خبراء: الإمارات ومصر صنعتا مصيرا واحدا للتعاون المشترك بينهما
شهدت العلاقات السياسية بين الإمارات ومصر دفعة قوية عقب 30 يونيو عام 2013، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، واستندت العلاقات بين الدولتين الشقيقتين على أسس الشراكة الإستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، وقد تعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسؤوليها على كل المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات.
علاقات راسخة
وترتبط دولتا مصر والإمارات بعلاقات راسخة تكللت بزيارات متبادلة بين قياداتها بلغت نحو 22 زيارة منذ 2014، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
ويقول الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن مصر تمثل الشريك التجاري السادس عربياً للإمارات والشريك الـ21 عالمياً، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربياً لمصر والعاشر عالمياً، وتتمثل أهم الصادرات المصرية للسوق الإماراتية في أجهزة التلفزيون والأثاث والكابلات الكهربائية والمنتجات الزراعية والمواد العطرية والمشروبات والخضراوات المجمدة، فيما تضمنت الواردات المصرية من الإمارات أنابيب نقل النفط والأدوية والبولي بروبلين والبولي إيثيلني والبولي إيثيلني للاستخدامات الطبيـة والمصنوعات من الحديد والصلب والسكر المكرر.
مكاسب مشتركة
وأضاف: "يُمكن القول إن صادرات مصر إلى الإمارات شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 86.4% منذ 2015 وحتى 2019؛ إذ سجلت ارتفاعًا من 1.11 مليار دولار إلى 2.07 مليار دولار، كما سجلت الواردات المصرية من الإمارات ارتفاعًا أيضًا ولكن بنسبة أقل تبلغ 19.4% فقط من 1.49 مليار دولار خلال 2015 حتى 1.78 مليار دولار في العام الماضي".
وتابع: "تعتبر العلاقات الاقتصادية بين الجانبين المصري والإماراتي من العلاقات الراسخة، وهو ما انعكس بصورة جلية في حجم التبادل التجاري والاستثمارات المباشرة والمنح والمساعدات وعدد الزيارات المتبادلة، فضلًا عن التبادل السياحي بين الدولتين".
توافق الرؤى
من جانبه قال محمد بركات، الباحث المصري، إنه يوجد توافق في الرؤى بين قيادتي الدولتين إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، والتعاون المستمر فيما بينهما من أجل التصدي للمخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي. إن الشراكة الإستراتيجية التي تجمعهما وتترسخ يوما بعد الآخر في مختلف المجالات تمثل رصيداً للأمة العربية بأكملها وتعزز من قدرتها ومناعتها في مواجهة التحديات.
شراكة إستراتيجية
وأضاف: "شرعت الدولتان في إجراء شراكات متواصلة في مجال التعاون العسكري، بمشاركة الجيشين في عمليات تدريب عسكرية مشتركة، وتعزيز قدرات القوات المسلحة لمواجهة التحديات المختلفة، وعكست مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح قاعدتي محمد نجيب العسكرية في يوليو 2017 التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وقاعدة برنيس في يناير 2020، عمق علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وقوة العلاقات الدفاعية والعسكرية بينهما".
وتابع: "من أهم مؤشرات التعاون العسكري بين الدولتين التدريبات المشتركة، وخاصة التدريبات البحرية في البحرين المتوسط والأحمر بهدف حماية المياه الإقليمية والمصالح الاقتصادية في ظل التوتر الذي يسيطر على المنطقة العربية وتهديدات أمن الملاحة واحتجاز السفن، والتدريبات الجوية والبرية للقوات الخاصة في البلدين والتي تأتي في إطار مكافحة الإرهاب الذي بات أشرس ما تواجهه الدول العربية، لاسيما أن الدولتين تتفقان على نفس المبادئ بشأن القضايا الإقليمية".