حرق الكتب وقمع المثقفين.. أردوغان يعيد تركيا لعصور الظلام
عادة ما يتعرض الأشخاص للقمع في تركيا، من خلال الاعتقال العشوائي أو الفصل التعسفي وتوجيه تهم الإرهاب لهم، ولكن قمع الفكر والعقول فهو أمر يعيد تركيا لعصور الظلام الوسطى، حيث كانت الكنيسة هي العقل وصاحبة القرار ولا شيء آخر.
رجال أردوغان يحرقون الكتب ويعتقلون قراءها
وكشفت مجلة "نسمات"التركية، عما يفعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم في العقول والعلم.
وقالت الصحيفة: إن الكتب لم تفلت من مقصلة الحزب الحاكم مثل قرائها، الذي يستغل محاولة الانقلاب الفاشلة لإسكات أي صوت معارض.
وتابعت أن حيازة بعض الكتب أصبحت تهمة عقابها يصل إلى السجن، أما الكتب نفسها فمصيرها المحارق وصناديق النفايات، وهذه الكتب التي لا تلقى إعجاب الحزب الحاكم.
تركيا مقبرة الثقافة ومحرقة الكتب
وأكدت المجلة في تقريرها أن تركيا أصبحت بمثابة محرقة للكتب ومقبرة للنشر، فلم يشفع الإبداع للثقافة التركية حتى يتم إنقاذها من الإبادة التي يمارسها أردوغان ورجاله.
وتابعت أن الحكومة أعادت التاريخ مرة أخرى بحرق أعداد هائلة من الكتب والمخطوطات والمطبوعات التي على صلة بحركة الخدمة كما حدث في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.
وأضافت: أن صناديق القمامة تعج بالكتب المحروقة، وتحولت الغابات لصناديق نفايات ضخمة لها، حيث تم إلقاء أطنان من الأوراق والكتب المحترقة فيها، خصوصًا تلك التي ألفها صديق أردوغان السابق ورجل الدين فتح الله جولن.
أردوغان لا يستهدف جولن وإنما الفكر
وأوضحت المجلة أن هذه الممارسات القمعية، أجبرت الباحثين والأكاديميين وأعضاء حركة الخدمة على التخلص من هذه الكتب على الفور خشية من غضب وانتقام أردوغان ورجاله.
وتابعت أنه تم اعتقال مؤرخ في إحدى الجامعات بعد أن عثرت السلطات على كتاب من تأليف جولن، رغم أن هذا المؤرخ ملحد ومناهض لحركة الخدمة وجولن، وعندما فشلت السلطات بتوجيه تهمة الإرهاب له اتهمته بأنه عضو في الحركة.
وأشارت إلى أن هذا الحادث يكشف أن الهدف لم يكن جولن وحركته وإنما تحكم أردوغان وحزبه في الإصدارات الفكرية والثقافية، وسحق النقد والتفكير والبناء الحر.
تركيا في طريقها لحقبة مظلمة
وحذرت المجلة، أن استمرار قمع أردوغان من خلال حرق الكتب وانتهاك حقوق الفكر وحظر دور النشر والمجلات والصحف يعني أنه يقود تركيا لحقبة مظلمة تعيدها للعصور الوسطى.
وقالت: إن حكومة أردوغان أغلقت أكثر من 160 منفذًا إعلاميًّا بينما تمت مصادرة أو إغلاق أكثر من 1150 مطبوعة في أعقاب انقلاب 2016، كما أُزيل من المكتبات ١٣٥ ألف كتاب وأُتلف ١٠٠ ألف آخرين وحرق ٣٠ ألفًا وإغلاق ٤٥ صحيفة أسبوعية و٣٩ دار نشر و١٥ مجلة شهرية و٢٣ محطة إذاعية و١٦ قناة تلفزيونية، بالإضافة إلى وقف تمويل المسارح ودور الأوبرا.