تحركات مكثفة لمعرفة إمكانية رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب
تحركات مكثفة لمعرفة إمكانية رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب
رئيس وزراء نظام الأسد المنتهية ولايته أعلن موافقته على تسليم السلطة لقوات المعارضة السورية، في خطوة بارزة جاءت الاثنين، بعد يوم واحد من نجاح فصائل المعارضة في السيطرة على العاصمة السورية والإطاحة بالرئيس بشار الأسد، الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
هذه التطورات تمثل تحولًا كبيرًا في المشهد السوري، حيث جاءت بعد سنوات من الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف وأدى إلى تشريد الملايين، ومع ذلك المعارضة السورية وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام مصنفه إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ مما يضعهم في موقف صعب حاليًا مع تواجدهم في السلطة السورية.
جهود أميركية مكثفة عبر تركيا
تسارع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتكثيف جهودها الدبلوماسية عبر قنوات خارجية، بما في ذلك تركيا، للتعامل مع "مخاطر محتملة" في سوريا، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفقًا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، تشمل هذه الجهود التواصل مع جماعات المعارضة المسلحة التي تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل البلاد، وسط غياب التمثيل الدبلوماسي الأميركي في سوريا منذ 2012.
تعمل وزارة الخارجية الأميركية من خلال مكتب متخصص بالشأن السوري في تركيا، حيث تمتلك أنقرة علاقات وثيقة مع الفصائل المسلحة، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام"، التي تُعتبر الفصيل الأكثر نفوذًا حاليًا.
ومع ذلك، تواجه واشنطن تحديات معقدة تتعلق بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
في الوقت نفسه، تتواصل إدارة بايدن مع الحلفاء الإقليميين لضمان حماية المدنيين وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة.
كما أجرى مسؤولون أميركيون محادثات مع تركيا وإسرائيل، حيث تسعى واشنطن للتوفيق بين دعمها للمقاتلين الأكراد وجهود أنقرة لمواجهتهم.
تحركات المعارضة
وتراقب الولايات المتحدة عن كثب تحركات المعارضة، مؤكدة أنها ستقيم أقوالهم وأفعالهم فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحماية المدنيين، بينما تواصل السعي لإطلاق الصحفي الأميركي أوستن تايس المفقود منذ 2012.
وقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي قوله: إن البنتاجون يشارك وكالات الاستخبارات في تقييم الفصائل المسلحة في سوريا، وتحديد الشركاء المحتملين المتوافقين مع المصالح الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها.
وأشار المصدر، أن واشنطن تعمل على تحديد كمية الأسلحة التي تمكنت روسيا من أخذها معها عندما انسحبت قواتها بعد تقدم هيئة تحرير الشام.
كما أوضحت الصحيفة، أن الإدارة الأميركية تخشى وقوع ما تبقى من أسلحة روسية بيد جهات قد تستخدمها ضد القوات الأميركية.
إمكانية رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب
وبدوره، قال الباحث السياسي السوري سلمان شيب: إن التحركات المكثفة التي تسعى لمعرفة إمكانية رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، تعكس تحولات في النهج الدولي تجاه الملف السوري، خاصة بعد الإطاحة بالنظام السابق.
وقال شيب -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": "هذه الخطوة قد تكون مدفوعة برغبة الولايات المتحدة وحلفائها في إعادة تشكيل المشهد السوري السياسي والعسكري بما يتماشى مع مصالحهم. ولكن التعامل مع هيئة ما زالت تحمل إرثاً من الانتماءات السابقة لتنظيم القاعدة، يثير تساؤلات حول المعايير المستخدمة لإعادة تقييم وضعها".
وأشار، أن الهيئة، بقيادة "أبو محمد الجولاني"، حاولت خلال السنوات الأخيرة تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، إلا إن تاريخها المرتبط بالجماعات المتشددة يجعل عملية رفعها من قائمة الإرهاب محفوفة بالمخاطر.
وأكد شيب، أن "أي تغيير في تصنيف هيئة تحرير الشام يجب أن يترافق مع التزامات واضحة من قِبلها تجاه حقوق الإنسان، وحماية المدنيين، والانخراط في عملية سياسية شاملة. دون ذلك، ستظل الشكوك قائمة حول إمكانية تحولها إلى كيان سياسي شرعي".
وختم بقوله: "المجتمع الدولي مطالب بالتعامل بحذر مع هذا الملف لتجنب تعزيز نفوذ الجماعات المسلحة على حساب استقرار سوريا ومستقبلها السياسي".