجديد لتهدئة الخصوم. خلال الأشهر القليلة الماضية، عملت تركيا على إعادة العلاقات مع إسرائيل، ونزع فتيل التوترات مع فرنسا، والضغط من أجل إجراء مفاوضات مع اليونان.