في الصومال... أصوات انتخابية مقابل المال لصالح قطر
تحاول قطر عبر شتى السبل التأثير على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في الصومال لضمان استمرار سيطرتها على البلد واستغلال إستراتيجيتها ومكانها ومواردها بالقارة الإفريقية، من خلال ذراعها الأول فهد ياسين.
زيارة قطر
ومن أجل التأثير على الانتخابات، زار فهد یاسین قطر، من أجل الحصول على ٩ ملایین دولار، بهدف شراء ٢٤٥ صوتًا من أعضاء مجلس الشعب، ضمن المحاولات القطریة في تحدید نتیجة الانتخابات في الصومال.
ونقلت صحيفة "تيببن نيوز" الصومالية عن مصادر رفيعة وجود خطة خطيرة لإجراء انتخابات في الصومال بحلول نهاية عام 2020، حيث هناك تركيز على عودة الرئيس الصومالي محمد فرماجو.
وأضافت الصحيفة: أنه تمت صياغة الخطة من قبل وكالة الأمن القومي والمخابرات، ووعدت هيئة الأمن الوطني التي يرأسها فهد ياسين، المدعوم من قطر، بدعم من حوالي 245 من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
ملامح الخطة
وتابعت: إن المفتش السياسي العام عبد الله ضاهر المعروف باسم عبدالله دهيري قد تم تسليمه قائمة النواب المفرج عنهم وتم تفويض صلاحياته، وسيكون حاضراً في اختيار المندوبين من كل مجتمع لضمان الأمن والشخص ليكون المفوض، كما تم تكليفه بمنع الوفود من التسلل إلى حركة الشباب، ولديه سلطة تغيير قائمة مندوبي العشائر إذا اشتبه في أي من أسمائهم.
وأضافت المصادر للصحيفة الصومالية: أن الخطة تهدف إلى إرضاء المرشحين الموالين لفرماجو والضغط على الآخرين الذين لديهم آراء مختلفة، لذلك وافق الرئيس الصومالي على الإسراع في الانتخابات البرلمانية حتى لا يعطي فرصة لمعارضي الحكومة.
وأكدت أن تلك الخطة ممولة من الحكومة القطرية، حيث زار رئيس المخابرات فهد ياسين ورئيس وحدة المراقبة الدوحة خلال الأيام القليلة الماضية، وعاد ياسين وبصحبته ٩ ملايين دولار، من خلال مطار عدن عبدالله الدولي، نهاية الشهر الماضي.
تحديد نتيجة الانتخابات
وتهدف قطر للسيطرة على الانتخابات الصومالية، لذلك تآمرت مع رئيس جهاز المخابرات الصومالية فهد ياسين، وحركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة بها، مع بداية الدعاية الإعلامية الصادرة عن المجموعة، والتي كانت اقتصرت مسبقًا على نشر الرعب لتتجه حاليًا إلى نهج جديد تمامًا وهو رغبتها في التغيير بالبلاد، وتبنّيها خطابًا عاطفيًّا وكأنها تقف إلى جانب الشعب الصومالي لحل أزماته.
واتجهت قطر بالتواطؤ مع فرماجو وياسين، للزج بالعديد من الممثلين "معظمهم مجبرون" في سباق الانتخابات، خاصة في المناطق الريفية، بينما دفعت بحركة الشباب الإرهابية للسيطرة على المؤسسات الصومالية.
وخلال الفترة الماضية، نشرت الجماعة الإرهابية بتوجيهات من قطر وياسين، حوالي 57 مقالًا، بعضها من قِبل مرتزقة مدفوعين منها بعدما كان الحديث عن "الشباب" قاصرًا على إظهار هجماتها أو تشويه سمعة الحكومة الصومالية أو بقية الدول فيما عدا تركيا وقطر، ووصل الأمر إلى تقديم الحركة نفسها دائمًا كجهة وبديل شرعي.
أطماع قطر بالصومال
سعى النظام القطري بالتعاون مع نظيره التركي بكل السبل إلى طرق أبواب الإرهاب بشتى الأساليب في الصومال، لدعم مصالحها ومساعيها الإجرامية، والتي تم فضح أغلبها، ولعل أبرزها العام الماضي، حينما فجَّرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مفاجأة من العيار الثقيل، بنشرها تسجيلاً صوتيًّا يكشف لمكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، يثبت تورط الدوحة في العمليات الإرهابية بالصومال.
وورد في المكالمة، تأكيد رجل الأعمال للسفير، أن قطر ستقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في 8 مايو الماضي، قائلًا: إن "أصدقاء قطر نفذوا الهجوم"، فضلًا عن حديثه أن القطريين يعرفون من المسؤول عن التفجيرات والقتل في تأكيد لا يحتمل أي تأويل، والتطلع لتحويل "عقود" في الصومال إلى يد الدوحة.
وأكدت الصحيفة أن المكالمة تظهر بوضوح أن الهجوم كان يستهدف تعزيز مصالح قطر في الصومال، وتقويض الدعم الذي تقدمه دول خليجية للدولة الإفريقية من أجل استعادة عافيتها، مشيرة إلى أنها تواصلت مع المهندي، ولم ينفِ صحة التسجيل، لكنه زعم أنه كان يتحدث بصفته مواطنًا وليس مسؤولًا حكوميًّا، وأن السفير صديق منذ أيام الدراسة.