"عزرائيل تركيا".. مدير مقارّ تعذيب واغتصاب معارضي أردوغان

عزرائيل تركيا

التعذيب والانتهاكات والقتل، سياسة تركية رسخها الرئيس "رجب طيب أردوغان"، من رأس الدولة إلى أقدامها، من خلال أوامره العديدة التي تقر بذلك، ليوجه ضباطه بالشرطة لتنفيذ نفس السياسات حتى اشتهر بعضهم بإجرامه وفضائحه، حتى بات أحدهم يلقب بـ"عزرائيل تركيا".

من هو "عزازيل تركيا"؟


قائد الشرطة التركية "طاهر درباز أوغلو"، بات معروفًا في البلاد بلقب "عزرائيل تركيا"، وهو ما فضحه بالخارج، وثائق جديدة نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، التي تضمنت حجم الانتهاكات التي ارتكبها، خاصة خلال إشرافه على موقعين غير رسميين تمارس فيهما الحكومة وسائل التعذيب المختلفة بحق المعارضين.


"درباز أوغلو"، هو رجل يبلغ من العمر 51 عامًا، يتراوح طوله بين 160 و 165 سم، داكن البشرة ويدخن بشراهة، حيث تم إخفاء المعلومات المحددة بشأنه.


وكشفت الوثائق أنه تعرض ما يقرب من 2000 شخص لمعاملة وحشية خلال عام 2016، على يده، حيث كان في تلك الفترة مسؤولًا عن مواقع الاحتجاز غير الرسمية التي أُقيمت في قلب العاصمة أنقرة، بأوامر من الرئيس "رجب طيب أردوغان".


كما أنه خلال تلك الفترة تعامل "درباز أوغلو" كرجل مهم للحكومة، وقاد حملات التعذيب من أجل الحصول على اعترافات كاذبة من الضحايا، بهدف دعم رواية الحكومة في مسلسل الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016.

أبرز انتهاكات "درباز أوغلو"


وقاد رجل الشرطة تلك الانتهاكات بمعاونة فريقه وعناصر المخابرات التركية، من خلال تنفيذ سياسات تنظيم "داعش"، لدرجة اعتبارهم زوجات الضحايا وبناتهن غنائم حرب يمكنهم اغتصابهن، بجانب تنفيذ جرائم سرقة ممتلكات المعتقلين الشخصية من النقود والمجوهرات  وخواتم الزفاف.


كما وجه بتعرض بعض المعتقلين للتحرش الجنسي والاغتصاب، وأمر بجلسات تعذيب استمرت لأيام، لدرجة مشاركته شخصيًا في ركل وضرب الضحايا، رغم أنهم لم يتهموا حتى بارتكاب أي جريمة ولم يقدموا للمحاكمة.


وخلال تلك الفترة، أنشأت الحكومة موقعًا ثانيًا في ساحة انتظار السيارات بسجن "سينكان" في أنقرة، لاحتجاز حوالي 1000 شخص في خيمة مؤقتة على أرضية خرسانية، ليتولى "درباز أوغلو" التنقل بين الموقعين، والإشراف بنفسه على عمليات التعذيب الواسعة.


ورغم كل تلك الكوارث، إلا أن "درباز أوغلو" لم يهتم بها أو يعترف بها، بل اعتبرها إنجازًا له، حيث قال مسبقًا في خطبه التي ألقاها أمام المحتجزين، متفاخرًا بكيفية خدمته كجندي كوماندوز في مقاطعة "سيرت" خلال خدمته العسكرية الإلزامية، وأطلق على نفسه اسم "عزرائيل" لقتله العديد من الأرواح، من أجل إخفاء هويته الحقيقية عن الضحايا، فيما استخدم في أحيان أخرى أسماء مستعارة مثل فيصل وبيرام وجعفر.

روايات الضحايا


كشفت الوثائق عن روايات قدمها الضحايا في مختلف المحاكم التركية، التي فضحت السياسة المنهجية والمتعمدة للتعذيب وسوء المعاملة للمحتجزين، بمعرفة وتعليمات المسؤولين الحكوميين، الذين لم يكتفوا بإفلات الجناة من العقاب، وإنما رفضوا التحقيق في الحوادث.


ومن بين تلك الروايات أنه أمر الضابط التركي بتجريد الضحايا من ملابسهم الداخلية، وحرموا من الطعام والماء لعدة أيام، وأجبروا على البقاء في ظروف مجهدة لساعات طويلة، فضلًا عن تعرضهم للصعق بالكهرباء والخنق.


كما روى آخر أن قائد الشرطة التركية متورط في التحرش الجنسي بملازم أول شابة كانت محتجزة في القاعة برفقة زوجها، حيث تم نقل الشابين المتزوجين من العسكريين إلى مكان منفصل وترك زوجته في ملابسها الداخلية أمام زوجها، ثم صب عليها الماء من رأسها حتى أخمص قدمها بحضور ثمانية إلى عشرة من رجال الشرطة هناك.


ووصل التعذيب إلى إجبارها على لمس أصابع قدميها بيديها دون ثني ركبتيها أمام رجال الشرطة، ثم إحضار هذه الضابطة إلى القاعة في ملابس مبللة وشعر مبلل لاحظه جميع مَن في القاعة، واستمر في مضايقتها جسديا ولفظيا في حضور زوجها عدة مرات.