محمد الرز يكشف نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان
وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الأربعاء، في زيارة من المتوقع أن تستمر لمدة يومين، للقاء رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية، كما يلتقي البطريرك بشارة الراعي وممثلين عن المجتمع المدني، ويزور مستشفى رفيق الحريري ومركزًا اجتماعيًّا تابعًا لمؤسسة "عامل" جنوب بيروت.
وعقد "لودريان" مؤتمرًا صحفيًّا، الخميس، ومن المتوقع أن يعقد مؤتمرًا آخر غداً، وحذر لودريان، من عواقب الأزمة الاقتصادية الحالية على اللبنانيين، وفقًا لتصريحاته خلال مؤتمر صحفي من بيروت.
وأكد لودريان أن "باريس" ستقف إلى جانب الشعب اللبناني في الأوقات الصعبة، مشددًا على أن تنفيذ الإصلاحات ضرورة كي يخرج لبنان من محنته.
ونوه بضرورة استماع كافة السياسيين في لبنان إلى مطالب الشارع، معتبرًا أن السلطة اللبنانية لم تلبِّ مطالب الإصلاح والشفافية.
أسباب الزيارة
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي اللبناني البارز محمد الرز: بعدما وصل التدهور الاقتصادي والمالي والاجتماعي في لبنان إلى الدرك الأسفل الذي ينذر بالانهيار التام، تحرك المجتمع الدولي الأميركي والأوروبي لمنع هذا السقوط، مضيفاً: "الذي سيدفع لبنان حتمًا إلى طلب المساعدة من المحور الشرقي الممتد من إيران إلى الصين، وقد لاحظنا بوادر هذا التحرك في تخفيف لهجة التصعيد الأميركية ضد لبنان كما في زيارة وزير الخارجية الفرنسي لودريان الحالية إلى بيروت".
واعتبر "الرز" في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن وزير الخارجية الفرنسي يحمل رسالة واضحة تقول للحكومة اللبنانية "ساعدونا حتى نساعدكم"، لافتاً أن ترجمة هذه الرسالة هي تنفيذ الإجراءات العملية للإصلاحات المطلوبة على الأصعدة كافة، وأبرزها مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وإصلاح الإدارات بما فيها الكهرباء والمياه والتعليم، والتحول للاقتصاد المنتج، وتصحيح السياسات النقدية في البنوك، والمصرف المركزي، واستعادة نهج النأي بالنفس في التعاطي مع أزمات المنطقة.
الرد اللبناني على المطالب الفرنسية
قال الرز: "إذا كان "لودريان" عبر عن هذه المطالب بوضوح في مؤتمره الصحفي في وزارة الخارجية اللبنانية، وأعلن أن فرنسا ستبقى إلى جانب لبنان مع الأسرة الدولية، بشرط استعادة الثقة والمصداقية ببرنامج الحكومة اللبنانية، فإن الجواب اللبناني الرسمي تمحور حول نقطتين"، لافتًا أن أولاهما حصر العقوبات الدولية بحزب الله ومحوره من دون أن تشمل كل الشعب اللبناني، كي لا تجد الدولة اللبنانية نفسها مجبرة على اتخاذ خيارات إنقاذية أخرى.
وأكد أن ثانيهما أن عجلة الإصلاحات دارت رغم الصعوبات والعراقيل التي تواجهها وهي تتطلب مساعدات سريعة تسابق الوقت للجم الانهيار وتوفير فرصة للحكومة تمكنها من متابعة تنفيذ برنامجها.
وضع حد لتأثير حزب الله
رجح "الرز" أن يكون الموفد الفرنسي إلى بيروت الآتي بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اقتنع نسبيًّا بالموقف اللبناني مشترطًا أن يؤكد لبنان على سيادته، موضحًا: "بمعنى وضع حد لتأثير حزب الله على سياسته الخارجية والداخلية، وهو ما يتوافق مع دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لاعتماد الحياد الإيجابي".
أردف: "يبقى أن ثمة بوادر تلوح في أفق تحسين الوضع المعيشي في لبنان عبر مساعدات فرنسية ودولية وعربية محدودة ومدروسة، في حال عدم وقوع مفاجآت من العيار الثقيل خاصةً على الحدود مع فلسطين المحتلة، والتي تشهد استنفارات متبادلة من الجانبين الإسرائيلي واللبناني من شأنها، إذا ما وقعت المواجهة العسكرية، أن تقلب الحسابات رأسًا على عقب".