من طبيب نفسي إلى قاتل.. القصة الكاملة لمنفذ هجوم ماغديبورغ
من طبيب نفسي إلى قاتل.. القصة الكاملة لمنفذ هجوم ماغديبورغ
في حادثة مروعة هزّت ألمانيا وأثارت موجة من النقاشات حول التطرف والكراهية، اقتحم رجل سوقًا مزدحمًا في مدينة ماغديبورغ وسط البلاد؛ مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة نحو 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، المشتبه به، الذي يبلغ من العمر 50 عامًا، يعمل طبيبًا نفسيًا في ألمانيا منذ أكثر من 15 عامًا، أثار جدلًا واسعًا بسبب تصريحاته "المعادية للإسلام" ومواقفه المتعاطفة مع تيارات اليمين المتطرف، بينما بدأت السلطات تحقيقاتها المكثفة لفهم دوافع الهجوم، ألقى الحادث بظلاله على أجواء عيد الميلاد في البلاد، وأعاد فتح ملفات حساسة تتعلق بالهجرة، والأمن، وصعود خطاب الكراهية في المجتمع الألماني.
خلفية معقدة وشخصية مثيرة للجدل
يدعى المشتبه به طالب العبد المحسن، يعيش في ألمانيا منذ عام 2006، حيث يحمل تصريح إقامة دائمة ويعمل كطبيب نفسي مختص في إعادة تأهيل السجناء المدمنين، وسائل الإعلام كشفت أن الرجل كان معروفًا بمواقفه الصارمة ضد الإسلام، حيث وصف نفسه بـ"أكثر منتقدي الإسلام عدوانية".
تصريحاته السابقة وأفكاره أثارت جدلًا واسعًا، إذ نشر مقاطع فيديو يعبر فيها عن شعوره بـ"الاضطهاد" من قبل السلطات الألمانية بسبب مواقفه، كما أشاد بحزب البديل من أجل ألمانيا المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة؛ مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه المواقف على دوافعه للهجوم.
تفاصيل الحادثة وصدى الصدمة
وقع الهجوم مساء الجمعة الماضي، في أحد أسواق عيد الميلاد الشهيرة في ماغديبورغ. الجاني اقتحم بسيارته السوق المكتظ، مخلّفًا مشهدًا مأساويًا من الدمار والضحايا.
الشرطة أعلنت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة حوالي 200 آخرين، بينهم 40 في حالة خطرة.
ردود فعل محلية ودولية
أدان المستشار الألماني أولاف شولتس الهجوم، واصفًا إياه بـ"كارثة رهيبة"، متعهدًا بالتصدي لجرائم الكراهية بكل قوة القانون.
وأضاف: "لن نتراجع أمام أولئك الذين يسعون لنشر الكراهية والانقسام بيننا"، كما دعا إلى الوحدة الوطنية، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات المزمع إجراؤها في فبراير المقبل.
ولقي الهجوم تضامنًا واسعًا من عدة دول ومنظمات دولية.
فقد أعربت الخارجية السعودية عن تضامنها الكامل مع الشعب الألماني، مؤكدة رفضها لأي أعمال عنف تستهدف الأبرياء.
بدورها، أكدت مصر رفضها التام للإرهاب بكافة أشكاله، مقدمة تعازيها العميقة للأسر المتضررة.
الإمارات شددت على موقفها الثابت الرافض لجميع أشكال العنف، داعية إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الظواهر.
من جانبها، عرضت واشنطن المساعدة في التحقيقات الجارية، مبدية استعدادها لدعم السلطات الألمانية تقنيًا ولوجستيًا.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أعرب عن صدمته الشديدة من "الرعب" الذي خلفه الهجوم، مؤكدًا تعاطفه مع الضحايا وأسرهم.
*تحقيقات مكثفة وأسئلة بلا إجابات*
بدأت السلطات الألمانية تحقيقات موسعة لتحديد دوافع الهجوم، وتدعو الشرطة شهود العيان إلى تقديم أي أدلة قد تساعد في فهم ملابسات الحادثة.
المشتبه به مثُل أمام القضاء، فيما تثار تساؤلات حول كيفية تأثير خلفيته الشخصية وأفكاره المتطرفة على تصرفاته.
الحادثة تأتي في سياق نقاش واسع في ألمانيا حول الهجرة والأمن، مع تصاعد التيارات الشعبوية التي تستغل هذه القضايا لتحقيق مكاسب سياسية.
الحادث أعاد التذكير بهجوم مشابه وقع في برلين عام 2016؛ مما يعمق مخاوف المجتمع الألماني من تكرار السيناريوهات الدامية.