حملة كبرى قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمواجهة جماعة الإخوان وسيطرة التحالف التركي القطري على الجالية المسلمة والمساجد في فرنسا والتي أدت لانتشار التطرف والعنف وربط الغرب للإسلام بفكرة الإرهاب ونشر صورة مسيئة عن الإسلام.

هذه الحملة لم تلقَ إعجاب أردوغان وصديقه القطري تميم، وقاموا بشن حملة مضادة لإظهار ماكرون على أنه عدو المسلمين. 

استهداف الإرهاب

ويستهدف ماكرون بحملته التطرف والقضاء على الإرهاب، ولكنه يواجه التحالف التركي القطري الذي يرعى هذه الأيدولوجية في أوروبا والعالم، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وكان المسجد في بانتين، شمال شرقي باريس، من بين أولى العلامات على أن شيئًا ما مختلفا هذه المرة في حملة ماكرون على الإرهاب.

المبنى الضخم ذو النوافذ الصغيرة التي تطفو على ارتفاع عالٍ في جدرانه المموجة، يقف فارغًا ومغلقًا.

وفي الخارج يوجد إشعار رسمي، تم تسجيله بالبلاستيك ضد المطر، يعلن إغلاقه القسري من قِبل الحكومة "لإشراكه في الحركة الإسلامية"، ولمشاركة مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يستهدف المعلم صمويل باتي. 

إجراءات حاسمة

كانت حملة الحكومة الفرنسية العامة على المتطرفين، رداً على قطع رأس مدرس التاريخ هذا الشهر، سريعة وحاسمة، وتسببت في عاصفة من الاستفسارات والإغلاقات والخطط والمقترحات التي كان من الصعب أحيانًا تتبعها.

أعلنت الحكومة عن أكثر من 120 عملية تفتيش لمنازل فردية، وحل جمعيات متهمة بنشر خطاب متطرف ومعظمها ممول من قطر.

وتعد هذه المرة الأولى التي تثور فيها فرنسا ضد التطرف والإرهاب.

مراقبة أوسع

ويعتقد جيروم فوركيه محلل سياسي ومدير وكالة استطلاع IFOP، أن هذا الهجوم كان مختلفًا، سواء في استهداف المعلم أو في وحشيته، وأنه كان هناك "تحول في السرعة" داخل الحكومة.

وقال: "لم نعد نتعامل مع شبكات جهادية منظمة، بل مع إرهابي جاء من بلدنا، فرد منعزل أصبح متطرفًا".

وتابع: "تعتقد الحكومة أن الرد لا يمكن أن يكون فقط حول تطبيق القانون، إنهم بحاجة أيضًا إلى إدارة الشبكات الاجتماعية والجمعيات، لأن هذه الحالة المأساوية تلقي الضوء على شبكة كاملة تنشر خطابات الكراهية بين السكان، يحتاج النظام إلى التغيير".

وأضاف: أنه تم إجراء دراسة استقصائية من قِبل معهد IFOP قبل عامين أشارت إلى أن ثلث المعلمين قد "خضعوا للرقابة الذاتية" لتجنب النزاعات حول العلمانية. 

ويعتقد أن الحكومة محقة في تحدي ما يقول إنها تهديدات أيديولوجية لقوانين الجمهورية، إلى جانب التهديدات الأمنية.

لكن لوران موتشيلي، عالم الاجتماع في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، يقول إن الرئيس ماكرون وحكومته "بالغوا في رد الفعل" لأسباب سياسية. على وجه التحديد، الانتخابات الرئاسية في عام 2022. 

دفاع تركي قطري

حاولت قطر وتركيا إبطال تحركات ماكرون الذي يسعى لتطهير بلاده من أفكارهم وأيدولوجيتهم المتطرفة.

وسعى رجب طيب أردوغان وصديقه تميم بن حمد لشيطنة تحركات ماكرون وإشعال العالم الإسلامي عليه.

ويرى مراقبون أن تميم وأردوغان بدآ يشغران بالخطر، فما قام به ماكرون قد يشجع قادة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ نفس الخطوات؛ ما يعني انهيار المشروع التركي القطري في القارة العجوز لنشر تطرفهم وإرهابهم وإنهاء سيطرتهم على المسلمين والمساجد.