مثالاً في الدعم العربي.. إنجاز دبلوماسي إماراتي جديد للشعب الفلسطيني

مثالاً في الدعم العربي.. إنجاز دبلوماسي إماراتي جديد للشعب الفلسطيني
صورة أرشيفية

بعد أعوام من الخلافات والتهديد بتقسيم الدولة، فاجأت الإمارات العالم أجمع بخطوة متميزة في مسيرتها الضخمة للسلام والعطاء، لصالح فلسطين التي مزقها الاحتلال على مدى عدة عقود.

بشرى بن زايد


منذ قليل، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، أنه اتفق مع ترامب ونتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

 

وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تدوينة عبر حسابه بموقع "تويتر"، أنه: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولًا إلى علاقات ثنائية".

ووفقًا لبيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة

وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم، وسوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة.. وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.

إشادة ترامب

فيما أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، واصفًا إياها بـ"العظيمة". 

وأكد الرئيس الأميركي في تصريحات على أن الإمارات دولة كبيرة، ولديها واحد من أقوى الجيوش، موضحًا أن الشيخ محمد بن زايد أحد القادة الكبار في الشرق الأوسط.

وأضاف: أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل "تاريخي ولم يحدث منذ 25 سنة"، وتوقع أن "تنضم دول عربية ومسلمة أخرى إلى الإمارات في هذا المسار، وسيؤدي لانتشار السلام في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أنه "لحظة تاريخية من أجل شرق أوسط أكثر ازدهاراً وأمناً".

دعم إماراتي لفلسطين

لم يكن ذلك الاتفاق هو الأول الذي يظهر مدى دعم الإمارات للقضية الفلسطينية، حيث ضربت مثالًا يحتذى به من أجل تلك القضية، حيث كرست الإمارات جهودها وإمكانياتها للنهوض بالشعب الفلسطيني منذ البداية.

وكانت الإمارات من أوائل الدول العربية التي سارعت لنصرة القضية الفلسطينية، في مبادرة منها بالاعتراف بدولة فلسطين فور إعلانها في 15 نوفمبر 1988، بجانب حرصها على تعزيز العلاقة الفلسطينية الإماراتية بالمساندة والمساعدة، وطالبت بتحرير الشعب والأرض وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وتعتبر الإمارات أكبر كافل للأيتام الفلسطينيين من خلال هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية التي تحاول التخفيف عن المواطن الفلسطيني وتقدم لهم كافة تسهيلات الإقامة والعمل، بالإضافة إلى دعم التواجد الدبلوماسي الفلسطيني فوق أراضيها بشكل ساهم في حل مشاكل العديد من الفلسطينيين المقيمين في دولة الإمارات العربية الشقيقة.

وطالما كانت القضية الفلسطينية محور حديث أمراء الإمارات، ففي كلمة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، شهيرة قالها: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" لتلتصق بأذهان وقلوب جميع الفلسطينيين، كما قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "إن دولة الإمارات العربية هي جزء من الوطن العربي، وقضية الشعب الفلسطيني المناضل هي قضيتنا والأرض هي أرضنا".

وكانت للإمارات مبادرة نبيلة بتعيين الشيخ خليفة تعيين السفير الإماراتي الدكتور عبدالله العامري كأول سفير غير مقيم للإمارات العربية في دولة فلسطين، الذي تولى تنفيذ القرار الإماراتي في 24 يوليو 2005 ببناء مدينة كاملة باسم مدينة خليفة بن زايد على أنقاض مستعمرة موراج شمال رفح جنوب قطاع غزة التي تم إزالتها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وباعتماد مبلغ 100 مليون دولار لتمويل هذا المشروع الإنساني، كهدية من سموه للشعب الفلسطيني الشقيق لتخفيف معاناته وتوفير السكن المناسب للمستحقين من أبنائه.

كما تعد الإمارات من أكبر الجهات المانحة للأونروا، بأكثر من 828.2 مليون دولار أميركي في الفترة من عام 2013 إلى أبريل 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم تتخلف يومًا عن مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في أي من الأزمات التي تلحق به، سواء دبلوماسية أو سياسية أو اجتماعية، كان آخر تقديمها يد العون بإمدادات طبية، الثلاثاء، مع تفشي كورونا بفلسطين للحد من انتشاره، والتخفيف من أثره على الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال مستلزمات الحماية الشخصية ومعدات طبية، بالإضافة إلى 10 من أجهزة التنفس الاصطناعي التي تشتد الحاجة إليها في الوقت الراهن.